أخبارصحيفة البعث

الجيش الروسي ينفّذ ضرباتٍ مكثّفة عالية الدقة على مراكز قيادة في أوكرانيا

موسكو – تقارير:

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن صنوف الأسلحة الروسية الجوية والبرية والبحرية العالية الدقة واصلت يوم أمس قصفها ضد نظام القيادة والسيطرة العسكرية في أوكرانيا، ومنشآت الطاقة ذات الصلة، وتمكّنت من إصابة أهدافها بالكامل، حيث أسفرت الضربات عن تعطيل نقل احتياطيات القوات الأوكرانية والأسلحة الأجنبية والمعدات العسكرية والذخيرة إلى مناطق القتال بالسكك الحديدية.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة الفريق إيغور كوناشينكوف في إحاطة إعلامية اليوم، أنه لم يتم توجيه ضربة واحدة إلى أهداف داخل مدينة كييف، وأن كل الدمار الذي أعلنه النظام الأوكراني في المدينة كان نتيجة سقوط صواريخ لأنظمة الدفاع الجوي الأجنبية والأوكرانية الموجودة في مناطق سكنية بالعاصمة.

وأضاف: إن الوحدات الروسية أحبطت هجوماً للقوات الأوكرانية في اتجاه كوبيانسك، وقضت على ما يصل إلى 60 جندياً أوكرانياً، ودمّرت عربة قتالية وشاحنتين، كما أحبطت هجوماً آخر على محور كراسنو ليمانسكي وتمّت تصفية أكثر من 15 عسكرياً أوكرانياً، وتدمير عربة قتال وطاقم هاون وثلاث مركبات عسكرية، لافتاً إلى أنه وفي اتجاه جنوب دونيتسك تم أيضاً إحباط محاولات لشن هجوم مضاد في اتجاه فلاديميروفكا وبافلوفكا وفريموفكا، كما تم التصدّي لمحاولة هجوم في اتجاه قرية ليفادن بمنطقة زابوروجيه، ما أسفر عن سقوط أكثر من 50 جندياً أوكرانياً بين قتيل وجريح، وتدمير دبابة وست مركبات قتالية مدرعة، وثلاث مركبات عسكرية خاصة.

وتابع كوناشينكوف: إن الطيران العملياتي والتكتيكي وطيران الجيش والقوات الصاروخية والمدفعية قصف مواقع قيادة في منطقة خاركوف وخيرسون، إضافة إلى 63 وحدة مدفعية في مرابضها ومراكز تجمع القوى البشرية والمعدات العسكرية في 152 ناحية، بينما تم تدمير منظومة راجمات صواريخ غراد بخاركوف و3 رادارات أمريكية الصنع في خيرسون ودونيتسك.

وأشار كوناشينكوف إلى أنه في غضون الـ24 ساعة الأخيرة أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية أربع مسيرات في أجواء جمهورية دونيتسك ومنطقة زابوروجيه.

وأكد كوناشينكوف أنه منذ بداية العملية العسكرية الخاصة تم تدمير ما مجموعه 333 طائرة مقاتلة و177 مروحية و2558 مسيرة، و390 منظومة صواريخ مضادة للطائرات و6791 دبابة ومركبة قتالية مدرعة، و902 مركبة قتالية من راجمات الصواريخ و3616 مدفع ميدان وهاون، وكذلك 7340 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.

ولاحقاً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إعادة 50 عسكرياً روسياً من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف.

وجاء في بيان للوزارة نشر على قناتها الرسمية في تليغرام أنه “في الـ24 من تشرين الثاني الجاري، ونتيجة لعملية مفاوضات أعيد 50 جندياً روسياً كانوا في خطر مميت في الأسر من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف”.

وسبق أن تبادلت روسيا وأوكرانيا عدداً من الأسرى خلال عمليات جرت على مدى الأشهر الماضية.

وفي سياق آخر، أكدت لجنة التحقيق في روسيا الاتحادية أن “حوالي ألف مرتزق من 54 دولة تم رصدها يشاركون في الصراع بدونباس منذ عام 2014، ومعظمهم يمتلكون خبرة قتالية اكتسبوها من النزاعات في دول الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن من أكثر الدول نشاطاً من حيث تزويد أوكرانيا بالمرتزقة بريطانيا والولايات المتحدة وكندا والكيان الإسرائيلي وفرنسا والسويد وجورجيا وفنلندا وبولندا وليتوانيا.

وأوضحت اللجنة في تقرير لها أنه “من خلال توقيع عقد مع القوات الأوكرانية يحصل هؤلاء المرتزقة على راتب، ويدعون للتقدم بطلب للحصول على الجنسية الأوكرانية بطريقة مبسطة”، مبيّنة أنه تم اتخاذ هذه الإجراءات من أجل زيادة عدد قوات نظام كييف وإضفاء الشرعية على ظاهرة الارتزاق.

وأشارت اللجنة إلى أن مثل هذه الإجراءات يدل على رغبة نظام كييف في تجنّب المسؤولية عن أعمال هؤلاء المرتزقة بموجب القانون الدولي.

إلى ذلك، توقّع خبير عسكري أن تضغط الولايات المتحدة على اليونان للتخلي عن أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز “إس – 300″، و”تور – إم 1” من أجل نقلها لاحقاً إلى أوكرانيا.

ويرى إيغور كوروتشينكو، مدير مركز تحليل تجارة الأسلحة العالمية، أن “الأمر يتعلق بنقل القوات المسلحة اليونانية للأنظمة الروسية ذات الصلة، في هذه الحالة، أنظمة ومجمعات الدفاع الجوي إلى أوكرانيا عبر الولايات المتحدة. مع وجود درجة عالية من الاحتمال، يمكن الافتراض أن الضغط الأمريكي سيكون ناجحاً، لأن أثينا اليوم تنتهج سياسة غير ودية تجاه روسيا، وكونها عضواً في الناتو، ستقبل الشروط الأمريكية”.

ولفت الخبير الروسي في أنظمة الدفاع الجوي إلى أن الولايات المتحدة استخدمت مراراً مخططًاً مشابهاً لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، حيث يتم شراء الأسلحة السوفييتية والروسية من الدول التي تستخدمها، أو استبدالها بالأنظمة الغربية، ويتم توريد الأسلحة الروسية المشتراة إلى كييف.

ويعتقد كوروتشينكو أن روسيا بدورها لن تكون قادرة في النهاية على منع نقل صواريخ “إس -300 ” و”تور” الروسية، الموجودة لدى اليونان، إلى كييف، مضيفاً قوله: “يجب أن ننطلق من أسوأ السيناريوهات. باستثناء الاحتجاجات الدبلوماسية، لا شيء آخر”.

وكانت صحيفة كاثيميريني اليونانية قد ذكرت يوم الأربعاء أن واشنطن اقترحت أن تتخلى أثينا عن الأسلحة الروسية لمصلحة الأنظمة الغربية، ولاسيما أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز “إس – 300″، وأنظمة الدفاع الجوي “تور – إم 1”.

وحسب الصحيفة ذاتها، استقبلت اليونان الاقتراح بشكل إيجابي، إلا أن أثينا في الوقت نفسه، رفضت طلب أوكرانيا تزويدها بهذه الأنظمة، حيث تحتفظ روسيا باتفاقية ترخيص مع المستخدم النهائي، التي بموجبها لا يمكن لليونان تصدير هذه الأنظمة إلى دول ثالثة دون إذن موسكو.

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، تسلّح الجيش اليوناني بمجمعات صواريخ “إس-300″ و”تور-إم 1” الروسية، وأنظمة الدفاع الجوي “أوسا-أكم”، وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات “كورنيت”، وقوارب الإنزال “زوبر”، وبمركبات مشاة قتالية.

وتحاول الولايات المتحدة منذ عدة سنوات، إقناع اليونان بالتخلي عن الأسلحة السوفييتية والروسية الصنع واستبدالها بنماذج غربية. وفي وقت سابق، استبدلت اليونان بالفعل 40 مركبة قتال مشاة من طراز “بي إم بي -1” السوفييتية التصميم، بمركبات مشاة قتالية ألمانية من طراز “ماردير”.

علاوة على ذلك، أفادت تقارير بأن أثينا زوّدت المدفعية الأوكرانية بقذائف من عيار 155 ملم.

من جهتها، كتبت مجلة “بوليتكو” الأمريكية تقول: إن الدول الغربية تستنفد أكثر فأكثر احتياطاتها من ذخيرة المدفعية، نظراً لاستهلاكها الكبير من القوات الأوكرانية.

وتقول المجلة بهذا الشأن: إن “الغرب.. يغوص أكثر في مخزونات ذخيرة المدفعية، حيث ينفذ الأوكرانيون ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف إطلاقة على المواقع المحصّنة لروسيا في الجنوب”.

وتفيد “بوليتكو” بأن الحكومات الغربية “من أوتاوا إلى أوسلو” تحاول قدر الإمكان تسريع اقتناء وإنتاج أسلحة جديدة، استنفدت مخزوناتها “بلا هوادة” بسبب الصراع في أوكرانيا.

ومن بين أمور أخرى، تبحث هذه الدول عن طرق لزيادة إنتاج الأسلحة المضادة للدبابات وأنظمة الدفاع الجوي الجديدة.

وفي هذا السياق، نقلت المجلة الأمريكية عن مصادر أن إمكانيات الصناعات الدفاعية على تلبية احتياجات الدول على المدى القصير أثارت قلقاً بالغاً خلال الاجتماع الأخير لأعضاء الناتو في بروكسل.

من جهة ثانية، أحبط الأمن الفيدرالي الروسي مخططاً إرهابياً للاستخبارات الأوكرانية كان سيستهدف خط أنابيب غاز “السيل الجنوبي” المار عبر تركيا، واعتقل مجموعة من المتورّطين في التحضير له.

وقال الأمن الفيدرالي في بيان وفقاً لوكالة تاس: “تم احتجاز المتورّطين في التحضير والدعم بالموارد لهذا العمل الإرهابي، وتمّت مصادرة 4 ألغام مغناطيسية و4 كيلوغرامات من البلاستيت وصمامات تأخير العمل و593 ألف روبل ووسائل اتصال تحتوي على مراسلات ومفاوضات مع مرشد من الاستخبارات الأوكرانية وتعليمات لتجميع وتركيب عبوة ناسفة، إضافة إلى المعلومات حول تحويل الأموال وإحداثيات موقع الانفجار في مقاطعة فولغوغراد”.