طبيب سوري يعالج حالة نادرة لمريض عراقي
دمشق – لينا عدره
التشخيصُ الدقيقُ والعمل الجراحي الناجح، كانا كفيلين بإنهاء معاناةٍ بدأت منذ عدة أشهرٍ لمريض عراقي، عجز أطباء أعرق المستشفيات في لبنان ومصر والعراق عن معالجته، بسبب عدم تمكنهم من وضع تشخيص دقيق لحالته المرضية، ليثبت الدكتور حازم محمد إسماعيل اختصاصي جراحة عصبية جدارته بتفوقه على أمهر الأطباء، من خلال قدرته على التشخيص الدقيق لحالة المريض، ومن ثم اتخاذه قراراً صعباً وجريئاً تمثل بإجراء عملٍ جراحيٍّ، وخاصةً بعد نفي ومعارضة الأطباء لفكرة أن الأعراض يمكن أن تكون رقبية المنشأ، أو أن المريض يمكن أن يستفيد من أي عمل جراحي للنخاع الرقبي، ما جعل في خطوة اتخاذ القرار الجراحي أمراً صعباً للغاية، وهنا تكمن خصوصية وأهمية وحساسية الحالة.
وفي التفاصيل.. قصد المريض “وهو قائد شرطة محافظة المثنى العراقية”، برفقة أهله، عيادة د. حازم في دمشق، بعد نصيحةٍ من أحد المرضى العراقيين الذين عولجوا في وقتٍ سابق عند الطبيب نفسه، لتبدأ رحلة علاجٍ ناجحٍ لمريضٍ عانى منذ حوالي أربعةَ أشهرٍ من ظهور أعراضٍ تمثلت “بعدم القدرة على المشي، والقيام بالحركات الدقيقة كالكتابة أو إمساك الموبايل أو الكتابة عليه، بالإضافة لصعوبة النطق”، ليتضح بعد الفحص السريري أن هناك أعراضاً مخيخية ودماغية وأعراضاً خاصة بالعمود الرقبي أو النخاع الرقبي، وفق ما بيّن د. حازم في تصريحٍ خاص لـ “البعث”، أوضح فيه حيثيات ما حصل، وأشار خلاله إلى أن اللغط الحاصل تمثل بعدم إعطاء التشخيص الصحيح، وتوجّه الجميع في تشخيصهم إلى وجود مشكلات دماغية مخيخية دون وضع تشخيص، وإجماع كليّ من قبل الأطباء في الجامعة الأمريكية في بيروت ومستشفيات القاهرة والعراق على جوابٍ واحد: هناك مرض في الدماغ.. ولكن ليس لدينا علم بماهيته، في حين لم ينتبه أيّ منهم، إلى وجود مشكلة في النخاع الرقبي أيضاً، وإلى أن الأعراض من مصدرين “دماغي ونخاعي”، ليتبيّن عند فحص المريض بشكلٍ دقيق أن الأعراض السائدة حالياً هي أعراض نخاع رقبي وليست دماغية، وليكن التشخيص الأساسي في سورية بعد إجراء عدة استشارات طبية، أعراض دماغية مجهولة السبب! من دون معرفة المرض.
وأوضح الدكتور حازم أنه تمّ إجراء الفحوصات والتحاليل والإجراءات المطلوبة، التي أظهرت وجود أعراض نخاعية، ووضع الأهل بصورة الوضع وضرورة إجراء عمل جراحي سيساهم في تحسّن وضع المريض، مع التأكيد أن النتائج قد لا تكون كبيرة جداً، لأن الأعراض السائدة، هي “أعراض نخاعية وتطور الوضع كان نتيجة التأخر في الجراحة”، وبالتالي فإن عدم رفع سقف التوقعات بالحصول على نتائج كبيرة سبّبه التأخر في العمل الجراحي.
وأضاف: بعد إجراء العمل الجراحي كان هناك تحسّن بنسبٍ كبيرة، شمل تحسناً في الحركة بنسبة 50%، وليتمكّن المريض من المشي بمساعدة الـ”ووكر” بعد أن دخل في المرة الأولى التي التقيته فيها إلى العيادة محمولاً، وخضوعه في الوقت الحالي لجلسات العلاج الفيزيائي، مؤكداً أن النتائج السليمة التي حصلوا عليها بعد إجراء العمل الجراحي أكدت وأثبتت صحة التشخيص، وخاصةً بعد تقييمه من قبل الداخلية العصبية، لافتاً في نهاية حديثه إلى انتظارهم لنتائج بعض التحاليل، التي ستؤكد إذا ما كان هناك أمر دماغي من عدمه. ليكون بذلك التشخيص الصحيح هو الأساس في العلاج، وهو الأمر الذي لم يحدث لا في مستشفيات لبنان ولا مصر ولا العراق، وليكتب الشفاء للمريض في دمشق وعلى يد طبيب شاب من أطبائها، الذين نفتخر بهم.