رائحة الفم الكريهة.. أنت لا تعتني بأسنانك.. أم في مرحلة مبكرة من أمراض اللثة؟

“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا

كثير من الناس يعانون من رائحة الفم الكريهة، وقد يكون ذلك محرجاً. هذا هو السبب في أنه من المهم أن نفهم أسبلب ذلك بشكل أفضل. إذ يمكن أن تكون الأسباب قلة النظافة أو سوء التغذية أو حتى المرض. والاعتقاد الأكثر شيوعاً هو أن رائحة الفم الكريهة تأتي من المعدة. ومع ذلك، تتشكل العديد من البكتيريا أيضاً في الأغشية المخاطية للفم والحلق، وقد تكون مسؤولة أيضاً، أما استهلاك بعض أنواع الأطعمة والمنشطات خلال فترة المرض فهو عامل آخر محتمل. نوضح أدناه 6 أسباب محتملة وكيف يمكنك التصرف:

 

. أنت لا تعتني بالأسنان واللثة بشكل صحيح

تتراكم بكتيريا البلاك باستمرار على أسنانك وفيما بينها، وهذا يمكن أن يكون السبب الجذري لرائحة الفم الكريهة. ومن خلال مضغ الطعام في فمك، يمكن لهذه البكتيريا إطلاق غازات كريهة الرائحة، مما يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة.

أفضل طريقة لمنع ذلك هي تنظيف أسنانك بالفرشاة مرتين يومياً وبالخيط لإزالة طبقة البلاك والطعام العالقة في أماكن يصعب الوصول إليها بين أسنانك.

 

. هل أنت بالفعل في المراحل المبكرة من مشاكل اللثة؟

يمكن أن تكون رائحة الفم الكريهة علامة تحذيرية لأمراض اللثة لأنها يمكن أن تكون ناجمة أيضاً عن تراكم الترسبات على طول خط اللثة. إذا تركت اللويحة دون إزالتها، يمكن أن تسبب نزيفاً والتهاباً في اللثة، أو أعراض التهاب اللثة. وفي حال لم تتم معالجتها، يمكن أن تؤدي إلى أمراض اللثة الأكثر خطورة.

لمنع ظهور التهاب اللثة، اغسل أسنانك بالفرشاة مرتين يومياً بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد لإزالة أكبر كمية من البلاك.

 

. ما تأكله وتشربه

إذا كنت تأكل أطعمة ذات رائحة نفاذة، مثل الثوم أو البصل أو بعض التوابل، أو تشرب القهوة أو الكحول، فقد يتسبب ذلك مؤقتاً في رائحة الفم الكريهة. أفضل طريقة لتجنب هذا الإزعاج هو تجنب هذه المشروبات والأطعمة.

 

. أنت تدخن أو تمضغ التبغ

يمكن أيضاً أن يتسبب تدخين السجائر أو الغليون أو استنشاق التبغ أو مضغه في حدوث رائحة الفم الكريهة. يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تلطيخ أسنانك وتعرضك لخطر أكبر للإصابة بمشاكل اللثة. والإقلاع عن التدخين هو وسيلة مثالية للحصول على فم أكثر صحة وأسنان أكثر بياضاً ونفَسً أكثر انتعاشاً.

 

. النظام الغذائي

يمكن أن يكون للصيام أو الوجبات الغذائية القاسية أو الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات آثار جانبية تتمثل في التسبب في رائحة الفم الكريهة. وذلك لأن الجسم يضطر إلى تكسير الدهون، وإنتاج مواد كيميائية تسمى الكيتونات يتم إطلاقها في أنفاسك وهي سبب الرائحة الكريهة. لا يمكن إصلاح هذا النوع من رائحة الفم الكريهة إلا بتغيير نظامك الغذائي.

 

. الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى رائحة الفم الكريهة

في حالات نادرة، يمكن أن تسبب بعض الأمراض رائحة الفم الكريهة. أحدها هو “جفاف الفم”، والذي يحدث عندما ينقطع إفراز اللعاب في الفم. يمكن أن يسبب هذا رائحة النفس لأن اللعاب يساعد على ترطيب الفم وإزالة البكتيريا التي يمكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة.

يمكن أيضاً أن تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي والسكري والحلق والتهابات الجهاز التنفسي رائحة الفم الكريهة. إذا كنت قلقاً بشأن رائحة الفم الكريهة، فتحدث إلى طبيب الأسنان أو الطبيب.

ويعتبر التهاب اللثة أو الأسنان، مثل النخر في الأسنان، أو تسوس الأسنان، أو أمراض اللثة، من العوامل المسببة النموذجية. كما أن أمراض الحلق والبلعوم (على سبيل المثال، التهاب اللوزتين والأغشية المخاطية)، وكذلك يساهم الجهاز التنفسي (على سبيل المثال، التهاب الشعب الهوائية وأمراض الرئتين) في رائحة الفم الكريهة. وأمراض المعدة والمريء هي أيضاً أسباب نموذجية. الشخير والنوم بفم مفتوح يسببان جفاف الأغشية المخاطية ما يؤثر سلباً على التنفس.

لكن الأمراض الأخرى التي لا ترتبط مباشرة بالبلعوم يمكن أن تتسبب بالرائحة الكريهة. لذلك فإن الإجهاد هو عامل مهم يساهم في رائحة الفم الكريهة. بعض أشكال ومضاعفات مرض السكري وكذلك الفشل الكلوي يمكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة. ويمكن القيام بذلك أيضاً عن طريق تناول بعض الأدوية.

 

الأغذية والمنشطات

ومع ذلك، فإن العديد من أسباب رائحة الفم الكريهة هي أيضاً تحت سيطرتك. لذلك ليس من الصعب فهم أن استهلاك التبغ يساهم بشكل كبير في ذلك. كذلك يمكن لتناول الحلويات والأطعمة التي تحتوي على البروتين، مثل الحليب أو السمك، أو التوابل مثل الثوم أو البصل، أن يؤثر على رائحة الأنفاس.

 

الوقاية والتدابير المضادة

تعتبر العناية الشاملة بالأسنان والعناية بالفم من التدابير الأساسية لمكافحة رائحة الفم الكريهة. كما يعتبر التنظيف المنتظم واستخدام الفرشاة بين الأسنان جزءاً من السلوكيات اليومية التي يمكن أن تساعدك.

يساعد التنظيف بالخيط أيضاً على محاربة رائحة الفم الكريهة، كما أنه من المفيد، في الصباح، فور الاستيقاظ (أي قبل تنظيف أسنانك بالفرشاة)، ومن خلال استخدام مكشطة خاصة، أن تقوم بإزالة طبقة البلاك عن اللسان؛ وهنا تدابير تنظيف أخرى تتمثل في إضافة زيت السمسم (حوالي ملعقة صغيرة)، لمدة خمس إلى عشر دقائق، في الفم للرغرغة ومن ثم بصقه. ومن المهم عدم ابتلاع أي شيء، لأن الزيت يمتص المواد الخافضة للتوتر السطحي السامة، وغير النقية، من الأغشية المخاطية!

اعتماداً على احتياجاتك، من المفيد أن تقوم بتنظيف الأسنان بشكل احترافي في كثير من الأحيان. ويوصى بهذا دون العلاج الوقائي مرة واحدة على الأقل في السنة من باب الوقاية، وفي حال وجود رائحة الفم الكريهة يمكنك القيام بذلك كل ثلاثة إلى ستة أشهر، وفي حالة حدوث نوبة.

عندما يتعلق الأمر بالتغذية، فأنت بحاجة إلى شرب الكثير من الماء على مدار اليوم، لأن رائحة الفم الكريهة يمكن أن تنتج عن الجفاف المزمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الفواكه والخضروات الطازجة يساعد في محاربة رائحة الفم الكريهة – لذا يجب تناول تفاحة بعد كل وجبة لاستعادة الأنفاس الطيبة، خاصة إذا لم تكن هناك طريقة لتنظيف أسنانك أو لم يكن لديك علكة في متناول يديك.

وغالباً ما يكون مضغ العلكة منقذاً سريعاً وفي متناول اليد، لكن ضع في اعتبارك أنها تنعش الأنفاس فقط لفترة قصيرة. وعليك في سبيل حل المشكلة أن تتبع علاجاً أشد فعالية من ذلك.

إذا لم تساعد هذه الإجراءات، فمن الضروري استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت المشكلة علامة تحذير لمرض ما.