أوضاع الأندية مالياً ترسم الكثير من إشارات الاستفهام..؟
ناصر النجار
جاءت فترة توقف الدوري الكروي الطويل لترخي ظلالاً سوداء على الكثير من الأندية التي عانت منه مالياً بعد أن توقفت الإيرادات التي تحصل عليها جراء استمرار النشاط كريوع المباريات (مثلاً)، وهي في الوقت ذاته ملزمة بدفع نفقات الشهر من رواتب وأجور وغير ذلك من نفقات ثابتة لا تتغيّر مهما كانت الأحوال، كنفقات الكهرباء والهاتف والمياه والضيافة والرفاهية وما في حكمها.
هذا الأمر أعجز أنديتنا الكبيرة، كأهلي حلب والوحدة على سبيل المثال وهما الناديان اللذان يملكان أكبر مساحة استثمارية، وهذا الأمر يدعو بالفعل للاستغراب حول عدم قدرة الناديين على تأمين النفقات المطلوبة ليستمر النشاط الرياضي دون منغصات، بل إن البعض يصف ميزان الحسابات بأنه خاسر لأن الوارد من الاستثمارات لا يغطي النفقات، وهذا الأمر يرفع الكثير من إشارات الاستفهام العريضة.
نحن هنا لا نشكّك بأحد، ولا نرمي سهام الاتهام نحو أحد، إنما الملاحظ أن هناك خللاً غير طبيعي يجب أن يُعرف أين هو لتتمّ معالجته، فهل الخلل في الاستثمار؟ أم إن النفقات غير مدروسة ولا تتناسب مع حجم الواردات؟.
هذا الأمر يقودنا إلى سوء الإدارة، فالإدارة الناجحة هي إدارة غير خاسرة مالياً، ولنتصوّر أي شركة تجارية خاسرة فإنها ستغلق أبوابها وستسرّح من يقود العمل فيها، وهذا ما يجب أن يجري في أنديتنا، فكل إدارة تنهي موسمها بالخسارة يجب أن تحاسب على هذه الخسارة وأن يُنهى عملها.
والمفترض في العمل الرياضي أن نكون رابحين، والخسارة تأتي من سوء التقدير وربما من ضعف الخبرة أو فساد النفوس، وإذا كانت ميزانية نادٍ ما خمسمئة مليون ليرة فالمفترض أن توزع هذه الميزانية على كامل الموسم وكل الفرق والنشاطات، أما أن توقع إدارة النادي عقوداً بمليار ليرة ولا تملك النصف منها فهذا هو الخلل بعينه، وهنا نجد ضعف العمل وسوء الخبرة والحال.
ما يجري في أنديتنا أن حساباتها غير منضبطة وغير متوازنة، ورغم أن كلّ الإدارات تملك محاسبين ماليين مختصين إنما هم كالمأمورين بالتدوين فقط وهم غير استشاريين، وهذا خطأ كبير، فلا يكفي أن تعيّن محاسباً تجارياً ليصحّح أخطاء المعاملات المالية، بل مهمته يجب أن تكون استشارية لينبّه الإدارة أين تسير، وليشعرها بكل الخطوات الخاطئة التي تسير بالنادي نحو الهاوية.
أنديتنا لا يمكن أن تُصحّح أوضاعها إن لم يكن لها مستشارين ماليين يرشدونها نحو الطريق الصحيح ويبعدونها عن الخطأ والشبهات، وهذه الخطوة الأولى في تصحيح أوضاع أنديتنا.