تخبط سياسة بايدن الخارجية
هيفاء علي
أكدت الرئاسة الروسية مؤخراً أن العلاقات بين موسكو وواشنطن ستظلّ سيئة بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، في خضم أزمة مرتبطة بالعملية الروسية في أوكرانيا، مضيفةً أن هذه الانتخابات لا يمكن أن تغيّر أي شيء. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن علاقات روسيا وأمريكا سيئة في الوقت الحالي وستظلّ كذلك، مضيفاً أن هذه الانتخابات مهمّة، ولكن من ناحية أخرى يجب ألا نبالغ في تقدير أهميتها لمستقبل علاقاتنا الثنائية على المديين القصير والمتوسط.
في السنوات الأخيرة، اتُهم الكرملين بتشجيع التدخل في الانتخابات في الولايات المتحدة، ولاسيما عبر حملات التأثير على الشبكات الاجتماعية، وعلّق بيسكوف على هذا الأمر قائلاً: “لقد اعتدنا على هذه الاتهامات لدرجة أننا لم نعد نهتمّ بها بعد الآن”.
وبحسب مراقبين، تمرّ العلاقات الروسية الأمريكية بإحدى أسوأ الأزمات في تاريخها مع إطلاق العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، المدعومة بشكل كبير من قبل إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن بتسليم الأسلحة والمساعدات المالية. ويبدو أن آمال الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي تتضاءل، حيث أمل الديمقراطيون أن يتمكنوا من الحدّ من الضرر في انتخابات التجديد النصفي التي يعتبرونها حاسمة بالنسبة للمستقبل السياسي للرئيس الديمقراطي بايدن، مثل مستقبل سلفه الجمهوري ومنافسه دونالد ترامب الذي كان، خلال فترة وجوده في البيت الأبيض (2017-2021)، أكثر تصالحية من بايدن تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
حتى مع فوز الجمهوريين بأغلبية في مجلسي الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي، فإن المراقبين يتوقعون دخول سياسة بايدن الخارجية فترة من الاضطراب، على الرغم من أن الانعكاس الكامل في أوكرانيا يبدو غير مرجّح، إذ يعتبر الكرملين منطقة خيرسون الأوكرانية بأكملها وعاصمتها التي تحمل اسمها تابعين لروسيا على الرغم من انسحاب الجيش الروسي من هذه المنطقة التي أعلنت موسكو انضمامها في أيلول الماضي، حيث أشار بيسكوف، إلى أن منطقة خيرسون “خاضعة لروسيا ولا يمكن إجراء تغييرات”.
من جهة أخرى، أعلنت روسيا، في نهاية الأسبوع الفائت، أنها ستمنع دخول 200 أمريكي إلى أراضيها، بينهم شقيقا وشقيقة الرئيس بايدن، وكذلك الناطقة باسمه كارين جان بيير، رداً على العقوبات الأمريكية التي تستهدف موسكو، حيث تمّ اتخاذ هذا القرار رداً على العقوبات الواسعة المتزايدة من جانب إدارة جو بايدن، ليس فقط ضد المسؤولين الروس، ولكن أيضاً ضد كلّ أولئك الذين لا يرضخون لتعليمات واشنطن لسبب أو لآخر.