أخبارصحيفة البعث

شعبان: الاحتلال التركي يتخذ ذرائع واهية لتنفيذ أطماعه في سورية

دمشق – سانا:

أكّدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن الاحتلال التركي يتخذ ذرائع واهية لبقاء الإرهابيين الذين يعملون تحت مظلته في الشمال الغربي من سورية، وهو أمر مرفوض دولياً لأنه لا يحق لأي دولة أن تدافع عن أمنها داخل حدود دولة أخرى، مشيرة إلى أن النظام التركي لا يلتزم بتعهّداته مع روسيا، ويختلق الحجج لتنفيذ أطماعه في الأراضي السورية والعراقية.

وأوضحت شعبان في حوار خاص مع قناة السورية أنه بعد فشل الحرب الإرهابية على سورية تدخّلت تركيا والولايات المتحدة للدفاع عن عملائهما ووكلائهما في المنطقة، مؤكدة أن سورية كانت على وشك تحرير منطقة التنف لولا تدخل الولايات المتحدة مباشرة للحفاظ على الإرهابيين هناك لقطع العلاقة بين سورية والعراق والأردن، وفصل الدول العربية عن بعضها وحرمانها من التواصل بطريقة طبيعية، وهذا جزء من الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري.

وبيّنت شعبان أن هدف الحروب التي يقودها الغرب اليوم هو تفتيت البلدان من الداخل، وتشكيل كتل إقليمية ضد هذه البلدان، مشيرة إلى أن ما يجري في إيران جزء من خطة ممنهجة لكسر محور المقاومة، ويندرج ضمن الاستراتيجية الأمريكية التي تتلخّص في استنزاف روسيا وإيران، واستمرار الحصار على سورية، لكن روسيا تحارب اليوم ليكون هذا العالم متعدّد الأقطاب.

وحول العلاقة مع روسيا وإيران أوضحت شعبان أن العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس أثبتت أن العلاقة بين سورية وروسيا متينة، وأصبحت أقوى مما مضى، إذ شهدت روسيا ذلك في كل المحافل والمنصّات، ولا يوجد أي تقصير في العلاقة السورية الروسية ولا العلاقة الإيرانية السورية.

وقالت شعبان: إن سورية مركزة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد على أن تكون صيغ العمل العربي المشترك حقيقية، لا أن تكون شكلية وقراراتٍ لا يتم تنفيذها وكلاماً لا يؤدّي إلى أي نتيجة، مشيرة إلى أن ما يجري بين سورية والجزائر وعُمان هو خطوات حقيقية للبحث عن صيغ أساسية لعمل عربي مشترك حقيقي، وليس لعقد الاجتماعات، ويمكن أن تنضمّ لهذا الأسلوب بلدان أخرى للعمل العربي المشترك.

وأكدت شعبان أن صمود سورية خلال سنوات الحرب عليها كان أساسياً في التحوّلات التي تجري في العالم، وأنه لا بديل عن الاستمرار بالثبات في محاولاتنا للخروج من عنق الزجاجة بكل الأساليب الممكنة بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء، وبالتالي نحن ندافع عن ثقافتنا ومستقبلنا في مواجهة الدول الغربية التي تسعى إلى الهيمنة والسيطرة على بلداننا ومنطقتنا.

وشدّدت شعبان على أن سورية ستعود واحدة موحّدة، ولن تتنازل عن أرضها مهما طال الاحتلال.

وفي سياق دور الشباب السوري بتوثيق الأحداث خلال الحرب، أوضحت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة “وثيقة وطن” الدكتورة شعبان أن هدف المؤسسة هو تأريخ كل ما لدينا من كنوز شفوية، حيث بدأت الفكرة عندما تأكدنا أن هذه الحرب لا تستهدف نظاماً ولا أشخاصاً بل تستهدف هوية الدولة السورية بكل تجلياتها الحضارية والتاريخية العريقة.

وأوضحت شعبان أن التوثيق حفاظ على الهوية وإثبات للوجود في وجه الطامعين والمستهدفين.

وقالت شعبان: إن المؤسسة بدأت بتوثيق الحِرف اليدوية واللغة السريانية والطقوس الكنسية والحرب على سورية، لافتة إلى أهمية أن يكون لدى كل مؤسسة من مؤسسات الدولة مركز للتوثيق، لأنه ملك للأجيال، ومبيّنة أنه بات لدى مؤسسة وثيقة وطن أكثر من 1200 مقابلة تتحدث عن سجن حلب والبطولات التي مارسها الضباط والجنود في مطار كويرس وريف اللاذقية وفي حماة وحلب والرقة والحسكة وغيرها، وذلك ضمن توثيق الحرب على سورية.

وأوضحت شعبان أن حرب اليوم حرب فكرية قبل أن تكون عسكرية وقبل أن تكون اقتصادية، فهي حرب أفكار ورؤى وتفكير في المستقبل، لذلك الهدف الأساسي لترجمة هذه الأعمال من التأريخ هو عدم السماح للعدو بالكذب عن تاريخنا، كما نفكر بإحداث قناة يوتيوب لوثيقة وطن ننشر من خلالها أفلاماً قصيرة عن مجريات هذه الحرب الإرهابية على سورية وعن قصص هؤلاء الناس.

وبيّنت شعبان أنه تم الاتفاق مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية على تخصيص جائزة هذا العام للطلاب لأنهم عندما بدأت هذه الحرب كانوا في أعمار صغيرة وأردنا أن نكتشف كيف عايشوا هذه التجربة وكيف عملوا واستمروا في دراستهم، واكتشفنا أن التعاون مع مؤسسات أخرى في الدولة هو أمر في غاية الأهمية لكي تتكامل قصص الوطن مع كل أبنائه.