صحيفة البعثمحليات

“البحوث الزراعية” تعتمد صنفين من القمح متكيفين مع التغيرات المناخية والبيئة السورية

دمشق- ميس خليل

انطلاقاً من أهمية القمح كمحصول استراتيجي، ونتيجة للظروف الجوية الاستثنائية والتذبذب المناخي الكبير الذي تشهده المنطقة، والحصار الاقتصادي الذي تعاني منه بلدنا وأثره الكبير في تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وغيرها من المحددات الأخرى والتي أثرت بشكل سلبي على محصول القمح لناحية تدني الإنتاج، قامت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بتنفيذ بحث تطبيقي من خلال تحليل واقع القمح للموسم الزراعي 2021-2022 حيث أكد الدكتور تيسير حاتم مدير إدارة بحوث الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لـ”البعث” أنه تمّ إعداد البحث بهدف بيان الواقع الفعلي لزراعة القمح من المراحل الأولى، واختيار الأصناف للزراعة ومن ثم زراعتها وحتى مرحلة استلام محصول القمح، والوقوف على أهم المحددات والمقومات لكلّ مرحلة من المراحل، وربطها مع دراسات بحثية سابقة ما يسهم في بناء خطط تندرج ضمن سياسات زراعية تنضوي ضمن إستراتيجية لتنمية وتطوير محصول القمح في سورية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والأمن الغذائي من القمح والصناعات المرتبطة به.

وذكر حاتم أنه لتحقيق هذه الإستراتيجية هناك العديد من الأنشطة والمتطلبات يجب تحقيقها بدءاً من تجهيز الأرض وتأمين البذار، وصولاً إلى استلام محصول القمح والتخزين، وذلك ضمن عمل متكامل من قبل كافة القطاعات، إلى جانب القطاع الزراعي، وذلك بهدف خلق بيئة تمكينية لإنتاج القمح السوري.

وتتناول الإستراتيجية -وفقاً لحاتم- بناء مصفوفة منطقية لمشروع تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، والتي تسهم في رسم خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف، حيث تتناول كافة المراحل بداية من تحديد المساحات، وتوفر البذار، واختيار الصنف الملائم للمنطقة، وتوفر الأسمدة بالكمية والوقت المناسب، وتأمين المبيدات، والري، وتوفير الوقود والطاقة، والمعدات والآليات، ونظم الإنذار المبكر، والعمل الإرشادي الفعال، ومتطلبات الحصاد، والاستلام والتخزين، حيث تترافق كلّ مرحلة بعملية القياس والتقويم من خلال مؤشرات للقياس والتحقق.

كما تمّ -بحسب حاتم- وضع خارطة صنفية ملزمة حسب المناطق البيئية لزراعة القمح في سورية، وبالتالي تحقيق التوزيع الجغرافي الأمثل للأصناف حسب المناطق البيئية في سورية، وإجراء تحاليل الثباتية الإنتاجية، والتفاعل الوراثي للأصناف بشكل مستمر، بما يسهم في تعديل الخارطة الصنفية، ويخدم عملية التربية.

وأشار حاتم إلى أن لجنة تحديد الأصناف في وزارة الزراعة اعتمدت قبل عدة أيام صنفين لزراعة القمح، وهما سلالة مبشرة من القمح القاسي “أكساد 1469” مناسبة للزراعة البعل في منطقة الاستقرار الثانية، بالإضافة إلى سلالة مبشرة من القمح القاسي “دوما 45414” مناسبة للزراعة المروية. وشدّد حاتم على  دور البحوث العلمية الزراعية المهم بشكل مستمر في استنباط أصناف جديدة أكثر تكيفاً مع التغيرات المناخية، وخاصة الجفاف، وتلائم البيئات السورية على مستوى المناطق، منوهاً بضرورة التتبع المستمر على أرض الواقع للأصناف المعتمدة ومراجعة سلوكها وتقييمها باستمرار مع التأكيد على دراسة ثباتية هذه الأصناف وحاجتها للتطوير.