فكر مبدع وتدبُّر مُسبق!
غسان فطوم
لا شيء يبقى على حاله، هذه قاعدة، بل قانون في الحياة، فبقاء الحال من المحال، وبذلك يكون التغيير هو الشيء الثابت والمستمر في كلّ زمان ومكان.
لو أسقطنا هذا “القانون” على واقعنا كسوريين، هناك الكثير مما ما يبشّر بالخير ونحن على أبواب عام جديد، ولكن ما يُحزن أن الكثير من التغييرات التي حصلت وتحصل على كلّ المستويات، غالباً بعضها لا يكون مبنياً على أسس ومعايير صحيحة، بما فيها بعض القرارات التي أضرّت أكثر مما نفعت، والدليل أن القيمة المضافة والفارق الإيجابي الذي كنّا ننتظره لا يحدث، لنصاب بعد حين بخيبة أمل تجعلنا نترحم على ما سبق!
السؤال هنا: لماذا نجترّ أساليب وحلولاً عرجاء ونبدل طرابيش إدارات أثبتت، بما لا يدع مجالاً للشك، أنها غير أهل لتكون في مواقعها؟ وهل نحن غير مستعدين للتغيير، ولا نملك أدواته أو مفاتيحه؟
يبدو أننا بحاجة لدورات تدريبية وتطويرية لنشر ثقافة التغيير الإيجابي وجودة الأداء، فالتغيير دون قيمة مضافة لا جدوى ولا فائدة تُرجى منه. والمواطن الصابر على العتمة والبرد وزحمة المواصلات، والمكتوي بنار الأسعار، وغيرها من فصول المعاناة، يمنّي النفس بأن يكون العام القادم أفضل، خاصة وأن المسؤولين على اختلاف مواقعهم وعدوا بانفراج الحال إلى الأحسن، ولكن أي وعود هذه إن كان كلام الليل يمحوه النهار، وما أكثر الشواهد على ذلك؟!.
المواطنُ يريد وينتظر تغييراً ملموساً قائماً على فكر مبدع وتدبُّر مُسبق ومحسوب من أجل تحسين الواقع على الصعد كافة، عبر إجراء عمليات التغيير للمفاصل الإدارية والتطوير لكلّ آليات العمل في مؤسساتنا بشكل حقيقي وفعّال. وبالتأكيد أن ذلك لا يحدث إلا بالبحث المستمر والدؤوب عن كلّ الفرص المتاحة، بل العمل على صناعتها لتكون الرافعة الحقيقية للتغيير المنشود، الذي لم يعد حاجة كمالية، بل بات أمراً ملحاً وضرورياً، فمن دونه ستستمر الفجوة أو حالة عدم الثقة بين المواطن والمسؤول.
بالمختصر، يبقى الأمل بأن يستهلّ المعنيون العام القادم بحماس مدعوم بالعمل الجديّ من أجل واقع أفضل، وخاصة الخدمي والمعيشي، فالتغيير الإيجابي عندما يلبي حاجة ومتطلبات المواطن والبلد، هو بكل تأكيد ضمانة للبقاء والتطور، ويشكّل جبهة قوية لمواجهة التحديات.