رياضةصحيفة البعث

الجزيرة خسر وأجاد.. وعلى الفتوة مراجعة حساباته

ناصر النجار

أنهى فريق الجزيرة مبارياته في دمشق باللقاء مع فريق الفتوة أمس وعاد إلى دياره بفترة التوقف هذه وسيعود مرة أخرى حين استئناف الدوري، وقد أوفى في فترة التوقف هذه ما عليه من ديون من مباريات مؤجلة، وكسب مباراتين من المراحل اللاحقة فلعبهما في غضون الأسبوع الذي مضى، وبات أول فريق يلعب ثماني مباريات وبقي لديه ثلاث مباريات لينهي مرحلة الذهاب، سيلعبها مع أهلي حلب وتشرين والكرامة.

المحصلة العامة لفريق الجزيرة لم تكن سارة، حيث تعرّض لثماني خسارات متتالية دون أن يتمكّن من الحصول على نقطة واحدة، بل إنه انتظر سبع مراحل ليرى هدفه الأول بالدوري على المجد من ركلة جزاء وبالأمس سجل هدفاً ثانياً.

كل المباريات التي لعبها فريق الجزيرة كانت خساراته فيها ضئيلة، بل كان منافساً في الكثير من المباريات لفرق الصدارة وعنيداً ولم يخسر إلا بصعوبة معها، فخسر مع المتصدّر الوثبة بهدف وخسر مع الجيش بهدف جاء آخر الوقت بالدقيقة 95، وأمس خسر أمام الفتوة بفارق هدف ولم يحقق الفتوة الفوز إلا بالدقائق الأخيرة من ركلة جزاء أثارت جدلاً واسعاً.

ما يعنينا من الحديث أن الجزيرة يلعب خارج أرضه وبعيداً عن جمهوره وانسحب من الدوري وعاد لضعف الموارد والإمكانيات، وليس في صفوفه أي لاعب محترف محلي أو عربي أو أجنبي، ومع ذلك استطاع أن يظهر بشكل جيد وألا يكون لقمة سائغة لغيره من الفرق.

بالمقابل فإن فريق الفتوة الذي ينام في أفخم الفنادق ولديه عشرة لاعبين في المنتخبين الأول والأولمبي وكلفته المالية تجاوزت الملياري ليرة لم يستطع النيل من ضيفه بسهولة، ولولا الجزاء القاتلة لتعثر الفريق بتعادل قد يقلب الموازين داخل النادي.

ما نريد تأكيده أن المال ضروري لقيادة كرة القدم وتنميتها وتحقيق الأهداف المعلنة من ممارستها، لكن كرة القدم تحتاج إلى العقل والخبرة أيضاً، وإذا اجتمعا مع المال صنعا المعجزات.

حتى الآن فإن الطريق الذي يسير عليه فريق الفتوة ليس طريق بطولات وفوزه في مبارياته بشق الأنفس لا يتوازى مع حجم الدعم والصرف والإنفاق على الفريق، يقال دوماً النقاط الثلاث هي الأهم، وهذه مقولة خاطئة بكرة القدم ولا تنطبق على فرق الكبار المطلوب منها الأداء إلى جانب النتيجة. القائمون على كرة الفتوة عليهم أن يراجعوا أسلوبهم مع الفريق وخطة العمل قبل فوات الأوان، فالمستوى الذي يقدمه الفتوة لا يؤهله ليحمل بطولة هذا الموسم ولو أنفق ضعف ما أنفق!!.