الكرتان الآسيوية والأفريقية بصمتا في المونديال ولا عزاء للكبار
ناصر النجار
من المؤكّد أن ما حدث في كأس العالم الأخيرة التي تجري حالياً في قطر يعدّ نوعاً من أنواع خرافة كرة القدم، المفاجآت كانت كثيرة والهزات تلقتها الفرق الكبيرة.
لكن لم يكن أشدّ المتفائلين بمنتخبات القارة الصفراء والقارة السمراء أن يتوقع مثل هذا الحضور القويّ لهذه المنتخبات التي كانت تعتبر في كلّ البطولات السابقة جسر عبور لغيرها من المنتخبات الأوروبية واللاتينية.
فمن كان يتوقع أن تفوز السعودية على الأرجنتين، ومن كان يعتقد أن منتخب اليابان سيهزم الإسبان والألمان ويتأهل إلى دور الـ16، ومن كان يتخيّل أن تخسر البرازيل أمام الكاميرون، ومن يصدّق أن تونس قد هزمت بطل العالم فرنسا بعد مباراة كبيرة وقوية، أما المغرب فكان صيحة العرب وإفريقيا المدوية في المونديال، حيث تصدّر مجموعته بسبع نقاط ولم يُهزم في المباريات الثلاث، وهو أول منتخب عربي إفريقي يحقّق الأرقام القياسية في بطولات كأس العالم (عن العرب وإفريقيا) من ناحية التسجيل والمتانة الدفاعية والصدارة والفوز على منتخبين واحد أوروبي (بلجيكا) والثاني أمريكي (كندا) وتعادل مع كرواتيا، مع العلم أن المنتخب الكرواتي وصيف الكأس السابقة والبلجيكي ثالث الترتيب، وعلى لائحة التصنيف الدولي تحتلّ بلجيكا المركز الثاني خلف البرازيل.
من الملاحظات الكثيرة التي يمكن أن نسجّلها على الدور الأول من المونديال أن بعض الدول لم تحترم منافسيها، فخرجت بهزائم مدوّية، وبعضها خرج من البطولة من الباب الضيق كالمنتخب الألماني والبلجيكي والأورغواياني، فمن لم يحترم كرة القدم ومنافسيه فإن البطولة ستلفظه من مسابقاتها.
الدول العربية والآسيوية والإفريقية حقّقت معادلة الأداء مع النتيجة، فلم يكن فوزها عبارة عن ضربة حظ، إنما كان عن سبق تصميم وإرادة وإعداد واستعداد جيدين، وما رأيناه من أداء كان شاهداً على الجهد الكبير في البناء والعمل الممنهج السليم في تطوير كرة القدم وتوفير كلّ مستلزمات النجاح.
الملاحظةُ التي يمكن الإشارة إليها أيضاً أن أغلب الفرق العربية والآسيوية والإفريقية كان مدرّبوها محليين باستثناء إيران والسعودية وكوريا الجنوبية، أما في دور الـ16 فكلّ الفرق التي تأهلت مدرّبوها محليون باستثناء كوريا الجنوبية.