حوارات جادّة أغنت الجلسة الختامية حول الاستئناس في فرع حلب
حلب – معن الغادري:
اختُتمت في فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي جلسات الحوار الخاصة بتقييم عملية الاستئناس والانتخابات الحزبية للإدارة المحلية، وذلك بحضور عضوي اللجنة المركزية للحزب: الرفيقين أحمد صالح الإبراهيم ورنا اليوسف.
واستهل الرفيق الإبراهيم، الجلسة بتأكيد أهمية الحوار الذي يشكّل محطة تقييمية وتقويمية لعملية الاستئناس الحزبي، داعياً الرفاق المتحاورين إلى إغناء الجلسة بطروح وأفكار بنّاءة وبكل صراحة وجرأة وشفافية، وبما يسهم في تعزيز هذه التجربة الديمقراطية الرائدة، وترسيخ الجوانب الإيجابية، وتصويب الأخطاء والسلبيات، ولفت إلى أنّ النقد والنقد الذاتي هو من منطلقات وأدبيات حزبنا العظيم، وهذه الحالة التي نعيشها اليوم في حوارنا المفتوح، والخاصة بتقييم عملية الاستئناس الحزبي، تزيد من حالة التفاعل والحيوية في صفوف الحزب، وتحمّل الجميع مسؤولية وطنية تجاه كل ما ينبغي عمله لتعزيز مسيرة الحزب وتطوير آليات عمله وفي مختلف المجالات، وبالتالي لا بد من أن تستند المكاشفة والمصارحة إلى شروط وقواعد قوامها مصلحة الحزب والوطن، والالتزام الكامل والمطلق بفكر وقيم ومبادئ الحزب، وأن نخرج بمقترحات وتوصيات هادفة، وأن نتحلى بالموضوعية، وبروح عالية من المسؤولية، وأن يكون هدفنا الارتقاء بالعمل، وترجمة شعار الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد “الأمل بالعمل” عملاً دؤوباً ومخلصاً لبناء سورية المتجددة.
الرفيقة اليوسف أشارت بدورها إلى أنّ “الحوار الجاد والموضوعي البعيد عن الشخصنة يحقق الهدف المرجو منه، ومن هذا المنطلق نتحاور اليوم لنصل إلى الأفضل، لتعزيز مسيرة حزبنا العظيم وتجربة الانتخابات الحزبية الديمقراطية الرائدة، والمطلوب منا جميعاً كجهاز حزبي إغناء هذه التجربة وإنضاجها، عبر أفكار ورؤى ومقترحات شفافة تضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار”.
عضوا قيادة الفرع، الرفيقان محمد سالم شلحاوي وعماد الدين غضبان، أكّدا ضرورة الإفادة من هذه التجربة الديمقراطية، وترسيخ الإيجابيات وإظهار السلبيات ومعالجتها، ولفتا إلى جدّية الحوار وغنى النقاشات والطروح في الجلستين السابقتين، ما يدل على الوعي والنضج والرغبة الأكيدة في تطوير آليات العمل الحزبي، وبما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية على اعتبار أنّ حزبنا العظيم الشريك الأساسي والأهم في عملية البناء والنهوض.
المشاركون في الحوار، من الناجحين والمستبعدين والراسبين، أبدوا بعض الملاحظات حول العملية الانتخابية، وخاصةً فيما يتعلّق بفرض انتخاب العنصر الشبابي والنسائي، وجعل أمر الترشح والانتخاب مفتوحاً، دون التقيّد بالفئات، إضافةً إلى التمثيل غير العادل لمناطق ومدن على حساب أخرى، ما أضعف من قوة التمثيل.
وأشارت المداخلات إلى ما حدث من بلبلة وفوضى نتيجة بعض التدخلات من القائمين على العملية الانتخابية في الشعب الحزبية، وانتقد بعضهم عملية الاختيار التي استبعدت الكفاءات والخبرات في عدد من الدوائر الانتخابية، كما طالبت المداخلات بإلغاء شرط الشهادة الجامعية لشغل منصب عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، أسوةً بشروط الترشح إلى انتخابات مجلس الشعب.
وأشاد عدد من المتحاورين بأهمّية الانتخابات داخل حزب البعث، التي شكّلت حراكاً فاعلاً زاد من حيويته وتجدّده. وعلى الرغم من وجود بعض السلبيات وعدم الالتزام بالتعليمات، إلا أنّ الانتخابات شكّلت حدثاً مهمّاً سيعزّز من مسيرة الحزب ودوره الريادي في حمل هموم الوطن والمواطن، وخاصةً أنها أفرزت وجوهاً جديدة وكفاءاتٍ علمية دخلت المجالس المحلية لأول مرة.
تصوير – يوسف نو