في غياهب الشاشات الحرة .. طباع الأطفال تميل إلى العدوانية ..واستنفار مجتمعي لاستيعاب العنف
البعث الأسبوعية – محليات:
بتعلم الأطفال ما يعيشونه فإذا انتقدنا الطفل باستمرار يتعلم أن يلوم الآخرين وإذا تعاملنا مع الطفل بعدائية يتعلم أن يشهر العنف سلاحاً و إذا استهزأنا بالطفل يتعلم أن يخجل من نفسه وإذا أنصفنا الطفل يتعلم أن يثق بنفسه وأن يعدل وإذا عبرنا للطفل عن استحساننا يتعلم أن يحب ذاته تلك مقولة للباحثة بشؤون الطفل (دوروثي لونا نيت ) كما أن تغير نمط الحياة يبدد مخاوف الطفل ويخرجه من أجواء التوتر والشد الانفعالي ويغرس الهدوء والراحة داخل الطفل ويلعب الأهل دوراً كبيراً في توجيه الطفل وخاصة الأم التي تعتبر مدرسة لطفلها عليها التقرب منه وأن لا تفقد أعصابها أثناء التعامل معه وان تكون هادئة متماسكة أمامه قدر الإمكان لأن الطفل يستطيع قراءة المشاعر والمعاناة في عيون أهله وان أفضل الطرق لمساعدة الطفل على تحمل المسؤولية هو العمل على خلق بيئة محيطة به مليئة بالحب والاستقرار فالوالدان هم الأقدر على منح الطفل الراحة والسعادة والثقة بالنفس فينمو ويتطور في جو من الطمأنينة تكسبه صفات تجعل منه أمل اليوم ورجل المستقبل . إن المدرسة تكمل دور الأهل في هذا الجانب بما فيها من بيئة مثرية وداعمة من خلال الأنشطة التي يمارسها الطفل وتساعد على نموه السوي وتطوره الجسدي والمعرفي والانفعالي باعتماد أساليب اللعب الحركية التي تنمي عضلات الطفل وتفرغ الشحنات السلبية من جسمه واللعب الاستكشافي الذي يعرف بالبيئة المحيطة واللعب الاجتماعي بتقمص أدوار اجتماعية وفهمها والتكيف معها واللعب التركيبي متضمناً كل أنواع التركيب مثل الدومينو وما شابه واللعب الرمزي كالرسم والنحت والمعجون وألعاب التنافس التي تتضمن الربح والخسارة وكذلك مسرح الدمى جميعها آليات تنشط الفكر والجسد وتمنح طاقة ايجابية للطفل . العولمة الخاطئة تسببت الأحداث كما أفاد العديد من الاختصاصين بالكثير من الأمراض النفسية التي أصابت الكبار قبل الصغار ولأن الطفل كائن فطري يتعود على ما نعوده عليه هو الأكثر عرضة للتأثر وتشكل الخمس سنوات الأولى من عمره حجر الأساس لشخصيته ويتشرب خلال تلك الفترة الأفكار والمعتقدات ويعامل من حوله بالسلوك الذي يعامل به ولا صحة لما يقال عن أن السلوك العدواني يكون بالوراثة إنما هو وراثة سلوكية وليست صيغية فعلى سبيل المثال شخصية طرزان الكرتونية تدل على أن الإنسان كائن فطري فعندما تضعه في الغابة يتطبع بطباع الحيوانات لذلك على الأهل في المنزل الانتباه إلى سلوكهم وأسلوبهم في التربية وتجنب العنف والصراخ المتكرر وعدم إشعار الطفل بأي مشكلة تحدث بين والديه لأنها تؤثر على بنية الطفل العقلية والسلوكية فالطفل ينظر إلى طريقة تعامل والده مع الآخرين ويتقمصها فإذا كان تعامل والده عدواني سيكون الطفل حتماً عدوانياً في التعامل مع الآخرين وأي سلوك آخر في المنزل كالكذب وما شابه سيتشربه الطفل ويتطبع به ومن ناحية أخرى نشاهد الكثير من الآباء والأمهات الذين يدللون أطفالهم وخاصة إذا كان طفل وحيداً مما يشكل خطورة على الطفل نفسه وعلى أبويه فتنمو لديه الأنانية وحب الذات ويكره الآخرين ولا يستطيع الأبوين ضبطه فيما بعد حيث يمكن أن يتمرد على الأهل ذاتهم ولا شك بأن نسبة الأطفال الذين تظهر لديهم ميول عدوانية .