أخبارصحيفة البعث

نتنياهو يضع كل بيضه في سلّة التطرّف

تقرير إخباري:

مدفوعاً بالاتفاق الذي وقّعه مع حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو المكلّف تشكيل حكومة كيان الاحتلال المقبلة، والذي ينصّ على إعطائه صلاحياتٍ موسّعة كوزير “للأمن الداخلي” في الحكومة الجديدة، حرّض اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير زعيم حزب “عوتسما يهوديت”، المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق النار تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وفي الوقت نفسه أكد أنه سيعمل على تغيير تعليمات إطلاق النار تجاه الفلسطينيين، ووصف التعليمات الحالية بـ”الغبية”.

ووفقاً لإذاعة “كان” الإسرائيلية، فإن بن غفير قال: “يجب إطلاق النار على كل فلسطيني يحمل أو يلقي زجاجة مولوتوف”.

وأشار إلى سعيه لشرعنة البؤر الاستيطانية غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في تحدٍّ واضح للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، مؤكداً أنه في غضون الأشهر المقبلة سيكون هنالك الكثير من التغيّرات في هذا الملف، كما هدّد بأنه سيعمل على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.

ونوّه إلى مشروع قانون سيُعرض على كنيست الاحتلال، ينصّ على ترحيل عائلات المقاومين الفلسطينيين.

هذه التهديدات دفعت القادة الصهاينة الذين شغلوا مناصب رفيعة في المؤسسة الأمنية للاحتلال، إلى التحذير من عواقب مخططات بن غفير، معتبرين أن تعيينه “وزيراً للأمن الداخلي” بعد تغيير اسم هذه الوزارة إلى “وزارة الأمن القومي”، قد يؤدّي إلى إشعال المنطقة، وإلى تفاقم الوضع في المسجد الأقصى، كما سيؤدّي إلى “الإضرار بآلية التنسيق السياسي – الاستراتيجي” بين تل أبيب وواشنطن.

وأشار رئيس معهد السياسات والاستراتيجية، اللواء فيما يسمّى جيش الاحتياط، عاموس غلعاد، في حديث للقناة 12 الإسرائيلية، إلى أن جعل بن غفير مسؤولاً عن قوات “حرس الحدود” العاملة في الضفة المحتلة، يشكّل “تحدّياً أمنياً لكيان الاحتلال وسيؤثر في قدرته على المواجهة، واصفاً تعيين بن غفير بأنه “وصفة” لإحداث “كوارث”.

ويشير الاتفاق بين بن غفير ونتنياهو وسعي الأخير إلى الاتفاق مع الأحزاب اليمينية في الائتلاف الحاكم المتطرّف في كيان الاحتلال، إلى أن نتنياهو وفي محاولاته لإقفال ملف الفساد الذي يلاحقه في محاكم الكيان وضع كل بيضه في سلّة التطرّف، وهو ما سيجعله في مواجهة مع الغرب والمجتمع الدولي، ولا يأتي موقف القادة الغربيين الرافض لتولّي المتطرّفين الصهاينة لمناصب وزارية حساسة في كيان الاحتلال من منطلق عداء، وإنما ينطلق من أن المتطرّفين سيضربون بقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية عرض الحائط، ما سيؤدّي إلى سقوط ورقة التوت التي كانت تستر عوراتهم، وستفضح عجزهم عن اتخاذ قرار يدين، أو على أقل تقدير يوقف، جرائم المتطرّفين.

 

إبراهيم ياسين مرهج