مجلة البعث الأسبوعية

نوم الطفل لساعلات كافية ليس مهماً لراحة أمه وحسب.. إنه شديد الأهمية لصحته!!

الأمهات يدركن تماماً أنهن لا يستطعن التقاط أنفاسهن خلال اليوم إلى أن تحين لحظة خلود أطفالهن إلى النوم، وهذه الساعات التي ينامها الطفل ليست مهمة لوالديه فحسب، بل هي شديدة الأهمية أيضاً عندما يتعلق الأمر بصحة الطفل العامة.. كيف؟

يعتبر النوم الجزء الأكثر أهمية في الروتين اليومي للطفل، فهو ينعكس إيجابياً على صحته البدنية والعقلية. وقد ربطت دراسات بين عدد ساعات النوم والنمو الجسدي بدايةً من مرحلة الرضاعة والطفولة وما بعدها.إذ يزداد إفراز هرمون النمو بمجرد أن يبدأ الطفل بالدخول في مرحلة “نوم الموجة البطيئة”، التي غالباً ما يشار إليها باسم “النوم العميق”.

ويرتبط هذا الهرمون مباشرة بزيادة طول وحجم الجسم.

وبشكل عام، يحافظ النوم على نمو أجسام الأطفال بصورة طبيعية صحية ويزيد أيضاً من قدرة الطفل على تعلّم المهارات الحركية.كما يرتبط النوم الجيد أيضاً بتعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال، لذا فانَّ عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم الهانئ يجعل الطفل أكثر عرضة لأنواع العدوى البكتيرية والفيروسية.

 

النوم مفيد لدماغ الأطفال

إضافة إلى أهميته لدعم الجسم خلال مرحلة النمو، يُعد النوم ضرورياً أيضاً لتعزيز الصحة العقلية والنفسية لأطفالنا، بدءاً من مرحلة الرضاعة، إذ يقضي الرُضّع بالفعل معظم وقتهم غارقين في النوم، حيث يكون الدماغ منشغلاً بالنمو والتطور وتقوية الروابط العصبية وتكوين الذكريات الحسية.

وأظهرت دراسات أنَّ الأطفال المُشخّصين بالتوحد كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن تاريخ سابق من الشكاوى المتعلقة بمواجهة صعوبات في النوم، الأمر الذي ربما تسبَّب في حدوث نمو مغاير بالحصين.

كذلك ثَبت أنَّ النوم الجيد يحسن الانتباه ويعزز الأداء المعرفي.إذ أظهرت دراسات أنَّ الأطفال، الذين لا يحصلون على القدر الموصى به من النوم، تكون لديهم فوارق في مناطق الدماغ المرتبطة بالشعور بالسعادة والذكاء والذاكرة.علاوة على ذلك، يرتبط النوم بالحالة المزاجية.

 

كيف يمكن مساعدة الأطفال على النوم فترة أطول؟

علينا أن نعترف بأن الأمر لا يكون سهلاً عادةً، خاصةً أن الأطفال يقاومون بالغالب محاولات الأهالي لإقناعهم بالذهاب إلى الفراش.

إذاً ماذا نفعل عندما يحين وقت النوم ويقاوم طفلنا الذهاب إلى الفراش أو يصر على النهوض العديد من المرات؟ في البداية، ينبغي التأكُّد من أنَّ غرفة نومه ملاذ للاسترخاء والنوم.ينبغي الحرص على اختيار مرتبة ووسائد مصنوعة من خامات طبيعية ومضادة للحساسية لكي يشعر طفلك بمزيد من الراحة.يُوصى أيضاً بإحضار الدُّمى المحشوة المفضلة لطفلك ووضعها في الغرفة أو بالقرب من سريره لجعله يشعر بالأمان.

الأهم من ذلك: يجب الحفاظ على روتين ثابت للنوم.فقد أثبتت العديد من الدراسات التأثير الإيجابي لروتين النوم في نفسية الأطفال ومساعدة جسمهم على الاستعداد للنوم، فضلاً عن أنَّه يُسهّل على الآباء والأمهات الفوز بمعركة الخلود إلى النوم.

 

لكن ما هي ساعات النوم التي ينصح بها المختصون؟

يتوقف ذلك على عمر الطفل، إذ يمكن لرضيع حديث الولادة أن ينام حتى 19 ساعة في اليوم.

ومع إتمام طفلك شهره الأول، يبدأ في النوم لمدة 14 ساعة في اليوم وتنخفض إلى 13 ساعة مع إتمام ثلاثة أشهر، من بينها ثماني ساعات تقريباً من النوم خلال الليل.

ثم تنخفض إلى 12 ساعة مع إتمام تسعة أشهر، من بينها تسع ساعات تقريباً خلال الليل، وقيلولتان خلال النهار. وعندما يكون عمر طفلك ما بين 1 – 3 سنوات، ينصح بأن ينام قرابة 12 ساعة أيضاً، تنخفض إلى 10 مع بلوغه السادسة من العمر.