في رياضتنا.. إدارات مضطربة وقرارات سريعة وارتجالية
ناصر النجار
من المؤكد أن رياضتنا لا تسير بشكل مستقيم والأمواج تضربها من كلّ جانب، وبالكاد نرى إدارة مستقرة أو لا يعلوها الضجيج. وبالأمس القريب اعترض بعض أعضاء إدارة نادي الفتوة على قرار رئيس النادي بإقالة مدرّب الفريق ضرار رداوي، دون مراجعة أعضاء الإدارة والتشاور معهم، ما حدا بأحد الأعضاء إلى تقديم استقالة فورية حتى تمّ إلغاء قرار الإقالة وإعادة الردواي مرة أخرى إلى منصبه.
المشكلة لم تكن دفاعاً عن الرداوي بقدر الدفاع عن قدسية القرار وصيانة حقوق الأعضاء، فأعضاء الإدارة ليسوا أحجار شطرنج في مثل هذه المسائل المهمّة.
وإذا انتقلنا إلى اتحاد كرة القدم نجد أن عضو الاتحاد عبيد خليل قدّم استقالته من الاتحاد لأسباب عديدة، منها عدم احترام المعنيين بالتعاطي مع مشكلته، فالقضية ليست بالموافقة على تخصيص غرفة لعضو الاتحاد في فنادقه المنتشرة بكل مكان أو عدم الموافقة، إنما المشكلة بكيفية التعاطي معها. من حيث المنطق فإن القانون لا يمنح الأعضاء غير المقيمين أماكن للإقامة بدمشق، لكن من ناحية أخرى يمكن التعاطي مع هذه المشكلة بطريقة أخرى مع تقدير الظروف التي يعيش بها العضو القادم من الحسكة. بكلّ الأحوال إذا أجرينا مقارنة مع الاتحادات القريبة منا نجد أنها تخصّص أماكن إقامة لمثل هذه الحالات، وكل الاتحادات تملك فنادق خاصة بها، وما دام عضو الاتحاد يعمل لمصلحة كرة القدم فلا بد من توفير أدنى احتياجاته، وكما سبق وقلنا إن كرة القدم المجانية لا يمكن أن تعطي شيئاً، واتحاد كرة القدم يعمل بالمجان وأعضاء اللجان العليا تعمل بالمجان، فكيف ستتقدم كرة القدم؟ وكيف سيضحي القائمون على كرة القدم بمصالحهم ومعيشتهم من أجل كرة القدم.
كلّ الناس تعرف أن كرة القدم لعبة جماعية محترفة، ومن المفترض أن يكون القائمون عليها محترفين بكل معنى الكلمة، فلا شيء اسمه نصف احتراف ونصف هواية.
الاضطراب لا يقتصر على هاتين الحالتين، فالكثير من الأخبار تردنا عن أوضاع غير صحية في الأندية، ومنها أن مدرّب الوحدة لكرة القدم لم يقبض رواتبه منذ أربعة أشهر، ومنها أن محترفي نادي الاتحاد بكرة القدم غادرا إلى بلادهما من غير رجعة بسبب عدم دفع مستحقاتهما المالية، وهذا يعني أن نادي الاتحاد أمام مشكلة مع الفيفا في القريب، فهل هذه الأوضاع تدلّ على وضع سليم في رياضتنا؟!.