طرطوس.. شح المحروقات يهدد الصناعة بالتوقف
“البعث الأسبوعية“ ــ محمد محمود
رغم التطمينات التي كان قدمها، في وقت سابق، عضو المكتب التنفيذي لمحافظة طرطوس، جورج حنا، عبر منصة البعث بالقول أن طرطوس أقل المحافظات تأثرا بنقص توريدات المازوت، إلا أن عدداً من صناعيي المحافظة وأصحاب الفعاليات الاقتصادية أبدوا استياءهم من شح المحروقات وصعوبة العمل والإنتاج، وعبروا عن خشيتهم من توقف العمل نتيجة قلة الكميات المخصصة لمنشآتهم، محذرين من تفاقم الوضع في حالة بقائه كما هو، وعدم إيجاد حلول عملية لاستمرار العمل.
مهددون بالتوقف
ففي قطاع الصناعة الدوائية، على سبيل المثال، أكد جابر محمد، المدير الإداري لمنشأة دوائية في منطقة سرستان، لـ “البعث الأسبوعية”، أن ما تم توفيره مؤخرا من مادة المازوت لمنشأته هو 35% من احتياجاتها وهي كمية غير كافية. فمن أصل 37300 ليتر مازوت حددت من قبل اللجان حصلنا على 13000 ليتر في الفترة الحالية، حيث تم احتساب ليتر المازوت من شركة الـ “بي. اس” بسعر 5600 ليرة مع أجور النقل، علما أننا لم نحصل في أي من المرات السابقة على الكميات المحددة.! وأضاف محمد بأن قطاع الصناعة الدوائية يعيش معاناة كبيرة، والصناعة في طرطوس مظلومة، واليوم لدينا أربعة أو خمسة خطوط لا تعمل جميعها بسبب نقص المحروقات، لذا نعمل فقط ما نضطر إليه، وبتنا نخشى التوقف، ولدينا 300 عائلة تعمل في المنشأة، ومع كل أزمة محروقات تصبح هذه العائلات مهددة بالتوقف عن العمل، فتكلفة الاستيراد والتصنيع كبيرة، ونحن لا نستطيع رفع الأسعار دون التنسيق مع مديرية الصحة، مهما اختلفت ظروف الإنتاج، بخلاف باقي الصناعيين، علما أنه ونتيجة سوء الأوضاع تم إيقاف بعض الأصناف الدوائية بعد إعلام وزارة الصحة، ونحاول العمل بكل الجهود المتوفرة. وطالب محمد بأن تكون القرارات قريبة من الواقع، وتنتج حلولا سريعة فالوضع مأساوي ويحتاج لمعالجة فورية.
“ولا.. نقطة”!
من جهته، وصف زياد عقباتي، وهو صاحب منشأة صناعية في قطاع صناعة الأعلاف، الوضع في منشأته بعبارة “دمار شامل”، وبين أن الكميات المقدرة لمعمله هي 10600 ليتر.. كنا نحصل سابقا على 3300 ليتر منها، أي حوالي ثلث الكمية المقدرة. لكننا في ظل الظروف الحالية لم نحصل على أي نقطة، علما أننا اليوم نحتاج لما قيمته مليون و200 ألف ليرة من مادة المازوت لتشغيل المعمل، واليوم نشتري الليتر بـ 7000 آلاف ليرة تقريبا، والكميات المنتجة من الأعلاف أصبحت قليلة جدا ونضطر لتوزيعها لجهات محددة، فنحن منتجون أيضا للدواجن، ولا نستطيع تأمين احتياجاتنا. وأضاف عقباتي: نحن، كمنشآت تتعامل مع الأحياء، لا نستطيع التوقف، لأن التوقف يعني موت الدواجن، والمطلوب اليوم العمل على إيجاد حلول عملية، وبحث الاحتياجات الفعلية لكل منشأة وصناعي.
الحلقة الأضعف
ورغم أن المنطقة الصناعية في طرطوس تبدو أقل تأثرا بواقع نقص المحروقات نتيجة تزويدها بالتيار الكهربائي، بين منذر رمضان، عضو مجلس اتحاد الحرفيين، أن هناك بعض المهن في المنطقة الصناعية تحتاج للمازوت والمحروقات في عملها، إضافة إلى أن موعد القطع الكهربائي في المنطقة الصناعية يبدأ مساء الخميس الساعة السادسة حتى صباح الأحد، فبعض الحرف والفعاليات يستخدم المولدات لتشغيل آلاته، وهذه الفعاليات لا تستطيع اللجوء للسوق السوداء لتأمين ما تريده، بحسب القرار الوزاري الذي ربط توفير المادة بجهة خاصة، لكن هل سيتم توفيرها فعلا لكل صناعي بحسب ما يريد؟ وفي حال عدم توفرها، هل نوقف عجلة الإنتاج؟ مضيفا أن المطلوب اليوم إيجاد حلول متناسبة مع الواقع، وعدم وضع قرارات مبهمة أو غير واقعية، والسؤال مجددا: هل ستتوفر الكمية بالكامل للصناعي وفق الحاجة؟ وهل ستؤثر على سعر المنتج؟ فالصناعي، أو صاحب المنشأة، لم يفتح ليخسر، ومن سيدفع كل هذه الفروقات هو المواطن، وهو الحلقة الأضعف.. وهذا النقص نخشى أن يؤثر قريبا على كل مناحي الحياة.
حسب المتوفر
في المقابل، بين مدير صناعة طرطوس، عمار علي، أن تقديرات حاجة المازوت الصناعي للصناعيين والفعاليات الاقتصادية تتم بحسب لجان من مديرية الصناعة وفرع محروقات طرطوس تقوم بتحديد احتياجات الصناعيين المطلوبة، حيث يتم توزيع المادة للجميع حسب المتوفر منها، وتكون الأولوية للمعامل الدوائية أولا، ثم المنشآت الغذائية، ثم باقي الحرف من بلوك ونجارة.. وغيرها. وأكد علي أنه رغم الأزمة الحاصلة لا يوجد منشآت توقفت بالكامل ونحاول تقديم الدعم ما أمكن.