نبض رياضي.. الصبر المفقود في كرتنا
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
لم تكن حصيلة التجارب الودية الثلاث الأخيرة لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مرضية للشارع الرياضي، فثلاث خسارات أمام الجزائر وبيلاروسيا وفنزويلا وتلقي أربعة أهداف وتسجيل هدف وحيد من الأكيد أنه ليس المأمول في ظل المقارنات التي تعقد في هذا التوقيت مع المنتخبات المشاركة في المونديال.
بلغة العاطفة منتخبنا لم يقدم المستوى المنتظر في الأشواط الستة التي خاضها، فظهر لاعبونا تائهين في الملعب دون حول ولا قوة، وكانوا دائماً في موقع تلقي الهجمات في ظل نهج دفاعي غريب من الجهاز الفني الذي حاول على مايبدو تلافي الهزائم الثقيلة أكثر من سعيه لتحقيق الفوز لتكون الصورة العامة غير لائقة بمنتخب يفترض أنه يتحضر لبطولة قارية يبحث خلالها عن تحقيق حضور لافت.
أما النظرة المنطقية للتجارب الثلاث فتوحي بأنه لا شيء جديد في المنتخب وتغيير المدرب لم يغير أياً من التفاصيل السلبية، لكن ما قد يشفع للجهاز الفني أنه كان واضحاً قبل السفر لخوض المباريات عندما شدد المدرب حسام السيد على أن رحلة بناء منتخب بدماء جديدة بدأت لكنها ستحتاج لوقت حتى تظهر نتائجها على أرض الواقع.
كلام المدرب حينها حظي بمباركة اتحاد الكرة الذي وافق على الرؤية المستقبلية، ومن المفترض أنه وضع في حسبانه تواليها من خسارات وعثرات وسوء في المستوى، وعليه فإن كل الأحاديث التي تروج في كواليس الاتحاد عن قرار منتظر بتغيير للجهاز الفني يجب ألا تكون موجودة فطالما كان الرضا موجوداً في البداية فلابد أن يكون الصبر حاضراً ولو لفترة زمنية مقبولة.
ما سبق يعيد الحديث عن فكرة الخطط طويلة المدى أو الاستراتيجيات التي تفتقدها كرتنا منذ زمن طويل، فاتحاد الكرة الحالي قام بخطوات في إطار إعداد منتخبات الفئات العمرية وجعلها أولوية، لكن على صعيد منتخب الرجال يبدو الوضع مختلفاً تماماً فالتخبط هو العنوان والاعتماد على مدرب معين حتى يتم التعاقد مع مدرب أجنبي أمر لا يمكن فهمه وحتى إن كان من باب التقشف والحفاظ على المال العام.
فالخيار الأفضل هو إعطاء الثقة لمدرب وطني من أصحاب الخبرة والكفاءة لقيادة المنتخب حتى النهائيات الآسيوية، فالواضح للعيان أن مشكلة كرتنا ليست في المدربين بدليل تجريب العديد من المدربين المحليين أو الأجانب في قيادة دفة المنتخب دون أن نلمس أي تحسن في المستوى أو النتائج.