العالم يتخلى رسمياً عن الثانية الكبيسة
بعد 20 عاماً من النقاش صوتت الدول الأعضاء في المنظمة المسؤولة عن ضبط الوقت العالمي، بالموافقة على التخلي عن “الثانية الكبيسة” عام 2035، وذلك خلال اجتماعها الذي عُقد في مدينة فرساي الفرنسية نهاية الأسبوع.
تسببت الثانية الكبيسة في حدوث مشكلات منذ إنشائها قبل 50 عاماً، وقد صُمِّمَت في بادئ الأمر كطريقة لمواءمة مقياس الوقت الذري الدولي، المستخدم منذ عام 1967 وهو مشتق من اهتزاز ذرات السيزيوم، مع الوقت الأبطأ قليلاً الذي تحتفظ به الأرض في أثناء دورانها.
في الواقع، عندما يكون الوقت الذري متقدماً بثانية واحدة، فإنه يتوقف لثانية للسماح للأرض باللحاق بالركب، وقد أُدخِلَت عشر ثوانٍ كبيسة في مقياس الوقت الذري عندما كُشِفَ عن ذلك في العام 1972، وأُضيفَت سبع وعشرون ثانية أخرى منذ ذلك الحين.
فقد كانت إضافة الثواني الخمس أمراً صعباً في العام 1972، واليوم أصبحت القضايا التقنية صعبة، فأولاً من الصعب التنبؤ بالضبط بالوقت الذي ستكون فيه الحاجة إلى الثانية الكبيسة التالية، لذلك لا يمكن لشبكات الحوسبة الاستعداد لعمليات الإدراج المنتظمة والمنتظمة، وقد طورت الشبكات المختلفة أساليبها الخاصة غير المنسقة لدمج الثانية الإضافية.
علاوة على ذلك، أصبحت أنظمة الحوسبة العالمية الحديثة أكثر تشابكاً وأكثر اعتماداً على التوقيت شديد الدقة، وأحياناً إلى جزء من المليار من الثانية، تؤدي إضافة الثانية الكبيسة إلى زيادة خطر تعطل أو فشل تلك الأنظمة المسؤولة عن شبكات الاتصالات ونقل الطاقة والمعاملات المالية وغيرها من المؤسسات الحيوية.
نتيجة لذلك، بدأت أنظمة الوقت غير الرسمية ببطء في استبدال التوقيت الدولي الرسمي في العالم، أو التوقيت العالمي المنسق، ويُنظَر إلى التخلي عن الثانية الكبيسة على أنه طريقة للحفاظ على الالتزام بالتوقيت العالمي المنسق من خلال جعله مقياساً زمنياً مستمراً.