رياضةصحيفة البعث

صورة رياضتنا تتشوه.. ولا حياة لمن تنادي!!

محمود جنيد

أما وقد أدلى كلّ بدلوه حول أزمة لاعبي السلة المحترفين، وما تركته من ذيول حوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى مكبّ لردود الأفعال المشينة التي كشفت واقع حالة مرضية مستفحلة لم نتمكّن من علاجها بمختلف العقوبات التي لم تكن ناجعة، وحوّلت كواليس الرياضة – المتنفس الترفيهي – إلى ساحة تستخدم فيها جميع الأسلحة الممنوعة في قاموس الأخلاق الرياضية والضرب تحت الحزام، فإننا نرى أن غياب صاحب المولد الذي تعالت فيه الأصوات النشاز من رعيته، ونقصد الاتحاد الرياضي العام ودور اللجنة الأولمبية الإسعافي الحاسم فيه، أفضى إلى كل ذلك.

وبالنتيجة عدنا إلى نقطة الصفر، إذ أكد الجانب الأهلاوي على لسان مسؤول كرة السلة في مجلس الإدارة فراس مصري أن الأمر سيأخذ مجراه في أروقة القضاء للحكم في مظلمة مخالفات اتحاد السلة وكيله المنحاز، في حين بيّن رئيس اتحاد السلة طريف قوطرش الذي أعلن براءة لاعب الوحدة كمال جنبلاط مما نُسب إليه، أن المحترف دوغلاس هيرينغ لا يحقّ له كمحلي مع أهلي حلب، لأن المجنّس، حسب قوله، تسقط عنه الجنسية في حال لم يلعب للمنتخب، وذلك دون الردّ على الاتهامات التي طالته حول التأثير على أندية الفاينال 6 باستثناء الأهلي والجلاء للتصويت ضد قرار السماح بتسجيل لاعب أجنبي سادس وما إلى ذلك مما نسب إليه.
الأمر باختصار كان من الممكن حلّه بروح القانون ودون المساس بقدسيته، وذلك بالسماح لنادي أهلي حلب كاستثناء فرضته الظروف بتعويض محترفه “ٱي جاي جون” الذي ثبت أنه لعب داخل الكيان الصهيوني، بدوغلاس كمحترف ثانٍ إلى جانب جيرمي كيدندل، لنخرج بأقل الخسائر ونقطع دابر الفتنة الحاصلة بين الجماهير والتي أخذت أبعاداً خطرة، وتجاوزت كلّ الخطوط الحمراء.

هرطقة نزال تكسير العظام بين الأطراف المتنازعة، وصل صداها إلى مضارب بعيدة شوّهت صورة رياضتنا وأراقت ماء وجهها الشاحب في ظل الفشل الذريع بإدارة شؤونها، وتوجيه مراكبها التي تسير دون بوصلة أو أشرعة، وزاد في توهانها مداهمة قرصان الاحتراف الأبتر الأقطع، الذي نهب مقدراتها الضعيفة ووأد ألعابها المظلومة، وأغرقها في قاع التخلف والفوضى والفشل.
قلنا في مناسبات سابقة إن جمهورنا الرياضي هو واجهة رياضتنا المشرفة الذي يتشدّق الجميع بحبه، لكن ذلك الجمهور وعندما يجد الحبل متروكاً على الغارب وأمور الرياضة تقاد باجتهادات ذات طابع مزاجي، فإنه “أي الجمهور” سيحاول بعاطفة تسوقه في بعض الأحيان البحث عن طوق النجاة ورسم معالم الطريق ليصل إلى حقوقه، وحقوق رياضته الضائعة وأنديته عندما يرى غبناً وقع عليها، لتحلّ هنا الفوضى ويختلط الحابل بالنابل وسط أجواء سديمية هناك من يستغلها لمصالح ضيّقة أو هروب من وصمة فشل.
وطالما أن رياضتنا مازالت حقل تجارب، وموطئاً للمتنفذين دون أن يقدموا أي إضافة تُذكر، كما في رياضة حلب المترهلة التي لم تحرك تنفيذيتها ساكناً في حلّ مشكلة نادي أهلي حلب السلوية الأخيرة، فإن المطلوب إعادة النظر في الهيكلية برمتها في ظلّ مجلس مركزي وجمعيات عمومية فاقدة للدور والتأثير، وتواجد لبعض المنتفعين من أصحاب السطوة يمسكون بخيوط اللعبة ويحركونها نحو أهدافهم!.