مساعٍ غربية لعزل روسيا.. هل ينقلب السحر على الساحر؟
تقرير إخباري:
ضمن المحاولات الغربية لعزل روسيا، كانت هناك مساع محمومة لشيطنة روسيا ونشر مفهوم الـ “روسوفوبيا” على نطاق واسع في العالم الغربي طوال السنوات الماضية، وآخر ما حرّر في هذا السياق دعوة دول البلطيق، بمكوّناتها الثلاث (ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا)، وبإيعاز أمريكي طبعاً، إلى التوحد في سبيل دعم أوكرانيا، ودعوة حلفائها في شمال أوروبا، وهي دول البنلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) لتعزيز التعاون العسكري فيما بينها لمواجهة التهديدات الأمنية في مجال الحرب التقليدية والسيبرانية.
ممثلو مجموعة البلطيق أبدوا رغبة شديدة في الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، ضاربين بتصريح سيد الكرملين حول عدم السماح للقوى الأجنبية بإضعاف بلاده عرض الحائط.
فاليوم بات الجميع مدركاً لحقيقة أن الغرب قد جنّد المرتزقة من كل حدب وصوب بغية تحقيق مصالحه وتفكيك الشعب الأوكراني وليس كُرمى للدفاع عن هذا الشعب “المستضعف”، وفق ما يدّعون، وخاصة أن الأحداث التي تدور رحاها في أرض أوكرانيا مريرة وصعبة على اعتبار أن المواجهة تدور بين أبناء شعب واحد، وفق ما ذكره الرئيس الروسي، الأمر الذي يشير صراحة إلى العمل الغربي الدؤوب على تفتيت روسيا على أساس قومي.
وخلال مشاركته في إحياء الذكرى العاشرة لإعادة تأسيس الجمعيات التاريخية والعسكرية الروسية، استذكر بوتين أحداث أوكرانيا وسعي الغرب لإضعاف شعبها بأحداث واضطرابات عام 1917، حيث دفعت القوى الأجنبية بمصالحها على حساب مأساة الشعب الروسي وأضعفت روسيا آنذاك.
ربما خيّل للأجانب أن بإمكانهم إعادة التاريخ بانهيار الاتحاد السوفييتي سابقاً عبر إضعاف روسيا الاتحادية ومنع تقدّمها وعزلها، ولكن تلك المحاولة – وفق ما أكد الزعيم الروسي – محكوم عليها بالفشل مقابل وحدة الشعب الروسي الذي أحيا في الرابع من الشهر الجاري ذكرى وحدته الشعبية.
وفي عرض لما تقدّم، يرى متابعون أن تاريخ روسيا وثقافتها هما أساس الدولة الروسية وسيادتها رغم كل الفترات المعقدة والمتناقضة التي مرّت بها، وقد أثبت الشعب الروسي أصالة متجذّرة عبر معاملته للشعب الأوكراني الذي تجمعه به علاقة دم ومنبت واحد بدفء قلّ نظيره، رغم كل المواجهات السائدة التي يشنّها أتباع بانديرا النازي في محاولة لزعزعة الاستقرار الروسي والسعي وراء مصالحهم على حساب الشعب الروسي ذي التاريخ والثقافة المتأصّلة التي تثير غضب الغرب.
في نهاية المطاف لا ننكر أن التاريخ غالباً ما يعيد نفسه، ولكن الضحية هنا هي الشعب الأوكراني الذي تتولى أمريكا وحلفاؤها الذود عنه ظاهرياً، في حين تدأب لإقرار معادلة العالم ذي القطب الواحد عبر إشعال نار الكراهية في نفوس الأوكرانيين ضد أشقائهم الروس، وخاصة بعد الضربة القوية التي تلقاها الأمريكي وحلفائه بانضمام أربعة مقاطعات أوكرانية إلى روسيا طوعاً، فما الذي ستكشفه لنا قادمات الأيام؟ وهل سينقلب السحر على الساحر ونشهد وحدة روسية أوكرانية تدحر المرتزقة والغرب ومن لفّ لفّهم ونشهد اتحاداً جديداً بينهما؟
ليندا تلي