شولتس يقترح إلغاء “الفيتو” وتبني التصويت بالإجماع في القرارات الأوروبية
صرّح المستشار الألماني، أولاف شولتس، بأنّ على أوروبا أن تتوحّد، وأن تُوجد حلولاً مشتركة للأزمة الاقتصادية، والمشكلات الناتجة عن الهجرة المتزايدة، مشيراً إلى ضرورة تنظيمها وفق قوانين عملية واستراتيجية تتوافق مع “القيم الأوروبية”، وداعياً الاتحاد الأوروبي إلى الحدّ من الهجرة غير الشرعية، وتنظيم استقبال العمال ذوي الحرف المطلوبة في أسواق العمل الأوروبية، ومشيراً إلى أهمية صندوق إعادة الإعمار والاستدامة الأوروبي في مواجهة التحديات الناتجة عن الأزمة الاقتصادية في ظل ارتفاع أسعار الطاقة.
واقترح شولتس أن يتبنّى الاتحاد الأوروبي سياسة التصويت بالأغلبية في الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية، والأزمات الاقتصادية، وإلغاء حقّ النقض “الفيتو” الذي تستخدمه بعض الدول لتقييد تنفيذ تلك القرارات لتمكين الاتحاد من التوسّع وجعله قوة فاعلة ذات وزن جيوسياسي.
وأضاف المستشار: “لذلك تسعى ألمانيا إلى أن تصبح الضامن للأمن الأوروبي كما يتوقع حلفاؤنا، لتقوم ببناء الجسور داخل الاتحاد الأوروبي وأن تكون المدافع الباسل عن الحلول المتعدّدة الأطراف للمشكلات العالمية”.
من جهة أخرى، بيّن شولتس أن استراتيجية الأمن القومي الألماني الجديدة ستتجلى للعيان خلال الشهور القليلة المقبلة، وأنّ وزارة الدفاع الألمانية خلال العقود الثلاثة الماضية، اتخذت جميع قراراتها وتجهيزاتها من منطلق أوروبا المسالمة، أما الآن وفي ظل ما سمّاه “التهديدات الروسية” يجب عليها التركيز على أمنها القومي، وأمن حلفائها، مشيراً إلى أن هذه التهديدات تشمل “الاعتداء المحتمل على أراضي الحلف، والحرب السيبرانية، والتهديدات النووية”.
من جهته أكد الكرملين، أن روسيا لا تهدّد أحداً باستخدام السلاح النووي، لكنها ستبذل جهدها لحماية أمنها القومي وأن هذه اللهجة في الخطاب أصبحت دارجة في أوروبا في الآونة الأخيرة، لكنها لا تليق بروسيا.
وفي الشأن الروسي أيضاً، صرّح شولتس، بأنّ العقوبات المفروضة على روسيا تؤتي أُكلها وأنها ستستمر لفترة طويلة، وزعم أنّ الاتحاد الأوروبي و”الناتو” أقوى من أيّ وقت مضى، وأن الأزمة الأوكرانية لم تحدث شرخاً في العلاقات بين الأوروبيين.
من جهتها، صرّحت وزارة الخارجية الروسية، مراراً بأن موسكو لا تهدّد أحداً، وأنها منفتحة على التفاوض مع “الناتو”، ولكن على مبدأ المساواة والاحترام المتبادل، بشرط تخلّي الناتو عن سياسة التوسّع باتجاه روسيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: إنه يمكن الجدل حول مدى صحّة كلمات المستشار الألماني أولاف شولتس المتعلقة بـ”فعالية” العقوبات ضدّ روسيا.
وشدّد بيسكوف على أن أغلبية الخبراء يشيرون إلى عملية تكيّف روسيا مع هذه الظروف.
وأضاف بيسكوف: “بعض المشكلات، بالطبع، تظهر بسبب العقوبات، لكنها حتى الآن لا تتسم بطبيعة حرجة، وهنا يمكن للمرء أن يجادل السيد شولتس.. في الواقع، يرى الخبراء تماماً عملية تكيّف الاقتصاد الروسي مع هذه الظروف، وسيكون من غير الواقعي إنكار ذلك”.