ثقافةصحيفة البعث

ميكاييل كوللر: ما يعرض على السوشل ميديا مغاير لحقيقة سورية

ملده شويكاني

اختُتم مهرجان “الأورغن والموسيقا في سورية”، في دار الأوبرا، بمشاركة العازف النمساوي ميكاييل كوللر على الأورغن والبيانو، وعازف العود السوري كنان أدناوي، ليشكّلا حوارية قائمة على الارتجال، وارتجالات غير متوقعة على مقطوعة من التراث القديم وبعض أغنيات فيروز. فكانت الأمسية تجربة جديدة ساحرة للتآلف بين الألحان والتجريب بالإيقاع والمقامات الشرقية والغربية برؤية خاصة لإيجاد موسيقا جديدة، كما ذكر كنان أدناوي على المسرح.

بين الأورغن والبيانو 

بدأ كوللر الذي تميز بحضوره الجميل على المسرح ولطفه مع الجمهور بالعزف المنفرد لشارة “سيرين تايمز” للمؤلف أوغستينوس فرانز كروبفراتير بالصوت الرخيم للآلة، ثم مرافقة الصوت الرقيق في مواضع صغيرة مع امتدادات صوتية، ليعود الصوت الرخيم بالقفلة.

ثم فاجأ الجمهور بعزفه على البيانو مقدمة موسيقا أغنية فيروز “علموني حبه ولاموني” تابعها مع تأثيرات الأورغن وتداخل أصواتها.

بعدها عاد إلى الموسيقا الكلاسيكية ومقطوعة فانتازيا 651 للمؤلف ديتريخ بو كستيهود ثم مقطوعة “باسكاجيلا” مع نغمات الصوت الرقيق للأورغن.

ارتجالات العود والأورغن

وفي القسم الثاني من الأمسية شارك أدناوي بعزف مقطوعة سماعي بيات من تأليفه تخللها العزف التقني بعد مسحة شرقية، ثم تحاورت آلة الأورغن مع العود بارتجالات على مقطوعة “بحر” التي ألّفها أدناوي عام 2006، فأخذ العود بالبداية اللحن الأساسي بتموجات صوتية وعزف بالأصابع حيناً مع تأثيرات صوت الأورغن الرخيم بدرجة خافتة كصوت مرافق، ثم تبادلا الأدوار وأخذ الأورغن اللحن الأساسي بتصاعد موسيقي بعزف تقني سريع على العود مع حركات قوية على الأورغن، أتبعها كوللر بالعزف على البيانو بتناغم مع العود وبنغمات رقيقة.

موشح وفيروزيات 

المفاجأة الثانية بطلب كوللر الجمهور تقديم اقتراحات ليعزفها، فاختار عزف موشح “لما بدا يتثنى” مع العود بأسلوب جميل جداً، قدم خلاله أدناوي ارتجالات أثناء عزف الأورغن اللحن الأساسي، ثم تابع العود اللحن لتأتي القفلة المدهشة.

كما عزفا موسيقا أغنية فيروز “نسم علينا الهوى”، واختُتمت الأمسية بأغنية للمؤلف إكناز جابور والكير بمقطوعة “توكاتا” وأغنية من النمسا “أنا أحب الجبال” بين الأورغن والعود، أدخل خلالها أدناوي بارتجالاته مقطعاً من “سنة حلوة ياجميل” بتفاعل وإعجاب الجمهور بهذه التجربة الجديدة.

التواصل بلغة الموسيقا

الملفت أن كوللر يزور للمرة الأولى دولة عربية، وقد فوجئ بما شاهده في سورية من صور إيجابية عكس كل ما يعرض عنها بالسوشل ميديا، مبيّناً أنها بلد رائع ويتصف بالحضارة والعراقة، وأثنى على السوريين الذين يتعاملون معه بود ولطف كأصدقاء ويبتسمون بمحبة.

وتابع عن مشاركته بمهرجان الأورغن وتعاونه مع المايسترو ميساك باغبودريان، وعزفه مع أدناوي وتواصله معه رغم أنهما من مناطق مختلفة ويتحدثان لغتين مختلفتين إلا أن لغة الموسيقا المشتركة مكنتهما من التواصل وإيجاد موسيقا قائمة على الارتجالات في مواضع محددة.

وعقب على زيارته إلى اللاذقية ومن ثم إلى حلب بحماسة، إذ سيقدم برنامجاً مختلفاً هناك، متمنياً أن تبقى سورية بأجمل صورة وتتجاوز كل الصعوبات.

خروج عن النمطية

كما تحدث أدناوي عن أهمية المهرجان، وعن مشاركته فيه للمرة الأولى مع كوللر لإيجاد موسيقا جديدة، متابعاً: أقدم من خلالها آلة العود بشكل جديد، وتخرج آلة الأورغن عن النمطية لأماكن أوسع من خلال الارتجال سواء بمقطوعات من تأليفي أو من التراث العربي والسوري والفيروزيات، والتي يحفظ العازف كوللر بعضها.

الارتجال المعاصر

ثم توقف عند مقطوعة “بحر” التي كان عزفها في مهرجان الجاز في قلعة دمشق، إلا أنه في كل مرة يعزفها تكون بشكل جديد، لاسيما أنها تحتوي على أنماط وألوان موسيقية متعددة وقد أخذت مع الأورغن بعداً آخر، وستكون فسحة للارتجال المعاصر بنفس جديد.