إلامَ يهدف الاتهام الصهيوأمريكي لإيران بحادثة “الناقلة”
تقرير إخباري:
سارع كيان العدو الإسرائيلي يوم الأربعاء إلى اتهام إيران بالهجوم بطائرة مسيرة مفخّخة على ناقلة نفط “باسيفيك زيركون” تابعة لشركة بحرية يملكها الملياردير “الإسرائيلي” عيدان عوفر، قبالة سواحل عمان، دون إبراز أي أدلّة أو حتى إجراء أي تحقيقات، ودون الإعلان عن أدنى تفاصيل تخصّ “الحادثة” المزعومة، وبشكلٍ يثير الكثير من إشارات الاستفهام عن سبب التكتّم، كما يترافق ذلك مع تحرّكاتٍ خبيثة في الداخل الإسرائيلي تتعلق بأزمة تشكيل حكومة رئيس وزراء كيانهم بنيامين نتنياهو وحالة الانقسام واليأس التي سبقت ولحقت بالانتخابات الأخيرة، مع يأسٍ داخلي بسبب تزايد الفشل الأمني بشكل مطّرد في ظل زيادة العمليات البطولية الفلسطينية ضدّ أهداف شبه يومية تُضرب في صميم الكيان الغاصب.
ويتبع ذلك الاتهام المفبرك بشكلٍ متراخٍ تعزيزٌ أمريكي له عبر الادّعاء بأنّ مسيرة إيرانية من نوع “شاهد” نفّذت العملية المزعومة، بل الذهاب إلى أكثر من ذلك، حيث ربطت واشنطن هذه العملية بمجريات الحرب الأوكرانية ومزاعمها المستمرة بخصوص إرسال إيران مسيّراتٍ من صنعها إلى روسيا لمساعدتها في ضرب أهداف لنظام كييف، في حين اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن هدف هذا الاتهام إخفاء فشل الغرب في تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.
يمكن ربط هذا الاتهام أيضاً بالحملة الشعواء لأمريكا والغرب الرامية إلى دعم أعمال الشغب والأعمال الإرهابية ضدّ الداخل الإيراني للضغط على حكومة طهران وإخضاعها لمطالبهم.
من جانبها، وصفت طهران العملية بالمسرحية الهادفة إلى الإساءة لعلاقات إيران وقطر إبّان حدث مهم يتمثّل بإقامة مونديال كأس العالم على أراضي الأخيرة.
وللحصول على نفي واضح لهذه المزاعم، يمكننا ببساطة التذكّر بأنّ إيران اعتادت عند قيامها بأية عملية انتقامية ضدّ اعتداءات أعدائها أن تعلن عن تبنيها بشكل صريح وواضح، ودون أية مخاوف حتى وإن كان المستهدف الولايات المتحدة التي تعدّ نفسها “القوة العسكرية الأولى في العالم”، كما أنها تنتقي الأهداف “مقرات استخبارية أو عسكرية..”، ولم تعتدْ استهداف أهداف رخوة هزيلة كناقلة سولار، أو إرسال رسائل رمزية كإحداث حريق تافه الخسائر عليها، في وقتٍ كان فيه تدمير الناقلة سهلاً جداً لأن “شاهد”، إن صحّت الأكاذيب الصهيوأمريكية في تنفيذها العملية، يمكنها ببساطة حمل صواريخ وتدمير كل الناقلة بشكل كامل، لكن المؤكد للفبركة يكمن في استئناف الناقلة السريع رحلتها المقرّرة دون أن تغيّر مسارها أو تفرغ حمولتها.
إنّ هذا الاتهام تعزّزه حملات “إسرائيلية” متصاعدة تروّج لنشر مزاعم حول أنّ إيران تهدّد أمن الخليج العربي وناقلات النفط، مع العلم أنّ هذا الاتهام يمثل اعترافاً صريحاً بفشل إسرائيل والأسطول الأمريكي الخامس في حماية منطقة بعد طول مزاعمهم بقدرتهم على مجابهة الخطر “الإيراني” المزعوم، كما تسعى الاتهامات الإسرائيلية لزعزعة العلاقات بين إيران ودول الخليج وخاصة عُمان لمنع تلك العلاقات من النمو والازدهار.
بالمحصلة، المسرحية ماتت بأرضها، وخير دليل على ذلك الصمت الدولي عن اتخاذ أي موقف شجب أو إدانة تجاه الجانب الإيراني، ولا يمكن اعتبار ما حصل سوى من قبيل حملة حرب اتهامية مستمرّة ضدّ حكومة طهران التي أعلنت وتعلن تحدّيها مع حلفائها لمشاريع القطب الأمريكي بكل ما أوتيت من قوة.
بشار محي الدين المحمد