رياضةصحيفة البعث

توقعات متضاربة حول بطل المونديال مع أفضلية للديوك الفرنسية

في عالم الذكاء الصناعي لطالما كان التكهن بنتائج مباريات كرة القدم مبنياً على العمليات الحسابية ولغة المنطق، بالاعتماد على نتائج المباريات الأخيرة لكل فريق وعدد وأداء لاعبيه وخاصة النجوم منهم، أما اليوم فمع كل بطولة كبرى وخاصة كأس العالم، تفتح العديد من الشركات المتخصصة بعالم الرهانات والتنبؤات الباب أمام الجميع للتكهن بنتائج المباريات، إضافة لتقديم توقعات مبنية على الذكاء الصناعي الذي بات ظاهرة معترف بها في كثير من البلدان على أنه أقرب للواقع.

لكن التوقعات التي سجلت لأجهزة الكمبيوتر العملاقة للنسخة القطرية من كأس العالم قد أسفرت عن نتائج مختلفة، ليتَوج المنتخب البرازيلي بطلاً في شبكة إي إس بي إن الرياضية العالمية، وتنبأت العديد من مواقع البيانات باحتفاظ المنتخب الفرنسي باللقب للمرة الثانية على التوالي، أبرزها موقع ذي أناليست، فيما توقع الكمبيوتر الذي استخدمته صحيفة ماركا الإسبانية بالتقاء المنتخبين البرتغالي والأرجنتيني في المباراة النهائية، لتلبي بذلك تطلعات الجمهور بأن تنتهي مسيرة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في كأس العالم بلقاء تاريخي في نهائي البطولة، مع ترجيح كفة ميسي لحمل الكأس الذهبية.

ونشرت شركة توينتي فيرست المختصة بتطوير الذكاء الصناعي توقعاتها المتعلقة بالمنتخب الذي سيتوّج بلقب كأس العالم 2022، وكشفت خلالها عن توقعاتها لجميع المنتخبات المشاركة في البطولة، حيث اعتمدت في توقعاتها على ترتيب المنتخبات في التصنيف الدولي، ونتائج المباريات الأخيرة، وتقييم اللاعبين وقيمتهم السوقية، وغيرها من العوامل، وعلى إثرها ظهرت النتائج، وعرض الذكاء الصناعي نتائج جميع المنتخبات المشاركة في البطولة وعددها 32 منتخباً، في دور المجموعات، ودور الـ16، والدور ربع نهائي، والدور نصف نهائي، والمباراة النهائية.

أما أفضل شبكة لإحصائيات كرة القدم في العالم، شركة أوبتا، والتي اعتمدت على الذكاء الاصطناعي في تقريرها، حيث أكدت أن فرنسا حاملة اللقب الأخير في روسيا عام 2018، والبرازيل صاحبة الرقم القياسي تنافسان بقوة على المركز الأول في القائمة، غير أن منتخب الديوك تقدم بفارق بسيط واستطاع انتزاع المركز الأول بنسبة تصل إلى 17.93%، واعتمدت الشركة المتخصصة بالأرقام والإحصاءات على كومبيوتر متطور ووضعت صعوبة مسار الصعود إلى الأدوار الإقصائية ومسار الطريق إلى النهائي كأحد أبرز المعايير.

للأسف رغم أن تضارب التوقعات التي نُشرت على مسؤولية الكمبيوترات العملاقة تُثبت فشل التجربة، إلّا أن شريحة كبيرة من الجمهور تتعامل مع هذه التوقعات بأنها تملك درجة عالية من اليقين بالفعل، وإدراك ذلك يجعل من مسألة التوقعات المبنية على عمليات رياضية منطقية محضة، لا تعطي غالباً نتائج يقينية، وإنما تكتفي بحساب النسب المئوية لحظوظ كل منتخب بالتأهل إلى الأدوار الإقصائية، ومن ثم حساب كل الاحتمالات، لتكون النتيجة النهائية على شكل نسب مئوية، لا يقين فيها.

سامر الخيّر