مجلة البعث الأسبوعية

معاناة الفلاحين من قلة المازوت وغلاء مستلزمات الإنتاج الزراعي

البعث الأسبوعية – محمد غالب حسين

مع بدء التحضير للزراعات الشتوية بمحافظة القنيطرة، وهي من مناطق الاستقرار الأولى مطرياً، إذْ يزيد المعدل السنوي للأمطار على (800) مم ناهيك عن مناخها المناسب لأغلب الزراعات، وجودة تربتها، وعمليات الاستصلاح التي تُزيد من الأراضي الصالحة للزراعة، والتحوّل للري الحديث والخبرة الناجزة التي تراكمت عند فلاحي القنيطرة، تواجه الفلاحين صعوبات ومنغصات تتعلق بتأمين مستلزمات العملية الزراعية من بذار وسماد وإرشاد ومحروقات للمحركات الزراعية.

وقد عبّر عضو المكتب التنفيذي لاتحاد فلاحي محافظة القنيطرة عبد الحكيم جناطي رئيس مكتب الشؤون الزراعية عن معاناة الفلاحين في (٧٥) جمعية فلاحية بالمحافظة من عدم كفاية المازوت المخصص للأغراض الزراعية، فلا يكفي ليتران من المازوت لحراثة الدونم بالقنيطرة، وجرار الفلاحة يستهلك أربعة ليترات، مشيراً لغلاء ثمن البذار، راجياً من محافظة القنيطرة تحديد سعر حراثة الدونم، لأن بعض أصحاب الجرارات يطلبون (٣٥) ألف ليرة مع تأمين (٤) ليترات من المازوت، وبذلك تصبح تكلفة حراثة الدونم، تُكلف أكثر من خمسين ألف ليرة، لافتاً لنقص الأطباء والمراقبين البيطريين الذين يتابعون قطيع المواشي بالمحافظة فضلاً عن غلاء الأدوية البيطرية والزراعية، وعدم متابعتها من الجهات المعنية.

ورغم ذلك يتابع فلاحو محافظة القنيطرة التحضيرات للبدء بزراعة المحاصيل الشتوية المختلفة، ويقومون بالفلاحة وتسميد للتربة وتأمين البذار اللازمة عن طريق المصرف الزراعي.

وأوضح مدير زراعة القنيطرة تكليفاً المهندس عبد الله شرارة أن المساحة المخططة للمحاصيل الشتوية تبلغ (18014) هكتاراً، منها( 8100) هكتار للقمح، و(2154 )هكتاراً للبقوليات الغذائية، و(3421 ) هكتاراً للمحاصيل العلفية و(4200) هكتار للشعير، و(137) هكتار للخضار الشتوية المروية، وهكتاران للمحاصيل الطبية والعطرية المروية، منوهاً بالإقبال الملحوظ في المحافظة للتوسع بزراعة القمح حيث بلغ عدد الفلاحين الذين تقدمو إلى الوحدات الإرشادية الزراعية لزراعة القمح (3428) فلاحاً.

وفي سياق متصل كشف مدير الزراعة عن استنبات غراس حراجية جديدة كالسّماق والبلوط والغار والزعرور والسنديان حيث تمّ زراعتها بنجاح ملحوظ في مركز نبع الفوار الحراجي بالقنيطرة، وتمّ اعتمادها بخطة إنتاج الغراس الحراجية. وبلغ إنتاج مركز نبع الفوار الحراجي مع المُدوّر من العام الماضي (605000 ) غرسة حراجية من السرو بأنواعه واللوغستروم والروبينا والعفص والكينا والدفلى والأزدرخت والصنوبر العمودي والفضي والثمري.

و بَيّن شرارة أن خطة المديرية لهذا الموسم تتضمن تحريج ثلاثين هكتاراً غرساً جديداً في الحديقة البيئية بمدينة البعث، إضافة للترقيع ببعض المواقع، مؤكداً تنفيذ الخطط الموضوعة في تنفيذ شق الطرق الحراجية ومواقع التحريج بواسطة آليات مشروع التشجير المثمر، لتسهيل وصول الصهاريج و المقطورات لسقاية الغراس الحراجية المزروعة، واستخدام هذه الطرقات كخطوط نار لمنع انتشار الحرائق في حال حدوثها وسهولة السيطرة عليها.

وذكر المدير أن مساحة مشتل نبع الفوار لإنتاج الغراس الحراجية تبلغ (35) دونماً، وطاقته الإنتاجية( 600) ألف غرسة حراجية سنوياً.

يُذكر أن مساحة التحريج الاصطناعي في محافظة القنيطرة تبلغ (2026) هكتاراً موزعة على نحو ثلاثين موقعاً حراجياً بما فيها حرم السدود وجوانب الطرقات، مضيفاً أنه بدأ موسم البيع منذ بداية شهر تشرين الثاني، ويستمر لنهاية أيار القادم بالأسعار المعتمدة من وزارة الزراعة التي حددت سعر الغرسة بكيس صغير (1000) ليرة، وبكيس متوسط الحجم (1200) ليرة، وبكيس كبير (1800) ليرة سورية، كما تقدم المديرية الغراس الحراجية مجاناً استناداً للقرار(1818) تاريخ :26/10/2022م للجامعات والمعاهد والمدارس والمشافي الحكومية والمعابد والمقابر بأكياس صغيرة بعد موافقة وزير الزراعة. وأشار شرارة أن جميع عمليات التوسع بزراعات الأشجار الحراجية والمثمرة، تتم بالأراضي التي تزرع بعلاً، ولا تغرس بالأراضي المروية. أما مساحة الحراج الطبيعية فهي (623) هكتاراً موزّعة على غابة جباتا الخشب وطرنجة وحضر (330 ) هكتاراً، وبريقة وبئر عجم (130)، والحلس( 130)، ومحمية جباثا الخشب ( 133) هكتاراً، وتضم أشجار السنديان والزعرور والوزال والبطم والأجاص البري والملّول.

أما الغراس المثمرة الجاهزة للبيع في مركز نبع الفوار المثمر، فهي تفاح مطعم(4500) غرسة، وأجاص مطعم (5756) غرسة، وكرز مطعم (13371) غرسة، ولوز مطعم(9232) غرسة، ودراق مطعم(2600) غرسة، وتين عقل (7588) غرسة، وجوز بذري(11685) غرسة، ومحلب بذري(2000) غرسة، ورمان(6000) غرسة، وزيتون بأكياس (1056) غرسة.

وبدأ بيع الغراس المثمرة بنسبة 80% للجمعيات الفلاحية، و20% للأفراد اعتباراً من بداية شهر كانون الأول بأسعار وزارة الزراعة المعتمدة.

واختتم شرارة حديثه موضحاً أن محافظة القنيطرة تضم خمسة مراكز زراعية في نبع الفوار( 524) دونماً، وأمهات أيوبا (220.7) دونماً، ومركز أمهات طرنجة (325) دونماً، ومركز التحرير (270) دونماً، ومركز صيدا ( 512) دونماً.

وفي مجال استصلاح الأراضي المحجرة بيّن مدير الزراعة أن المديرية قامت باستصلاح ( 36o) دونماً من الأراضي المحجرة وغير الصالحة للزراعة من أصل خطة الاستصلاح البالغة (500) دونم لهذا العام، وإدخال الأراضي المستصلحة في الخطة الزراعية للموسم المقبل، وتركزت عملية الاستصلاح في الريف الشمالي بالمحافظة في قرى حضر وجباتا الخشب وطرنجة وجبا وأوفانية وخان أرنبة والحميدية ونبع الفوار والحلس وعين النورية.

من جهته مدير فرع مشاريع استصلاح الأراضي وتطوير التشجير المثمر في محافظة القنيطرة المهندس عبد الحليم الصلخدي ذكر أن الفرع قام بتعزيل وتمشيط (789) دونماً من الأراضي المحجرة المنقوبة سابقاً، ونقب( 766 ) دونماً في الريف  الأوسط والجنوبي من المحافظة بقرى نبع الصخر والرفيد وسويسة وعين التينة وغدير البستان وكودنة ورويحينة وأبو غارة ومجدولية.

وأشار الصلخدي إلى أن تأخر إنجاز كامل خطة الاستصلاح يعود لنقص مادة المازوت، وقلة عدد سائقي البلدوزرات، وقِدم الآليات ما يؤدي إلى كثرة الأعطال والإصلاحات وعدم كفاية الاعتمادات المالية المخصصة لعمليات الاستصلاح .

وأكد شرارة ضرورة استثمار كل شبر يتمّ استصلاحه بالتوازي مع توفير مستلزمات عمليات اﻻستصلاح من آليات وسائقين ومحروقات وغيرها من عوامل نجاح الخطة وتنفبذها، لافتاً للتنسيق بين مديرية الزراعة واتحاد فلاحي القنيطرة والجمعيات الفلاحية، لتحديد الأراضي المستهدفة في خطة الاستصلاح من أجل الاستثمار الأمثل للآليات والوقت، وإنجاز خطة العمل بكاملها.

وذكر رئيس دائرة مشروع التشجير المثمر بمديرية الزراعة المهندس محمد البكر أن حصة كل قرية تتراوح بين خمسين ومئة دونم، تمّ تحديدها بالتعاون مع الجمعيات الفلاحية واتحاد فلاحي القنيطرة، لافتاً لأربع آليات استصلاح ثقيلة بمديرية الزراعة ومثلها بفرع الاستصلاح .

وأوضح البكر أن عمليات الاستصلاح تتضمن القشّ والتسوية ثمّ الفلاحة والنّقب، وأخيراً تعزيل الأرض من الأحجار والصخور .

يذكر أن أعمال استصلاح الاراضي المحجرة تقدم مجاناً للفلاحين في محافظة القنيطرة بمكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد بهدف تثبيتهم على أرضهم، واستثمارها بالشكل الأمثل.

أما فيما يتعلّق بتربية المواشي في محافظة القنيطرة، وما تستحقه من لقاح وتحصين ضد الأمراض، فإن نقص الأطباء البيطريين يقف عائقاً صعباً، فعدد الأطباء البيطريين بمديرية زراعة القنيطرة لا يتجاوز سبعة أطباء، منهم ثلاثة مكلفون بأعمال إدارية وأربعة في الوحدات الإرشادية الزراعية إضافة لخمسة عشر مراقباً بيطرياً، فهل يستطيع هؤلاء متابعة (195) ألف رأس من الأغنام، و(32) ألف رأس   من الأبقار، و(30) ألف رأس من الماعز،  و(313) رأساً من الخيول ناهيك عن المئات من المداجن الخاصة التي تحتاج طبيباً بيطرياً أو مهندسأً زراعياً اختصاصه إنتاج حيواني مقيماً للإشراف الصحي على الدواجن.

ولمربي الخيول العربية الأصيلة همومهم ومعاناتهم من قلة الأعلاف المخصصة للخيول العربية الأصيلة، ناهيك عن عدم توفرها آحياناً لدى فرع الأعلاف، إضافة لافتقار المحافظة لمركز رعاية صحية بيطرية للخيول العربية الأصيلة، مما يكبّد المربين أعباء مالية من أجل نقل الخيول العربية للمعالجة أو التلقيح إلى محافظة درعا أو ريف دمشق أو استقدام أطباء بيطريين لمعالجة الخيول العربية الأصيلة إلى أرض المحافظة. وطالبوا مكتب الخيول بوزارة الزراعة بتوفير جواد أصيل، لتلقيح الأصائل، والاستغناء عن نقل الخيول خارج أرض المحافظة لهذه الغاية.