قلة المواصلات والتقنين يزيدان متاعب طلبة المعهد التقاني التجاري المصرفي في طرطوس
يعاني طلاب المعهد التقاني التجاري المصرفي بطرطوس يومياً من مشكلة النقل، فالسرافيس المارة من جانب المعهد تحت الجسر تكون ممتلئة بالركاب، وبعضها “يغصّ” بالجالسين، خمسة أشخاص في المقعد الذي يتسع لثلاثة ركاب، هذه المعاناة تتكرّر كلّ يوم مع غياب باصات النقل الداخلي عن تلك المنطقة، فيتضح مشهد تناثر الطلاب تحت الجسر منتظرين وسيلة نقل بمقعد “شاغر” ليشغله طالب، ويندبُ الآخرون حظهم وينتظرون مدة تصل إلى ساعة من الوقت، ومنهم من يترك المكان ويمشي مسافة تزيد عن 2 كم ليحظى بوسيلة نقل تقلّه إلى الكراج الجديد لتبدأ بعدها معاناة إضافية عنوانها “الانتظار”!.
شلّ الدروس العملية
ولا تقتصر معاناة الطلبة على المواصلات، وإنما تقنين الكهرباء شلّ الدروس العملية في المعهد، الأمر الذي أجبر مدرّسة مقرّر الحاسوب لإعطاء المادة بشكل نظري رغم أهمية التطبيق العملي، وحسب قول الطلبة، هم يأخذون نصف ساعة عملي كلّ ثلاثة أسابيع بسبب تقنين الكهرباء، علماً أن المادة مدرجة بالبرنامج الأسبوعي مرتين، كما أشاروا إلى أن أبناء القرى يخرجون قبل ساعات من موعد أول محاضرة، ومنهم من يتأخر أول نصف ساعة أو يتأخر عنها كلياً، كما أنهم لا يلتزمون بوقت المحاضرة الأخيرة التي تنتهي في الساعة الثانية عشرة والنصف، فيضطر الأستاذ أن يختصر مدتها في كثير من الأحيان، ومن الطلاب من يتغيّب عن المحاضرة، حيث أشار الطلبة القاطنون في ريف صافيتا إلى أن السرافيس متوفرة في الكراج حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، وعند وصول الطلبة في ذلك الوقت عليهم الانتظار حتى الساعة الثالثة ظهراً وبشكل يومي، متسائلين عن أسباب غياب الخطوط العاملة على الخط ثلاث ساعات ظهراً؟!!.
تخديم عدة مناطق
لم تقتصر معاناة النقل على الطلاب فقط، بل تعدّتها إلى الكادر التدريسي، فبعض المدرّسات اللواتي يقطنّ في ضاحيتي الشيخ سعد ودوير الشيخ سعد شكون عدم توفر وسائل النقل صباحاً إثر ازدحامها بالركاب. وقالت إحداهن: للأسف بات أمراً عادياً أن ترى المدرّسات على الطرقات ينتظرن وسيلة نقل، حيث يسرن على الأقدام مسافة ٤ كم لمدة أكثر من نصف ساعة، وأشرن إلى أن تسيير باص نقل داخلي من جانب المعهد تحت الجسر يحلّ المشكلة ويخدم الحيّ المجاور للمعهد ومنطقة السكن الشبابي التي تفتقر للنقل، وأبنية الشهداء جانب المنطقة الحرة، إضافة لطلاب المعهد التجاري دفعة واحدة.
وبسؤالنا بعض مدرّسات الحاسوب عن كيفية تقييم الطالب بالمادة ووضع علامة العملي، أفدن بأن ذلك يتمّ من خلال علامة النظري وإجابة الطالب الشفهية، رغم أن هذه الطريقة بالتقييم لا تُغني عن التطبيق العملي، وأن تثبيت وقت تقنين الكهرباء يساعد في معالجة الأمر.
باص نقل داخلي
مديرة المعهد ميساء ونوس ضمّت صوتها لصوت طلبتها ومدرّساتها، بالمطالبة بتسيير باص نقل داخلي على أن يمرّ جانب المعهد ثلاث رحلات ضمن دوام الطلاب بمواعيد ثابتة، يمكن تنسيقها بين إدارة المعهد والنقل الداخلي، على أن تبدأ الرحلة الأولى في السابعة والربع صباحاً، والثانية بين الساعة السابعة والنصف والثامنة صباحاً، والثالثة بين الساعة الثانية عشرة والواحدة ظهراً، بما يخدم طلاب المعهد التجاري وكلية السياحة في حي العجمي.
مناشدات دون جدوى!!
وبيّنت مديرة المعهد أن تقنين الكهرباء يؤثر سلباً على التطبيقات العملية لمادة الحاسوب على وجه الخصوص، وطالبت بمولدة كهربائية أسوة بالمعاهد والثانويات الصناعية وغيرها ليتمّ تشغيلها عند الحاجة، وأشارت إلى المعاناة من مخلفات البناء الملاصقة لسور المعهد الشرقي التي تهدّد بدخول العابثين للقاعات وتسهل سرقة محتوياتها من كمبيوترات وغيرها، وطالبت أيضاً بتقليم الأشجار الكبيرة داخل السور والملاصقة للقاعات الصفية في الطابقين الثاني والثالث التي تحجبُ الهواء والشمس والإضاءة وتسبّب العتمة داخل الصفوف في ظلّ غياب الكهرباء، ورغم مناشدة مديرية التربية والمعنيين في دائرة الحدائق بمجلس مدينة طرطوس لإيجاد حلّ لذلك، لكن دون جدوى!.
مع التربية
“البعث” تواصلت مع مدير تربية طرطوس علي شحود في محاولة للمساعدة بإيجاد حلول لمشكلات المعهد كونه تابعاً لها، لكنه اكتفى بالقول “إنه سيتمّ توجيه إدارة المعهد لمخاطبة المديريات المعنية خارج مديرية التربية لمعالجة هذه الحالات”، وفي ظلّ هذا الواقع نعتقد أن مديرية التربية، لا يمكن أن تتجاهل وتتناسى مسؤوليتها، على الأقل فيما يتعلّق بسرعة تأمين مولدة كهربائية للمعهد ومعالجة قصّ الأشجار داخل الحرم، وضرورة التواصل اليومي مع مديرية النقل الداخلي بمجلس مدينة طرطوس بغية تأمين باص نقل داخلي، فهل تفعل أم تغفل عن الموضوع؟!.
دارين حسن