أخبارصحيفة البعث

بوتين: محاولات إعادة كتابة التاريخ تهدف إلى تقسيم روسيا

موسكو – تقارير

ماذا تعني المحاولات الغربية الجارية الآن لتلميع النازية وإعادة إنتاجها من جديد في أوروبا، بعد أن ثبت للعالم أجمع الدور المدمّر الذي لعبته في منتصف القرن الماضي في تقسيم أوروبا وتدميرها، وجلبت الكوارث للمجتمعات الأوروبية عموماً، وهل كان ظهورها أصلاً في أوروبا في ذلك الحين مصادفة أم منظّماً لغاية ما، وعندما انتهى دورها بهزيمتها أمام الجيش الأحمر الذي صمّمت خصّيصاً له، تمّ تحميلها تبعات الكوارث التي حدثت، ثم يُعاد الآن إنتاجها مجدّداً لهزيمة الجيش الروسي أو لتحقيق الهدف الرئيسي وهو تقسيم روسيا.

هي مجموعة من التساؤلات ربما أصبحت الآن مثار جدل في الداخل الروسي وعلى أعلى المستويات، بعد أن لاحظ المسؤولون الروس هذا الإصرار الغربي الواضح على دعم النازيين الجدد في أوكرانيا، بل إعادة تظهيرهم ودعمهم في القارة الأوروبية مجتمعة لوضعهم في مواجهة مباشرة مع روسيا، أو حرب بالوكالة تظهر بشكل واضح الآن في التعتيم الغربي على جميع ممارساتهم وأفكارهم الدموية، من خلال إعادة كتابة التاريخ ومحاولة محو جميع الأدلّة على هزيمة النازية أمام الجيش الأحمر، كما حدث مؤخراً في كل من لاتفيا وأستونيا.

ومن هنا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم أن محاولات عدد من الدول إعادة كتابة تاريخ العالم أصبحت أكثر عدوانية، وتهدف إلى تقسيم المجتمع الروسي وإضعاف البلاد.

ونقلت سبوتنيك عن بوتين قوله خلال اجتماع: زعزعة الدولة تبدأ بهذه الأساطير القائمة على محاولات بعض الدول إعادة كتابة التاريخ العالمي، بما في ذلك في أوكرانيا أيضاً، وعلى العموم لديهم هدف واضح فيما يتعلق بمجتمعنا وهو على الأقل التفريق والحرمان من التوجيه وتشويه سمعة روسيا وفي نهاية المطاف التأثير في سيادتها.

وأكد بوتين أن روسيا قامت في الوقت المناسب بوضع حاجز أمام محاولات التأثير في سيادة الدولة.

من جانبه، أكد أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن الولايات المتحدة تهدف إلى إضعاف روسيا وتقسيمها وتدميرها في نهاية المطاف، من خلال نشر قوات حلف شمال الأطلسي بالقرب من الحدود الروسية، واستخدام نظام كييف ضدها.

وقال باتروشيف خلال اجتماع أمني اليوم وفق سبوتنيك: بإعلان بلادنا مصدراً لعدم الاستقرار، تشكّل الولايات المتحدة تحالفاتٍ مناهضة لروسيا وتبني قوة عسكرية وتنشر قوات الناتو بالقرب من حدودنا، وفي الوقت نفسه فإن نظام كييف “الدمية” الذي استولى على السلطة بدعم من الأنغلوساكسونيين يتم استخدامه ضد روسيا، موضحاً أن الأمريكيين عكسوا توجّهاتهم في استراتيجية الأمن القومي الجديدة التي أقرّها الرئيس جو بايدن، والتي تؤكد عزمها على فرض أنموذجها الديمقراطي على العالم بأسره، وبالتالي اتخاذ أي إجراءات كانت لتحقيق أهدافها الأنانية.

ولفت باتروشيف إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها باختيار مثل هذه السياسة يؤلّبون الشعوب، ويدفعون العالم نحو حرب عالمية، مشيراً إلى أن الغرب يسعى عمداً إلى محو الفظائع والمعاناة التي جلبتها الأيديولوجية النازية للبشرية من الذاكرة البشرية، ويؤيّد بقوة تصعيد الصراع العسكري في أوكرانيا.

وشدّد باتروشيف على أن روسيا ستفي بالمهام التي حدّدها الرئيس فلاديمير بوتين بشأن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، على الرغم من المساعدة العسكرية التي يقدّمها الغرب إلى كييف، مبيّناً أن روسيا اضطرّت إلى شن العملية من أجل حماية دونباس والسكان الناطقين بالروسية من الإبادة الجماعية، وكذلك مع الأخذ في الاعتبار عدم امتثال كييف لاتفاقيات مينسك تحت ضغط من الغرب والتهديد الحقيقي بامتلاك أسلحة نووية وبيولوجية منها.