أخبارصحيفة البعث

قمة المناخ فشلت في الاتفاق على خفض الانبعاثات.. و”إسرائيل” بين أكبر المستفيدين!!

تقرير إخباري:

اختُتم في مدينة شرم الشيخ المصرية مؤتمر المناخ ” كوب 27″ بحضور عدد كبير من رؤساء العالم، كما حظي المؤتمر باهتمام إعلامي كبير فاق الوصف كونه يناقش قضايا تتعلق بمصير البشرية جمعاء، حيث تنعكس قضية تغيّر المناخ سلباً على جميع دول العالم، ولا سيّما الفقيرة منها.

غير أنّ المؤتمر فشل في معالجة القضايا الأهم التي عُقد من أجلها.. صحيح أنه أقرّ إنشاء صندوق لتعويض الدول الفقيرة المتضرّرة من التغيّر المناخي، ولكنه لم يعد التأكيد على أهداف جدية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، الأمر الذي اعترف به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، محذراً من أنّ “كوكبنا لا يزال في قسم الطوارئ، ونحتاج إلى خفض جذري للانبعاثات الآن، وهذه مسألة لم يعالجها مؤتمر المناخ هذا”.

وقد تمّ إقرار إعلان ختامي أتى ثمرة الكثير من التسويات، وكاد ملف “الخسائر والأضرار” يُفشل المؤتمر برمّته قبل أن تحصل تسوية بشأنه في اللحظة الأخيرة تُبقي الكثير من المسائل عالقة.

وتعهّدت النمسا في قمّة “كوب 27” بمبلغ 50 مليون دولار وأعلنت نيوزيلندا أيضاً عن صندوق للمناخ بقيمة 20 مليون دولار للأراضي والموارد التي فقدتها البلدان النامية، وقبل القمة كانت أسكتلندا أول دولة تعلن عن تقديم تمويل للخسائر والأضرار، تليها الدنمارك وبلجيكا وألمانيا.

وتعهّدت 7 حكومات مانحة، هي الدنمارك وفنلندا وألمانيا وإيرلندا وسلوفينيا والسويد وسويسرا بتمويل جديد قيمته 105.6 ملايين دولار لصندوق أقل البلدان نموّاً (LDCF) والصندوق الخاص لتغيّر المناخ (SCCF)، لتلبية احتياجات التكيّف الأكثر إلحاحاً.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت دول مثل بلجيكا وكندا وفرنسا والولايات المتحدة، وكذلك المفوضية الأوروبية، إلى الدعم السياسي للصندوقين، وأعرب البعض عن نيّته في زيادة المساهمة في الأشهر المقبلة.

أما مصر التي استضافت القمة فكانت أكبر المستفيدين منها، حيث نجحت في الحصول على تمويل بحوالي 10 مليارات دولار لدعم المنصّة المصرية للمياه والغذاء “نوفي” لدعم قدرة الدول النامية والاقتصادات الناشئة في مواجهة التغيّرات المناخية.

وللأسف، المستفيد الثاني من هذه القمة كان كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث تمكّن وفده من إجراء مجموعة من الاتفاقيات مع دول عربية، وكذلك إجراء عدة لقاءات ظاهرها دراسة ومناقشة التغيّرات المناخية وباطنها محاولات تطبيع مع هذه الدول، حيث وقّع الأردن و“إسرائيل” مذكرة تفاهم لتنظيف نهر الأردن الملوّث وهو ممر مائي أساسي يعاني منذ عقود من التلوّث والجفاف.

ولم تتضمّن المذكرة تفاصيل ملموسة، لكنها أكدت الحاجة إلى إعادة تأهيل النهر الذي يقول الخبراء إنه فقد ما يقرب من نصف تنوّعه البيولوجي.

ووصفت “وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية” الاتفاق بأنه تعبير عن “العلاقة الوثيقة” بين الجانبين.

كذلك وقّع المغرب و”إسرائيل” اتفاقية علي هامش المؤتمر تتعلّق بالتعاون في إنتاج الهيدروجين الأخضر لنقل وإدماج وتركيب أجهزة التحليل الكهربائية الأكثر نجاحاً في العالم من أجل إنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر بالمغرب وقضية التعويضات عن الأضرار المناخية.

قضية الانبعاثات الدفينة عارضتها الدول الفقيرة انطلاقاً من حاجتها للاستفادة من هذه الثروات، كما شأنها شأن دول غنية كثيرة استفادت من ثرواتها، رافضة الحلول التي ستأتي على حساب اقتصادها وتطوّرها.

محمد عباس