مع تغيب وتجاهل الجهات المعنية.. مجالس أولياء الأمور ستبقى حبراً على ورق!
لا يخفى على أحد تأثير الظروف الاقتصادية الصعبة، وكثرة الهموم والمشكلات الأسرية، في تغييب لغة الحوار بين الأهل والمدرسة، ولا سيما أن المعلم بالأساس مواطن يتأثر بالحياة المعيشية الصعبة؛ ما يخلق حالات توتر بين جميع الأطراف المعنية، إذ يجمع معنيون بالشأن التربوي على ضرورة إعادة تفعيل مجالس أولياء الأمور، والتأكيد على الدور التكاملي بين الطرفين، مشيرين إلى أن ضعف المشاركة الفعالة في العملية التربوية، وغياب آليات عمل تحدّد أشكال التعاون الإيجابي، أصبح السمة الغالبة في مدارسنا، إذ تقتصر العلاقة بين الأسرة والمدرسة على متابعات فردية.
ويعزو مختصون هذه الأسباب إلى عدم اكتراث معظم المؤسسات التربوية الرسمية بأهمية هذا التعاون، إضافة إلى تدني الوعي الأسري الذي يشكّل تحدياً كبيراً أمام تحقيق شراكة مستقبلية جادة ومثمرة بين الأسرة والمدرسة.
ومع متابعتنا لهذا الواقع، نجد الاهتمام لدى بعض إدارات المدارس بتحقيق التواصل الفعلي بين الأسرة والمدرسة من خلال المواظبة على عقد مجالس الأمور، إذ تدأب تلك الإدارات على توطيد وإشراك الأسرة في إكمال الرسالة التربوية وبحث وحلّ إشكاليات تتعلق بالطلاب والمدرّسين في أغلب الأحيان.
جدية واهتمام
ومن خلال حضورنا لمجلس أولياء في مدرسة بريف دمشق لمسنا جدية واهتماماً كبيرين من إدارة المدرسة في الاستماع لملاحظات الأهالي واستفساراتهم، بحضور الطاقم الإداري والتدريسي ووضع الأمور بمسمياتها من أجل استمرار التشاركية بين المدرسة والأسرة، والأخذ بكافة المقترحات التي تصبّ في بوتقة تطوير وتحسين العمليتين التربوية والتعليمية.
ورغم هذه الجدية والمجلس التفاعلي إلا أن هذا التفاعل كان ينقصه حضور ممثلي “النقابات والمنظمات والموجهين المشرفين”، وذلك وفق المادة 102 من النظام الداخلي للمدارس، والتي تنصّ على ضرورة حضورهم، إذ استغرب الأهالي هذا الغياب، ولاسيما أن هناك قضايا طُرحت تحتاج لمعالجة تفوق صلاحية المدرسة.
تجاهل ومصالح!
ويعتبر مختصون أن المجالس ستبقى حبراً على ورق طالما هناك عدم تطبيق لمواد “النظام الداخلي”، إضافة إلى تجاهل الجهات المعنية لمجالس الأولياء، في وقت نراها تشارك في أنشطة واحتفالات وتكريمات وتتصدّر الصور “الفيسبوكية”، من دون معرفة مدى مصداقية بعض هذه الأنشطة، وخاصة التكريم وفق مصالح شخصية، حسب تأكيدات مديري مدارس.
وزارة التربية اكتفت بإصدار تعميم على جميع مديرياتها بخصوص تفعيل مجالس أولياء الأمور في المدارس العامة والخاصة، بهدف تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية بين المدرسة والأسرة والمجتمع، ومساعدة المدرسة في أداء رسالتها ودعم دورها في تنمية المجتمع.
دعامة قوية
مدير التعليم في وزارة التربية، عماد هزيم، أكد أهمية انعقاد مجالس أولياء الأمور في تعزيز التشاركية وفتح قنوات تواصل حقيقية بين الأسرة والمدرسة، معتبراً أن الوزارة تتابع وتشدّد في كل عام على ضرورة مجالس أولياء الأمور بحضور كافة المعنيين في المجمعات التربوية وخاصة ممثلي المنظمات.
ولفت هزيم إلى أن التعاون بين المدرسة والبيت دعامة قوية من دعائم التربية الحديثة، ويتمّ ذلك من خلال مجلس الأولياء، والوقوف على مختلف أوجه النشاط فيها، والمشاركة في بحث القضايا التي تساعد المدرسة على تحقيق رسالتها التربوية.
علي حسون