استمراراً للحرب المفتوحة مع الاحتلال.. المقاومة تضرب في القدس المحتلة
تقرير إخباري:
لم تمضِ ساعات قليلة على التحذير الذي وجّهته فصائل المقاومة الفلسطينية إلى قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي من استمرار العدوان الإجرامي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة عموماً وجنين والخليل ونابلس خصوصاً، ودعوة المقاومين إلى تصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال والتصدّي لجرائم المستوطنين في الخليل، ومع ساعات الصباح الباكر اليوم ومع استشهاد طفل فلسطيني بعدوان جديد على نابلس، كان الردّ حتمياً وجاء الإعلان من القدس المحتلة عن تفجيرين متزامنين بعبوتين ناسفتين استهدفتا محطتين للحافلات في القدس المحتلة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المستوطنين الإسرائيليين.
وتأتي هذه العملية البطولية على الرغم من الإجراءات الأمنية المشدّدة لجيش الاحتلال ومخابراته، بالإضافة إلى عمليات الاقتحام والقتل والاعتقالات اليومية للمقاومين والمدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا إنّ دلّ على شيء فإنه يدلّ على أنّ المقاومة قادرة على مقابلة الفعل بردّ فعل أقوى وأعنف، وهو ما أوضحه بيان فصائل المقاومة أمس، حيث أكد أن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، وأنه في حال قرّر الاحتلال التصعيد فإن المقاومين على جهوزية تامة للردّ على أي عدوان، واليوم عادت مصادر المقاومة للتأكيد أنّه في ظل تصاعد التطوّرات على الأرض، تستعدّ المقاومة لتصعيد كبير قد يتدحرج إلى حرب واسعة، وأضافت المصادر: إنّ المقاومة تضع مجموعاتها الضاربة في حالة تأهّب واستعداد لمواجهة أي طارئ.
وفي المقابل وعلى وقع العملية النوعية، وقع قادة الاحتلال الأمنيون ووسائل إعلامه في صدمة ناتجة عن تمكّن المقاومين من الوصول إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وتنفيذهم لعملية معقدة كالتي حدثت، وأخذوا يستذكرون عمليات المقاومة إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية ويتخوّفون من عودتها، وقال وزير أمن الاحتلال الداخلي عومر بارليف: إن ما حدث هو هجوم مركّب ومعقّد في ساحتين، ويبدو أنه نتيجة بنية تحتية منظمة. كذلك وصفت وسائل إعلام “إسرائيلية” الهجوم الفدائي المزدوج في القدس المحتلة، بأنه الأخطر الذي تم تنفيذه في الأراضي المحتلة منذ الانتفاضة الثانية عام 2000. وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم”: إن خطورة الهجوم، لا تنبع فقط من كثرة القتلى، وعودة الخوف إلى شوارع المدينة، ولكن من القدرة على إنتاج عبوات ناسفة فعّالة، وإدخالها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وتفعيلها في الأماكن المزدحمة. إذن، وفي أعقاب سلسلة اعتداءات لجيش الاحتلال أسفرت عن استشهاد أكثر من 130 فلسطينياً وآلاف الأسرى منذ بداية العام الحالي، كان آخرهم الطفل أحمد شحادة 16 عاماً الذي استشهد اليوم، كان للمقاومين اليد الطولى في الردّ على العدوان وتحميل الاحتلال مسؤولية أعماله الإجرامية والتأكيد أن جرائمه لن تمرّ دون عقاب حسبما أوضحت فصائل المقاومة في بيانها المبارك لعملية القدس، كما جاءت هذه العملية لتعمّق الأزمة السياسية الناجمة عن الخلافات بين الائتلاف المتطرّف الحاكم في كيان الاحتلال على الحقائب الوزارية، وتوقف مفاوضات تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية.
وبناءً عليه فإن أيّ عدوان واسع للاحتلال على شمال الضفة، سيفتح الباب واسعاً على مختلف الاحتمالات ولن يسمح للاحتلال بالاستفراد بمنطقة دون أخرى كما سبق أن أكد قادة المقاومة بناءً على استراتيجية وحدة الساحات، وسيكون الشعب الفلسطيني ومقاومته جاهزين لردّ العدوان والدفاع عن المقدسات، ويجب على الأمتين العربية والإسلامية إسناد فلسطين وشعبها ورفض التطبيع مع كيان لا يعرف سوى لغة القوة وارتكاب المجازر بحق المدنيين.
إبراهيم ياسين مرهج