حرفة الصياغة تشهد هجرة عكسية من الخارج إلى الداخل.. ونحو 50 صاغة جديدة سنوياً
دمشق- لينا عدره
على عكس ما تشهده حرفٌ كثيرة من زوالٍ واندثارٍ أو هجرة لحرفييها، تشهدُ حرفة الصياغة ازدهاراً ملحوظاً، وفقاً لما أكده رئيس جمعية الصياغة غسان جزماتي الذي لفت إلى ارتفاع أعداد المُسَدِّدين للجمعية والبالغ عددهم حوالى 1300 حرفي مع نهاية 2021 بعد أن كانت الأعداد في 2012 تتراوح ما بين 300 إلى 400، في إشارةٍ إلى عودة عدد كبير من الحرفيين الذين غادروا القطر للعمل وإعادة تصليح وترميم ورشاتهم التي تعرّض بعضها لقذائف في تلك الفترة.
وأكد جزماتي أن حرفة الصياغة تشهد هجرة عكسية من الخارج للداخل، فأعداد المُراجعين من أصحاب الورشات للجمعية العائدين لدفع اشتراكاتهم المتراكمة، أو لتسديد ما عليهم من التزامات، أو لإجراء عملية ختم لبضائعهم ومشغولاتهم الذهبية تزداد باستمرار، بعد أن كان معظمهم في الإمارات أو مصر وغيرها من الدول التي كانت وجهة الكثير من الحرفيين الذين قرّروا العودة ليرجعوا كما كانوا أصحاب وأرباب العمل، بعد أن كانوا في تلك الدول مجرد عمالٍ. وما شجعهم على ذلك سببان، الأول عودة الوضع إلى ما كان عليه، إضافةً لازدياد الطلب وبشكلٍ كبير على بضائع المشغولات. ولفت إلى أن الزيادة لم تتوقف على الورشات وإنما امتدت لتشمل محلات بيع المفرق، التي ارتفع عددها إلى أكثر من 40 لـ 50 محلاً جديداً تفتح سنوياً.
وأشار جزماتي إلى أن الارتفاع في أعداد الورشات التي عادت للقطر زاد عن حاجة السوق، وهذا ما زاد الرغبة عند الجمعية بالتواجد في الأسواق الخارجية، وخاصة مع ارتفاع الطلبات الواردة من دول الجوار المتضمنة إمكانية السماح بإدخال الذهب الخام للقطر بشكلٍ نظامي مقابل أخذ بضائع مشغولة وشراء تلك البضائع من المركز مباشرةً، عوضاً عن شراء الذهب السوري من دول الخليج، والسبب في ذلك يرجع لعاملين، الأول التعامل اللائق واللباقة، والثاني السعر الأرخص عند الشراء من المركز مباشرةً، مبيناً أن طلبهم لاقى قبولاً جيداً، حيث يتمّ العمل اليوم لوضع ضوابط يجري فيها البحث عن الأنسب والأفضل بما يضمن حق الحكومة ليصدر القرار لاحقاً، وفق تعبيره.
ولفت جزماتي إلى أن حرفة الصياغة حرفة متوارثة أباً عن جد، وهناك الكثير من الحرفيين، ومن خلال متابعتهم واطلاعهم على أحدث الموديلات عن طريق النت، يعمدون إلى تنفيذها في ورشاتهم بجودة ومتانةٍ أفضل مما هي عليه، الأمر الذي ساهم في ازدياد الطلب على الذهب السوري، خاصة وأن أسعار الأجور أرخص بكثير من الدول الأوربية، على حدّ قوله.