المرأة.. حقوقها وطموحاتها
أكرم شريم
لماذا نشعر دائماً أن المرأة لا تأخذ حقوقها كاملة؟!. وإذا عملت، لا تكون لها المكانة التي لزميلها في العمل، فما هذه أسباب ذلك؟!
أليست هي هذه الطيبة التي تتمتع بها المرأة وهذا اللطف وهنا العطاء الذي يبدأ ولا ينتهي طوال حياتها، فهي التي تلدنا، تحملنا في رحمها مدة تسعة أشهر، وهي تحرص على وليدها الصغير الحبيب، الجنيني الذي يتشكل في رحمها، وتحرص على اختيار كل ما تأكل وتشرب وتعمل وتلبس لكي لا تزعجه، وهي لا تنساه على الإطلاق طوال التسعة أشهر! ومن منا، على وجه الأرض، لم تلده هذه المرأة وتربيه وتحبه!.
ولهذا نقول: إن أفضل من يمثل هذه المرأة، على وجه الأرض، يمثل مصالحها وحاجاتها وطموحاتها، إنما هي المرأة نفسها، وعلى كل الأنظمة السياسية في هذا العالم أن تعرف ذلك وتعمل به، فالمرأة هي كل الحياة، لأنها كل الأمهات الوالدات والمربيات والمحبات، وإذا حصل أي تجاوز في ذلك، أو ارتكاب أي خطأ في ذلك، فيجب أن تكون اللجنة التي تحاكم تتألف من اثنين من النساء واثنين من الرجال، فلا نترك الرجل وحده هو الذي يحكم ويحاكم، وطالما أنها تحمل الشهادات العليا نفسها التي يحملها الرجل، ولديها الخدمة في نفس المجال، طوال عشرين أو ثلاثين سنة، فلماذا لا تعين في المناصب العليا، كما قلنا ذلك سابقاً.
ونعيد هنا القول ونكرره، خاصة وأنها تعمل بكل إخلاص، ودون أية مصالح شخصية أو محاولات للحصول على أمور أو مصالح ليست لها، وكم سيكون القضاء عادلاً إذا عملت فيه المرأة أيضاً، وإذا أجبرها زوجها على فعل شيء لا تريد فعله، ولا تحب أن تفعله، فكم ستبدو مضطربة ومنزعجة وهي تفعل ذلك، إذن فهذه هي مشكلتها الوحيدة والكبيرة في هذه الحياة، سواء كانت زوجة أو أختاً أو قريبة، أنها ليست دائماً حرة في كل ما تريد وتفعل مثل الرجل، وهي تقبل بذلك وبكل لطف وتواضع وإن العمل الذي تقوم به، سواء في المنزل من طبخ وتنظيف وولادة وحرص شديد على الأولاد منذ ولادته وحتى يصبح رجلاً، كل هذا الحرص وهذا الحب، تجود به المرأة وبسعادة ومحبة.
وهكذا تكون النصيحة اليوم أن توجد المرأة في كل المجالات التي تريدها وتختارها، مع الرجل، ومثل الرجل، ومهما كانت هذه المناصب رفيعة وعالية، وطوال الحياة!