سفوبودا: واشنطن المستفيد الأكبر من استمرار الحرب في أوكرانيا
براغ – واشنطن – تقارير
رغم أن المشهد بات شديد الوضوح بالنسبة للأوروبيين، غير أن التنويم المغناطيسي الذي لا يزال يتحكّم بقادتهم، يجعلهم دائماً تابعين لكل ما يصدر من واشنطن من تعليمات، حيث أكد غير مسؤول أوروبي أن قادة أوروبا لا يتصرّفون بما يتناسب مع مصالح شعوبهم، لأنهم جميعاً مرتاحون إلى حالة التبعية التي تربطهم بالبيت الأبيض، وهذا بالضبط ما يؤكده المسؤولون الأمريكيون في حديثهم عن هذه المسألة.
فقد أكد وزير الخارجية التشيكي السابق تسيريل سفوبودا، أن المستفيد الأكبر من استمرار الحرب في أوكرانيا هي الولايات المتحدة، بينما الخاسر الأكبر هو أوروبا.
وأشار سفوبودا في حديث لموقع أوراق برلمانية الإلكتروني التشيكي، إلى أن ما يجري حالياً هو صراع بين روسيا وحلف الناتو، وأن هذه الحرب أظهرت أن تبعية أوروبا لواشنطن ازدادت بسبب حاجتها لشراء المزيد من الأسلحة والغاز المضغوط منها.
وأوضح سفوبودا أنه لا يمكن لأوروبا مهما فعلت أن تستغني عن الغاز الروسي، مبيّناً أن الولايات المتحدة نفسها تعترف أنها غير قادرة على تزويد أوروبا كلها بالغاز المضغوط، ولهذا فإن الغاز الأمريكي لا يمكن أن يكون بديلاً كاملاً عن الغاز الروسي.
وفي سياق متصل، اعتبر الكولونيل المتقاعد في الجيش الأمريكي دوغلاس ماكغريغور أن أوكرانيا أصبحت بمنزلة “ثقب أسود” بالنسبة للأوربيين الذين سئموا من إرسال الأموال والمعدات إلى كييف، حيث نقلت شبكة فوكس نيوز الأمريكية عن ماكغريغور قوله تعليقاً على خطط وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للقاء قادة 50 دولة من أجل الحصول على تمويل إضافي منهم لكييف: إن “أوستن يقوم بمحاولة يائسة لوقف التعب من أوكرانيا، ففي الحقيقة سئم الأوروبيون من ضخّ الأموال فيها، وسئموا من إرسال المعدات إلى هذا الثقب الأسود”.
ولفت المسؤول العسكري السابق إلى تصريح صدر مؤخراً عن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي ذكر فيه أن أوكرانيا لا يمكنها الفوز، وتحدّث عن إمكانية إجراء مفاوضات مع روسيا.
وأشار ماكغريغور إلى التناقض الواضح في موقف الإدارة الأمريكية بشأن كييف قائلاً: “من ناحية تقول الإدارة الأمريكية دعونا ننفق المزيد من الأموال على هذه القضية الخاسرة التي سئم الناس منها، ومن ناحية أخرى يقول رئيس هيئة الأركان المشتركة لقد أوشكت اللعبة على الانتهاء”.
وطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونغرس توفير أكثر من 37 مليار دولار كمساعدات طارئة لنظام كييف في الوقت الذي بدأ فيه المشرّعون جلستهم بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
ويأتي طلب مثل هذا المبلغ الضخم من المال لأوكرانيا في حين يستعدّ الحزب الجمهوري للسيطرة على مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي.
وفي هذا السياق، حذر الزعيم الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي الذي بات في طريقه إلى أن يتولى منصب رئيس المجلس، من أن الجمهوريين لن يدعموا كتابة “شيك على بياض” لأوكرانيا إذا استحوذوا على الأغلبية.
ووفقاً لمديرة مكتب البيت الأبيض للإدارة والميزانية شالاندا يونغ، فإن أكثر من ثلاثة أرباع 40 مليار دولار وافق عليها الكونغرس في وقت سابق من هذا العام لأوكرانيا تم صرفها أو الالتزام بها بالفعل، وطلبت إدارة بايدن ما مجموعه 37.7 مليار دولار دعماً لأوكرانيا.