من وحي المونديال.. كرة القدم لم تعد للكبار وطرائق التطور واضحة
ناصر النجار
المتابع لمباريات المونديال يلمسُ التطور الجيد للمنتخبات التابعة للعالم الثالث التي يعتبرها الأوروبيون ومن في حكمهم نخباً آخر يختلف عن نخبهم!.
لكن في هذه البطولة لقّنت الدول النامية دروساً بالغة التأثير لهذه الدول من خلال الأداء والنتائج التي أذهلت العالم أجمع، وفاجأت من رأوها على طريقة الأمور التي لا تُصدّق، والكلام ينطبق على المنتخبات العربية، المغرب وتونس والسعودية، وعلى منتخبات إيران وكوريا الجنوبية واليابان.
قد لا تصلُ هذه المنتخبات إلى الأدوار المتقدمة، وقد لا يتأهل بعضها إلى الدور الثاني من البطولة، وهذا إن حدث فهو أمر متوقع وطبيعي، لكن المهمّ في الأمر أن التطور في هذه المنتخبات كان ملحوظاً، فبعد أن كانت هذه المنتخبات تشارك في كلّ بطولات كأس العالم السابقة بنية الوجود والخروج من البطولة بأقل الخسائر صارت تدخل المباريات من باب المنافسة والمشاركة وهي لا تهابُ أحداً، وتحقق النتائج الجيدة المقرونة بالأداء الذي يشابه أداء كبار الكرة في العالم.
ماذا يعني أن تفوز السعودية على الأرجنتين، والمغرب على بلجيكا، واليابان على ألمانيا، وإيران على ويلز، كلها نتائج كبيرة ومهمّة لم تأتِ بالمصادفة وجاءت من خلال الإعداد الجيد الطويل، الإعداد الصحيح الذي يبدأ من الصفر ضمن منهج صحيح مدروس دراسة وافية.
كرتنا من جهتها مازالت حائرة ومتردّدة، ولم تعرف الطريق الذي سيوصلها إلى كرة قدم صحيحة، نحن نلعب شيئاً يشبه كرة القدم، لكننا لا نملك المنظومة الصحيحة التي تقودنا إلى العالمية، كلّ شيء في كرتنا خاطئ، الاحتراف خاطئ والقوانين قاصرة، الثقافة الكروية ضعيفة عند الجميع!.
المشكلة الرئيسية في كرتنا أن كلّ من يعمل بكرة القدم يكيد للآخر، وهناك من يخصّص كل ما يملك من إمكانيات (لتفشيل) القائمين على كرة القدم، سواء كانوا في الأندية أو في الاتحاد، لأن التعاون في كرتنا مفقود والكيد موجود فلن نخرج من الدائرة الضيّقة التي تعيش فيها كرتنا.
النصيحة الواجبة للعاملين في كرة القدم أن يترفعوا عن كلّ الترهات، وأن يعمل كلّ واحد من موقعه على تحسين واقع كرة القدم، حسب مركزه واختصاصه، أما القائمون على كرة القدم فنصيحتنا لهم أن كرة القدم الآن مكشوفة على مصراعيها في المونديال، وما عليكم إلا الاعتماد على مدرسة كروية من المدارس المتعدّدة.