القيمة التسويقية لمنتخبات ولاعبي المونديال تصل إلى حدود قياسية وأرباح “الفيفا” خيالية
البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر
يشدّ كأس العالم لكرة القدم اهتمام كل عشاق الرياضة وكذلك رجال الأعمال والمعلنين حيث باتت اللعبة الشعبية الأولى حول المعمورة صناعة تدرّ الملايين ليس فقط لنجومها وإنما لجميع العاملين فيها، فباتت أسعار اللاعبين وقيمة الأندية والمنتخبات واحدة من المعايير التي يفتخر بها فريق على حساب آخر، حيث تجاوز منتخبان من بين المنافسين في المونديال الحالي حاجز المليار يورو كقيمة تسويقية للاعبيه، وكانت المنتخبات العشرة الأوائل مقسمة بين قارتي أوروبا (7 منتخبات) وأمريكا الجنوبية (3 منتخبات).
القيمة السوقية الإجمالية لمنتخبات المونديال بلغت 12.46 مليار يورو، والمثير أن المنتخبات الـ3 الأولى في قائمة أعلى فرق المونديال من حيث القيمة السوقية تستحوذ على نحو ربع هذه القيمة الإجمالية، ولم يأتِ المنتخب البرازيلي في صدارة القائمة وإنما حل في المركز الثاني بقيمة سوقية بلغت 1.14 مليار يورو، برغم كونه الفريق الأكثر ترشيحاً للفوز باللقب، فهو يتصدر التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة الصادر عن الفيفا، كما يقوده اللاعب نيمار صاحب صفقة الانتقال الأغلى في تاريخ لاعبي كرة القدم حتى الآن، كما يضم العديد من أبرز نجوم اللعبة في العالم.
لكن الصدارة كانت من نصيب المنتخب الإنكليزي المصنف الخامس عالمياً في تصنيف الفيفا، والمتوج بلقب كأس العالم مرة واحدة فقط من قبل في 1966، فاعتلى المنتخب الإنكليزي صاحب المركز الرابع في مونديال 2018 في روسيا، قائمة الأعلى قيمة سوقية بقيمة بلغت 1.26 مليار يورو.
وجاء المنتخب الفرنسي، المتوج بلقب مونديال 2018 في روسيا، والمرشح بقوة للدفاع عن لقبه في نسخة 2022، ثالث المنتخبات التي تجاوزت حاجز المليار يورو، حيث حل في المركز الثالث بالقائمة بقيمة سوقية بلغت 1.08 مليار يورو، فهو يضم بين صفوفه اللاعب صاحب القيمة السوقية الأعلى بين جميع اللاعبين المشاركين في المونديال كيليان مبابي.
وتأتي المراكز التالية من الرابع إلى العاشر على الترتيب في قائمة أعلى منتخبات المونديال من حيث القيمة السوقية من نصيب البرتغال (937 مليون يورو) وإسبانيا (902 مليون يورو) وألمانيا (885.5 مليون يورو) والأرجنتين (633.2 مليون يورو) وهولندا (587.25 مليون يورو) وبلجيكا (563.2 مليون يورو) وأوروغواي (449.7 مليون يورو).
عربياً، يشارك في النسخة 4 منتخبات عربية هي المغرب وتونس والسعودية وقطر، ويعد الفريق المغربي الأغلى من بين منتخبات العرب فى نهائيات كأس العالم 2022 بقيمة تسويقية بلغت 251.60 مليون يورو، ويأتي خلفه المنتخب التونسي بـ 65.20 مليون يورو، ثم السعودي بـ 27.78 مليون يورو، وأخيراً المنتخب قطر بـ 14.90 مليون يورو.
نأتي الآن إلى اللاعبين الأعلى قيمة تسويقية، وفي البداية كما ذكرنا آنفاً الفرنسي كيليان مبابي حيث تصل قيمته التسويقية إلى 160 مليون يورو، فهو قام بالعديد من الإسهامات مع منتخب بلاده وفريقه الحالي وكسر العديد من الأرقام، ويأتي الجناح البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور نجم السامبا ونادي ريال مدريد، خلف نظيره الفرنسي بقيمته تسويقية تصل إلى 120 مليون يورو، فهو قدم واحدة من أفضل مواسمه مع النادي الملكي خلال في الأونة الأخيرة، وما زال يخاصم أفضل أداءه مع الميرينغي ومنتخب البرازيل.
وارتفعت قيمة النجم الإنكليزي فيل فودين بعدما نجح في تقديم أداء أكثر من رائع مع مانشستر سيتي، فوصلت قيمته التسويقية إلى 110 مليون يورو، وفي المركز الرابع النجم الألماني الشاب جمال موسيالا على الرغم من صغر سنه بلغت قيمته التسويقية 100 مليون يورو، فهو نجح في تسجيل العديد من الأهداف مع فريقه البافاري بالإضافة إلى إسهماته وأداءه الباهر مع منتخب بلاده.
بالرغم من كثرة الإصابات التي تعرض لها في الموسم الماضي، إلا أن الإسباني بيدري أصبح واحد من أفضل لاعبي كرة القدم في الأونة الأخيرة ووصلت قيمته التسويقية إلى 100 مليون يورو أيضاً، وصعد إلى القائمة بجدارة النجم الإنكليزي الآخر غود بيلينغهام حيث بلغت قيمته التسويقية 100 مليون يورو هو الآخر، فقد نجح في كسر العديد من الأرقام مع ناديه بالإضافة إلى أنه نجح في مساعدة زملائه بالمنتخب بالعديد من الإسهامات.
اللاعب الأخير في قائمة الـ 100 مليون يورو هو الصقر الأوروغوياني فيدي فالفيردي نجم ريال مدريد، الذي نجح في إظهار ما لديه تحت قيادة كارلو أنشيلوتي مؤخراً، على الرغم من أنه لا يلعب في مركزه الأساسي، إلا أن فالفيردي تمكن من تقديم العديد من الإسهامات مع ريال مدريد في الأونة الأخيرة، وعلى الرغم من تراجع مستواه في الفترة الاخيرة، إلا أن قائد المنتخب الإنكليزي هاري كين، ما زال متواجد ضمن قائمة الأغلى بالعالم حيث أنه قيمته التسويقية وصلت إلى 90 مليون يورو.
ونجح نجم أرسنال الشاب بوكايو ساكا ولاعب منتخب إنكلترا أيضاً في الحلول بالمركز التاسع بقيمة تسويقية بلغت 90 مليون يورو، وأخيراً الإسباني جافي أصغر اللاعبين المشاركين في كأس العالم، والفائز بجائزة الغولدن بوي لأفضل موهبة شابة في عام 2022، حيث بلغت قيمته التسويقية 90 مليون يورو أيضاً.
وبالحديث عن الأموال فإن البطولة ورغم أنها تقام كل أربع سنوات إلّا أنها تدرّ أرباحاً طائلة تشكل المورد الأول للاتحاد الدولي، فقد بلغت نسبة عائدات المونديال الروسي السابق أكثر من أربعة مليارات دولار، وهذه العائدات معظمها من حقوق البث التلفزيوني وحقوق التسويق والتذاكر، وطبعاً يعيد الاتحاد الدولي توزيع أرباحه على المنتخبات المشاركة في كأس العالم، والأندية التي تحرر لاعبيها لخوض غماره، ويعيد استثمار جزء كبير في تطوير كرة القدم من خلال المنح إلى الاتحادات الوطنية.
وأكد رئيس الفيفا السويسري جاني إنفانتينو، أنه من المتوقع أن تتخطى المتوقع وذلك بفضل الزيادة في عقود البث التلفزيون والتسويق، فقد حققت نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل للفيفا دخلاً إجمالياً قدره 4.82 مليارات دولار شملت حقوق البث التلفزيوني (2.42 مليار)، وحقوق التسويق (1.58 مليار دولار)، والتذاكر (527 مليون دولار)، ورسوم الضيافة (185 مليون دولار) والترخيص (107 مليون دولار)، طبعاً لا تشمل التكاليف المبالغ المتعلقة ببناء الملاعب وغيرها من البنى التحتية التي يتكفل بها البلد المضيف، فالأمر يتعلق بالتكاليف التنظيمية.