صحيفة البعثمحليات

البرمجة اللغوية العصبية.. علم زائف أم تطبيق للأفكار بشكل تنموي لتحقيق هدف ما؟

دمشق- وفاء سلمان

نرى في الوقت الحالي انتشاراً كبيراً لمصطلح “البرمجة اللغوية العصبية” والتي يتمّ اعتمادها لتعلم فن التواصل اللامحدود، وإعطاء القدرة اللانهائية على التحكم بالانفعالات، حيث بيّن محمد دياب مدرّب تنمية بشرية في حديثه لـ”البعث” أن البرمجة اللغوية العصبية هي جزء من التنمية البشرية، فالبرمجة هي التحكم وإمكانية برمجة أفكارنا ومشاعرنا وسلوكنا وتغييرها، أما اللغوية فتشير إلى أنه يمكن التحكم باللغة الخاصة بنا المنطوقة وغير المنطوقة كلغة الجسد، أما “العصبية” فتعني جهازنا العصبي وآلية إدراكه للعالم عبر الحواس والتي يمكن العمل على تغييرها بالتحسين أو التعديل.

وبالنسبة للجانب التطبيقي أشار دياب إلى أنه يتمّ من خلال التحكم بالأعصاب وردود الأفعال، وذلك بخطة يتم العمل عليها عن طريق افتراضات مثل الأنظمة التمثيلية (بصري، حسي، سمعي، رقمي) ثم العمل على الرابط والإرساء وكيفية تعديل الشعور خلال ثوانٍ، فطريقة تحكم الشخص العصبي بردات الفعل وضبطها يكون من خلال التدريب المستمر، في البداية سيشعر بصعوبة الأمر ولكن مع تكرار التدريب سيلاحظ بساطة الموضوع في التحكم وعدم الانفعال.

وأضاف دياب أن التنمية البشرية تمتلك كماً هائلاً من المعلومات، فمثلاً عند ملاحظة فروق بين الأخوة رغم وجودهم في بيئة واحدة وبنفس الظروف هنا يجب أن نذهب للمصدر الذي أدى لتغيير أحدهم، فمنهم يأتي بالفطرة وهو بنسبة قليلة ثم يأتي دور المدرسة ثم الوالدين ثم البيئة ثم الظروف. أما ما يخصّ البرامج العقلية العليا فكل إنسان يمتلك برنامجاً عقلياً يختلف عن الآخر، ومن هنا نشاهد الاختلاف في الآراء وفي أمور عديدة، وفي هذا السياق يتم تداول مقولة في البرمجة اللغوية العصبية “أنا أحترمك وأقدرك لكن قد لا أتفق معك”.

أما بالنسبة للتعاون مع المؤسسات والجامعات، فقد لفت دياب إلى أنه سيتمّ التطرق لموضوع التنمية وطرح مادة تتعلق بها في المنهاج الدراسي ليستطيع الخريج التعامل مع الواقع بسهولة وسلاسة بشكل أكبر واتباع طريقة لكسب واستقطاب الآخرين وكيفية التعامل الصحيح وبناء الألفة، ففي بداية 2020 تمّ العمل على مبادرة شبابية “علم وعمل” وتهدف لإعداد مدربين من أطباء ومهندسين وطلاب جامعات لربط العلم بسوق العمل والخروج من المعلومات النظرية كي لا يصطدموا بالواقع عند المباشرة بالعمل، ولكن البعض يعتبر كلّ ما ذُكر علماً زائفاً، ولكنه في الواقع تطبيق أفكار بشكل تنموي والمتابعة فيه، فعندما نقول تنمية تعني تنمية القدرات التي تساعد في التنظيم والتخطيط لتحقيق هدف ما.