بهدف ربط الباحثين عن فرص عمل بالأسواق.. انطلاق فعاليات ملتقى بوابة العمل 2022
دمشق – مادلين جليس:
يوماً بعد يوم تزداد نسبة البطالة في سورية على الرغم من تأكيدات الباحثين والخبراء أنها لم تتجاوز الـ 30% بعد وفقا للدكتور جمعة حجازي مدير المرصد العمالي في اتحاد نقابات العمال خلال حدينا معه حول البطالة في سورية، في المقابل وبحسب المكتب المركزي للإحصاء فقد انخفضت نسبة البطالة في سورية من 31.2% في عام 2019 إلى 20.9% في عام 2020، مع العلم أن جميع عوامل التدهور الاقتصادي برزت في العام 2020 ومنها دخول قيصر حيز التنفيذ والحظر الكلي الذي فرضته الحكومة ومن ثم الجزئي بسبب جائحة كورونا.
كشريكٍ وفاعل في بناء المجتمع، وفي عملية التنمية، يسعى المجتمع الأهلي إلى ممارسة مهامه في تقديم فرص عمل للباحثين عنها، وهو ما نلاحظه في ملتقى بوابة سوق العمل، الذي أطلق فعالياته برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبشراكة تنموية مع الأمانة السورية للتنمية.
تأمين فرص العمل
وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين أكد في تصريح خاص لـ”البعث”، أهمية هذه الملتقيات كونها تساهم في تأمين فرص عمل للباحثين عنها، إضافةً إلى التشبيك بين هؤلاء الباحثين وبين الشركات التي تحتاج لموظفين وكوادر جديدة، لافتا إلى أن “ملتقى فرص العمل” الذي أقيم نهاية الشهر الماضي بالتعاون مع وزارة السياحة، تضمن أكثر من 200 فرصة عمل في المنشآت السياحية الضخمة، منوها في هذا السياق إلى أن الوزارة تتابع ما ينتج عن هذه الملتقيات، بدءاً من تقديم السيرة الذاتية وصولاً إلى حصول الشخص على وظيفته وبدء العمل بها.
وعلى الرغم من أن الوزير لم يذكر في تصريحه نسبة البطالة في سورية، إلاَّ أنه تمنّى تخفيض نسبة العاطلين عن العمل حتى تصل إلى الصفر، مؤكداً أنّ جمعية الموارد البشرية وغيرها من الجمعيات التي تقوم بهذه الأنشطة هي أحد أدوات الوزارة.
منصات توظيف وتدريب
من جانبه الدكتور منير عباس رئيس مجلس إدارة جمعية إدارة الموارد البشرية، أكد أنّ ملتقى بوابة العمل 2022 ليس إلا مشروع من مشاريع الجمعية، وهو عبارة عن منصة توظيف وتدريب افتراضية، كما أكد رغبة الجمعية في نقل مفهوم هذه المنصة إلى معرض لفرص العمل بحيث يكون هذا المعرض واقعي وافتراضي في الوقت ذاته، وأوضح أن هناك أشخاص موجودين في عدة محافظات لم يتوفر لهم فرصة القدوم للمعرض، لكن يمكنهم الدخول إلى موقع المعرض للاطلاع على الوظائف المعروضة والتي تتجاوز 1058 فرصة عمل، تقدمها 54 جهة موجودة، بمشاركة منظمات أهلية وبرعاية تنموية من الأمانة السورية للتنمية وعدة رعاة ذهبيين وفضيين.
ليس تجاريا
وأشار عباس إلى أنّ الملتقى من صنع المتطوعين في الجمعية، إذ لا يوجد أي جهة تجارية فيه، مبيناً أنّ الورشات تقام على هامش الملتقى في أكثر من 15 محور هام للباحثين عن عمل، ويتمّ التدريب في هذه الورشات من قبل مدربين ومدراء في الشركات المشاركة، إضافةً إلى وجود ورشات عمل نوعية، تضم محاور مهمة من ريادة الأعمال الرقمية، تؤهل الأشخاص ليكونوا رواد عمل.، وأضاف أنه لن يتوقف الأمر على تقديم فرص العمل نظرياً خلال الملتقى، بل ستتم متابعة الأثر الذي تحقق، وذلك من خلال التعاون مع الشركات المشاركة للاطلاع على عدد المتقدمين لفرص العمل وعدد المقبولين الذين بدؤوا العمل، وهذا العمل الذي تقوم به الجمعية يمثل الخروج من الطابع التجاري والاتجاه نحو قياس أثر معارض فرص العمل.
ودعا الدكتور عباس إلى حضور شهر الموارد الذي سيقام بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية في منطقة البرامكة جانب كلية العمارة، من 13 تشرين الثاني ولغاية 13 كانون الثاني، والذي هو عبارة عن 28 ورشة تدريبية مجانية يومياً من الساعة 11 صباحاً لغاية الساعة 1 ومن الساعة 1 ولغاية الساعة 4 مساءً، من قبل كبار المدربين في سورية.
مشاركات متنوعة
أما الشركات المشاركة في الملتقى فتنوّعت بين الموارد البشرية والبنوك الخاصة والشركات الغذائية ومؤسسات التدريب والتأهيل وغيرها.
بيان سمير العيد رئيس مجلس أمناء مؤسسة “أمومة واعية”، أشارت إلى عمل المؤسسة من خلال تدريب الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم وحالات نقص الأكسجة وبعض حالات فقر التواصل الاجتماعي، إضافةً إلى التركيز الأكبر على حالات النطق، ودعم الأسرة ببرامج واستشارات فردية قد يكون جماعية، ودعم الكوادر التدريسية ببرامج أو مناهج نوعاً ما عالمية، مؤكدة أنّ تقديم الدعم يكون للسيدات أو المعلمات المتقدمات للمؤسسة، ولكن في الوقت نفسه توجّهت المؤسسة بـ”كورسات” لبعض المدارس الخاصة التي سيتم العمل بها في الأيام القادمة.
لـ 130 سيدة
وأشارت إلى أنّ “عدد المستفيدات من “الكورسات” التي تقيمها المؤسسة وصل إلى 130 سيدة، والآن تسعى المؤسسة لدعم كوادرها بمعلمات التربية الخاصة ومعلمات النطق وخريجات كليات العلوم الصحية، الكلية لحديثة، إضافةً إلى السكرتارية والموارد البشرية والتسويق”.
تدريب وتأهيل
سامي الذهبي مدير معهد غولدن مايلستون المختص بالتدريب السياحي، بيّن أنّ دبلوم التدريب السياحي الذي يقدّمه المعهد يساعد الشخص على الدخول للعمل في عدة مجالات أهمها مجال مكاتب السياحة والسفر، مشيرا إلى أنّ المميز في المركز أنّه يعمل على فتح الآفاق للطلاب والمتدربين، مع تزويدهم بأهم سلاح وهو اللغة التي باتت حاجة ملحة في جميع المجالات وليس فقط في المجال السياحي، ويتمّ من خلالها العمل على تدريب الشخص من مراحل مبتدئة ليصل إلى المراحل النهائية في اللغة، وهذا ما يفتح مجال للمتدربين المتفوقين لأن يصبحوا مدربين ضمن المركز.
وختم الذهبي بتأكيد أنّ سورية لديها الكثير من الكفاءات، والطاقات الكبيرة لكنها بحاجة للتوجيه، وهذا ما يعمل المركز عليه من تدريب وتوجيه لهؤلاء المتدربين، معتبرا أنه ليس المهم فقط تقديم فرصة عمل بل أيضاً التمكين من العمل ضمن هذه الفرصة وبكفاءة عالية.