في جريمة جديدة.. الاحتلال يُعدم طفلة فلسطينية بدم بارد في رام الله
الأرض المحتلة – تقارير:
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، فقد أقدم جنود الاحتلال على قتل طفلة فلسطينية بدم بارد في مدينة رام الله، وفي الوقت ذاته كثفت قوات الاحتلال من اقتحاماتها واعتقالاتها في عدد من مدن الضفة الغربية المحتلة، بينما دفع الخوف من عمليات المقاومة الفلسطينية جنود الاحتلال إلى قتل مستوطن “إسرائيلي” بعد الاشتباه بأنه مقاوم فلسطيني في محطة حافلات وسط فلسطين المحتلة.
جاء ذلك في وقت حذر فيه المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” فيليب لازاريني من أن الوكالة لا يمكنها أن تفي بولايتها في السنوات المقبلة في حال استمرار التمويل ذاته.
ففي رام الله، استُشهدت الطفلة الفلسطينية فلة رسمي عبد العزيز المسالمة 15 عاماً، وأُصيب فلسطيني آخر بجروح متوسطة، فجر اليوم، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة بيتونيا.
وأطلقت قوات الاحتلال النار تجاه مركبة فلسطينية في بلدة بيتونيا، حيث أُصيب أحد ركّابها إصابة حرجة، بينما اعتُقل الآخر وهو مصاب بجروح متوسطة.
وتبيّن لاحقاً أن المصابة بإصابة حرجة هي المسالمة، حيث أُعلن عن استشهادها لاحقاً، بينما قامت سلطات الاحتلال بتسليمها للهلال الأحمر الفلسطيني، قبل أن يُنقل جثمانها إلى مجمّع فلسطين الطبي في رام الله.
وأعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية عن استشهاد المسالمة، بعد إصابتها برصاصة في الرأس أطلقها عليها جنود الاحتلال، خلال اقتحامهم بيتونيا.
وفي دليل على إقدام قوات الاحتلال على إعدام الشهيدة الطفلة المسالمة بدم بارد، أظهر شريط مصوّر جنود الاحتلال وهم يقتربون من السيارة التي كانت مركونة وبداخلها شخصان، أحدهما المسالمة، ويطلقون النار عليها من دون أيّ سبب.
وزعم جيش الاحتلال في بيان مقتضب، أن قواته طلبت من المركبة التوقف خلال نشاط لقواتها في المنطقة، ولكنها رفضت وسارت بسرعة تجاه جنودها، وتم إطلاق النار تجاه من بداخلها، وأنه يحقق في الحادثة، علماً أن الشريط الذي وثّق الجريمة يكشف عكس ذلك تماماً.
وفي محطة حافلات رعنانا وسط فلسطين المحتلة، أفادت وسائل إعلام صهيونية أن جندياً “إسرائيلياً” أطلق النار على مستوطنين “إسرائيليين”، في وقت مبكر من صباح اليوم.
وقالت الوسائل: إن “إطلاق النار أسفر عن مقتل أحد الأشخاص وإصابة الآخر بجروح طفيفة”، مشيرةً إلى أنهما “اقتربا من الجندي بطريقة أثارت شكوكه، وظن أنهما فلسطينيان ينويان تنفيذ عملية”.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت حنينا والبلدة القديمة بالقدس وبلدة حلحلول في الخليل، واعتقلت 13 فلسطينياً بينهم أب وأبناؤه الثلاثة، كما اعتقلت فتاة على أحد حواجزها قرب الحرم الإبراهيمي وسط مدينة الخليل.
وفي الخليل أيضاً، اقتحمت قوات الاحتلال المدرسة الإبراهيمية الأساسية للبنين في حي السهلة بالبلدة القديمة، كما عرقلت وصول معلمي مدرسة المتنبي إلى مدرستهم في منطقة واد الحصين شرق المدينة، واحتجزتهم مدة ساعة تقريباً.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال قرية المنيا في بيت لحم وبلدة ترقوميا وسعير في الخليل وهدمت سبعة منازل.
كذلك اقتحمت منطقة العواريض في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، واقتلعت ألفي شجرة زيتون، وقامت برش مبيدات كيماوية على مساحة تقدّر بمئات الدونمات وهدمت سلاسل حجرية.
من جانبهم، اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي قطاع غزة المحاصر، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص باتجاه المزارعين الفلسطينيين على أطراف أحياء التفاح والشجاعية والزيتون شرق القطاع، ما اضطرّهم إلى مغادرة أراضيهم، بينما توغّلت عدة آليات عسكرية للاحتلال شرق منطقة دير البلح وسط القطاع وجرّفت مساحاتٍ من الأراضي.
من جهة أخرى، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية المحتلة، غسان دغلس: إن أولى خطوات حكومة كيان الاحتلال الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو ستكون تحويل 177 بؤرة استيطانية منتشرة في الضفة إلى مستوطنات معتمدة.
وأوضح دغلس، أن التحويل يندرج في إطار التفاهمات بين حزبي الليكود برئاسة نتنياهو، والصهيونية الدينية اليميني المتطرّف، بزعامة بتسلئيل سموتريتش، على تنظيم وشرعنة البؤر الاستيطانية.
وأشار، إلى أن حكومة نتنياهو ستسعى جاهدة للعمل على تحقيق كل الوعود التي جاءت في الدعاية الانتخابية الأخيرة للكنيست، التي يقوم معظمها على إنكار الوجود الفلسطيني، وتوسيع الاستيطان وشرعنته، ما يعني أن المشروع الصهيوني سيطبّق حرفياً في الضفة.
إلى ذلك، طالبت خارجية السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ إجراءات تجبرها على وقف تصعيدها الدموي ضد الشعب الفلسطيني.
وأدانت خارجية السلطة في بيان، انتهاكات وجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، التي كان أحدثها استشهاد الطفلة المسالمة برصاص الاحتلال.
وحذرت من أن الاحتلال يصعّد اعتداءاته لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية، وتقويض أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس.
من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح في بيان، أن الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الجرائم والانتهاكات، التي تهدّد وجودهم وسيواصلون النضال حتى دحر الاحتلال.
دولياً، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”: إن معدلات الفقر وصلت بين اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان وغزة إلى “مستويات غير معهودة”، بنسبة 90 في المائة.
وأكد المفوّض العام لـ”أونروا”، فيليب لازاريني، أن وضع لاجئي فلسطين في لبنان وصل إلى الحضيض، ويعيش معظمهم تحت خط الفقر، وحياتهم تفتقر إلى الكرامة، مشيراً إلى أن هناك اعتماداً كلياً على الوكالة، في تلك المجتمعات.
وأضاف لازاريني: إن هناك زيادة في احتياجات مجتمع اللاجئين، لكن المطلوب من “أونروا” هو إشباع تلك الاحتياجات المتزايدة بمواردها نفسها، لافتاً إلى أن 40 في المائة من الأطفال في غزة لا يحصلون على وجبة الفطور.
وبيّن، أن الوكالة تحتاج ما بين 50 و80 مليون دولار حتى نهاية 2022، مؤكداً أنه في حال استمرار التمويل ذاته، فلن يكون بإمكان “أونروا” أن تفي بولايتها في السنوات المقبلة.
وتابع: لسنا قادرين على الاستمرار بالنهج نفسه في ضوء ارتفاع التكاليف، وزيادة الحاجات، والوكالة تطبّق سياسة التقشف، مؤكداً أنه لا يمكن الاستمرار بتقديم نوعية الخدمات نفسها في قطاعات التعليم والصحة.
وأكّد لازاريني، أنه في ظل غياب حل عادل للقضية الفلسطينية ستبقى “أونروا” وكالةً لا يمكن الاستغناء عنها، ولا بديل لها، وهي أكبر استثمار للاجئين الفلسطينيين.