زواياصحيفة البعث

الذئاب تتداول السلطة في الكيان الإسرائيلي

علي اليوسف

لم تلقَ الانتخابات لدى الكيان الإسرائيلي أي اهتمام يُذكر، لأنها لن تغيّر من معادلة تداول الذئاب على السلطة، ولن تغيّر نتيجتها من الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا على المستوى الإقليمي. وبالتالي فهي، أي الانتخابات، تكرار ممجوج للسيناريو نفسه، إذ لا فرق جوهرياً بين نتنياهو ولابيد في ما يتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية، لأنهما كغيرهما من الأقران يتصرّفون ضمن خطة واحدة داخلياً هي الإمعان في ضرب الشعب الفلسطيني، واقتطاع المزيد من الأراضي، وبناء المستوطنات، وافتعال الحروب بل المشاركة فيها -سورية وإيران وأوكرانيا مثالاً- على الصعيد الخارجي بما ينسجم مع الرأي العام اليميني المتطرف.

لذلك، لا يتوقع من الحكومة الصهيونية الجديدة أن تغيّر من المبدأ، بل على العكس ستعود الوحشية المسلطة على الفلسطينيين أكثر من ذي قبل، لأن نتنياهو ليس استثناءً، بل يمثّل المشاعر الحقيقية للإسرائيليين غير المهتمين بالسلام.

وللتذكير، في ظلّ حكومات نتنياهو السابقة، تزايدت المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأبرمت اتفاقيات تطبيع مع دول عربية، فيما المفاوضات مع السلطة الفلسطينية كانت متعثرة. لذلك كان صعود الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة في هذه الانتخابات نتيجة طبيعية لتنامي مظاهر التطرف والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي أكدت نتائج الانتخابات الإسرائيلية ما كان يقيناً من أنه لا شريك للسلام، وأن على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من السياسات العدوانية الإسرائيلية بعد صعود الأحزاب العنصرية لسدة الحكم.

ولعلّ أكثر ما يشير إلى هذه العنصرية هو المفاوضات التي بدأت بين زعيم حزب نتنياهو “الليكود” وحلفائه المتدينين واليمين المتطرف لتشكيل حكومة قد تكون الأشد تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني، ومن بينهم إيتمار بن غفير، الشخصية اليمينية المتطرفة التي يبدو أنها ستصبح لاعباً رئيسياً في الحكومة الجديدة، وهذا يعني منح حقائب مهمّة لأعضاء تكتل الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، وهو الأمر الذي يعتبر سابقة!.

لكن رغم ذلك، فإن الشعب الفلسطيني الذي عانى من هذه الأحزاب المتطرفة منذ سنوات تقتيلاً، واعتقالاً، وتغولاً، واستباحة للمدن والقرى والبلدات، وإطلاق العنان للمستوطنين وجنود الاحتلال لارتكاب جرائمهم، لن يقف مكتوف الأيدي، بل يجب أن تكون هذه الانتخابات ونتائجها درساً كبيراً للمقاومين بأن الوحدة والعمل المشترك هو السبيل الوحيد للوقوف بوجه هذه الحكومة المتطرفة وغيرها من الحكومات الصهيونية. ومن الضروري ألا يركن المفاوضون الفلسطينيون إلى مشاريع السلام الكاذبة التي يطرحها الصهاينة ورعاتهم، بل من الواجب الركون إلى العمل المقاوم في ضوء ما يعانيه الشعب الفلسطيني من سياسات وممارسات عدوانية لا تقيم وزناً للقرارات والقوانين الدولية.