نادي الأسير: 6 آلاف أسير منذ بدء العام.. والاحتلال يعتدي على معتقلي “عوفر”
الأرض المحتلة – وكالات:
كشف نادي الأسير الفلسطيني عن تسجيل نحو 6 آلاف حالة اعتقال نفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بين الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري، من بينهم 141 سيدة، و739 طفلاً.
وأضاف النادي في بيان: إن الاحتلال الإسرائيلي أصدر 1829 أمر اعتقالٍ إداريّاً، بينما سجّلت أعلى حالات الاعتقال في القدس المحتلة، وبلغت نحو 2700 حالة.
وأكد النادي، أن هذا العام هو الأشدّ تنكيلاً بالمعتقلين وعائلاتهم، مقارنة مع السنوات القليلة الماضية، وخاصةً مع استمرار تنفيذ عمليات الإعدام الميدانية، وتصاعد أعداد الجرحى المعتقلين، سواءٌ مَن تمّ اعتقالهم بعد إطلاق النار عليهم مباشرة، أم من جرى اعتقالهم بعد فترات من إصابتهم.
ولفت، إلى أن تصاعد أعداد الجرحى في السجون أدّى إلى ارتفاع أعداد الحالات المرضية الصعبة التي تحتاج إلى متابعة صحية حثيثة، ولا يزال عدد منهم يواجهون مخاطر حقيقية على حياتهم.
وشدّد النادي، على أن عمليات الاعتقال الإداري من حيث المعطيات الراهنة، هي الأخطر مقارنةً مع السنوات القليلة الماضية، وكانت أعلى نسبة في أوامر الاعتقال الإداري خلال شهر آب الماضي، حيث بلغت 272 أمراً، ووصل عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال حتى نهاية تشرين الأول أكثر من 820 معتقلاً.
وفي بيان آخر، أفاد نادي الأسير بأن سجّاني الاحتلال الإسرائيلي، اعتدوا على عدد من المعتقلين داخل غرف الانتظار أثناء نقلهم إلى محكمة “عوفر” العسكرية ورشّوهم بالغاز.
وأشار النادي، أن الأسرى في سجن “عوفر” ومن جميع فصائل المقاومة، قرّروا مجموعة من الخطوات الاحتجاجية، كما أكدوا أن أيّ اعتداء سيتعرّضون له سيكون الردّ عليه بالمثل.
وأضاف: إن الأسرى قرّروا عدم الدخول إلى غرفهم إلا إذا تمّت إعادة المعتقلين الذين تعرّضوا للاعتداء إليها، وذلك بعد نقلهم إلى العزل.
في سياق متصل، شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة بمدينة طولكرم بالضفة الغربية، دعماً للأسرى في معتقلات الاحتلال.
ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت إليها القوى الوطنية الفلسطينية أمام مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المدينة صور الأسرى المرضى، مطالبين المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لوقف انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى وإنقاذ حياة المرضى منهم، وخاصة في ظل تفاقم الحالات المرضية وزجّها في معتقل “الرملة” المعروف بظروفه القاسية والصعبة.
وحذّر مدير مكتب نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر، من تصعيد سلطات الاحتلال ممارساتها التعسفية بحق الأسرى وفي مقدّمتها الإهمال الطبي المتعمّد، لافتاً إلى خطورة وضع الأسرى المصابين بالسرطان وفي مقدّمتهم ناصر أبو حميد وموسى صوفان وفؤاد الشوبكي ما يستدعي تحرّك الجميع لمساندتهم ورفع صوتهم في جميع المحافل الدولية والضغط على الاحتلال للإفراج عنهم.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة رام الله، واعتقلت 3 فتية فلسطينيين في بلدة جرير شرق المدينة، كما اعتقلت 6 شبان من مخيم الجلزون شمال المدينة بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها.
كذلك، داهمت عدداً من أحياء وبلدات نابلس، وقرية تياسير شرق طوباس، وبلدة سلوان في القدس المحتلة واعتقلت 5 فلسطينيين بينهم فتى، كما استدعت فتيين اثنين للتحقيق.
إلى ذلك، كشفت صحيفة هآرتس الصهيونية، عن أن جمعية “إلعاد” الاستيطانية تلقّت دعماً مالياً لدعم الاستيطان ومخططات التهويد في حي واد الربابة في بلدة سلوان في القدس المحتلة وتغيير طابعه الفلسطيني، بهدف محاصرة الفلسطينيين في القدس ومنع الامتداد الجغرافي الفلسطيني في سلوان، الخاصرة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك.
وكانت جمعية إلعاد التي تعدّ رأس حربة الاستيطان والتهويد في القدس كشفت الصيف المنصرم عن مشروع تهويدي في سلوان، لجذب آلاف المستوطنين إلى مدينة القدس المحتلة، ووضعت “إلعاد” يدها على أرض بملكية خاصة للفلسطينيين في سلوان، وحوّلتها إلى مزرعة استيطانية، وهي تستخدم النشاطات الزراعية، وخاصة زراعة الأشجار، لتغيير ملامح الأرض الأصلية، وإنشاء تاريخ جديد منسجم مع “الرواية الصهيونية” حول مدينة القدس.
وتعدّ جمعية “إلعاد” من أغنى الجمعيات غير الحكومية في كيان الاحتلال، وتشرف على حوالي 70 بؤرة استيطان في سلوان، تقع أغلبها في منطقة وادي حلوة، وهي أقرب منطقة للأقصى، وتموّل الحفريات “الإسرائيلية” بالمنطقة.
ويقاوم 800 مقدسي بصمودهم في مواجهة التهويد والاستيطان، في حي واد الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
وفي سياق متصل، استولى مستوطنون على أجزاء من الأراضي التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، في منطقة العوجا شمال مدينة أريحا.
وقال مصدر أهلي في الأغوار: إن عشرات المستوطنين استولوا على “تلة” تقدّر مساحتها بدونمين، وتتبع لوزارة الأوقاف الفلسطينية، وتربط أراضيها بين البؤرة الاستيطانية “عومر” والأراضي الوقفية في العوجا.
وأضاف المصدر: إن المستوطنين استولوا على تلك الأراضي بعدما أقاموا فيها مقاعد ومرافق للتنزّه لتكثيف وجودهم فيها.
من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن 142 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال.
سياسياً، طالبت خارجية السلطة الفلسطينية بآليات دولية ملزمة تضمن تنفيذ توصيات لجان التحقيق الدولية بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وأكدت خارجية السلطة في بيان، أن النمطية التقليدية في تعامل المجتمع الدولي ومؤسساته مع انتهاكات وجرائم الاحتلال أثبتت عجزها، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني واحترام تقارير وتوصيات لجان التحقيق الدولية والمنظمات الدولية التي توثّق جرائم الاحتلال وعنصريته.
وشدّدت، على ضرورة عدم الاكتفاء بتلك التقارير بل اعتمادها وإيجاد آليات دولية تضمن تنفيذ توصياتها بما يكفل إجبار “إسرائيل” على إنهاء احتلالها الذي طال أمده، ووضع حدّ لإفلاتها من العقاب ومساءلتها على جرائمها ومحاسبتها عليها.
وأشارت، إلى أن الاحتلال يرتكب جرائم وانتهاكاتٍ يومية بحق الفلسطينيين، ويهدم منازلهم ويدنّس مقدّساتهم، محذّرةً من تصعيد المستوطنين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى لتنفيذ مخططات تهويده كجزء من مخططات الاحتلال لتهويد مدينة القدس المحتلة.
وفي حزيران الماضي، أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة تقريرها الأول الذي أكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ووقف ممارسات التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، ومنها التهجير القسري وهدم المنازل وإقامة المستوطنات وتوسيعها واعتداءات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، إضافةً إلى الحصار المشدّد على قطاع غزة.