أمنيات ثقافية مشتركة مع قدوم العام الجديد
جمان بركات
يحلو في بداية كلّ عام أن نسأل من نحبهم ونهتمّ لأمرهم عن أمنياتهم بالعام الجديد، ونتبادل أمنيات الخير لبعضنا البعض، وأن ينجح كلّ منا في اختصاصه ويتميز ويرتقي به لمصاف عالية لنفخر به، ونتمنى له المزيد، ولا يفوتنا أن هناك أماني مشتركة بالخير والأمن والسلام والرزق الوفير لنا جميعاً في هذا الوطن، وهذه الظروف الصعبة، لذلك توجّهت “البعث” لذوي اختصاصات مختلفة لنسألهم عن أمنياتهم بقدوم العام الجديد 2023.
قناة للأطفال
بدأ الفنان رامز حاج حسين أمنيته بالقول: كلنا نتمنى أن يكون العام الذي يأتي أفضل من سابقه، وأن ينعم هذا الوطن الجميل بما يليق به من أمان وسلام. وباختصاصي الذي أحبه (ثقافة الطفل)، أتمنى أن يكون عاماً مليئاً بالمنح الجميلة لأطفال سورية وسادتها الصغار، وأن تحظى ثقافة الطفل السوري بأولويات اهتمام رعاتها والدعم الكبير لكل المواهب التي تذخر بها البلد لتقوم لهم قائمة حميدة في مجال الإبداع وتحقيق المشاريع الطفولية المهمة على هذا الصعيد، وأن يكون لنا قناة سورية خاصة بالأطفال تحمل هويتنا المحلية لمصاف المحطات العالمية، وأن تذخر مكتباتنا بالمنتج السوري الخالص الخاص بأطفالنا، كل عام والطفلة والطفل السوري بألف خير وسلام.
خبرات مضافة
بدورها، قالت سلام الفاضل مديرة المكتب الصحفي للهيئة العامة السورية للكتاب: لا أستطيع الإنكار بأن النهايات دائماً تعني لي بدايات في أماكن أخرى، وهذه هي القاعدة التي اتبعها مع نهايات العام وبداية السنة الجديدة، فعادتي التي درجت عليها في هذا الصدد هي أن أحمل من سنتي القديمة كل جميل، وألا أغفل الدروس التي علّمتني إياها، لكي أنقلها معي كخبرات تتراكم إلى السنة اللاحقة، وأن أضع جانباً أي ذكرى سلبية عن هذا العام لكي أعمل على ولوج العام الجديد بنَفَس قوي وصدر رحب، والآن وفي هذه الآونة التي يستعد فيها الجميع لاستقبال العام الجديد أستعد معهم وكلي أمل، وحالي في هذا الشأن كحال الجميع، أن يعمّ الخير وطننا الحبيب، ليعود نضراً وبهياً وخيّراً كما ألفناه دائماً، كما أنني لا أغفل في هذا الصدد أمي التي أرجو لها دوام الصحة والعافية، وأصدقائي وأسرتي الذين أتمنى لهم أن يحققوا أمانيهم، ونفسي التي أرجو لها دائماً القوة والتطور والتعلّم، فتوالي الأعوام ليس أرقاماً تضاف فقط إلى مفكرة الأيام، بل هي خبرات ينبغي أن نكتسب منها وأن نضيف إليها ليغدو لحياتنا معنى.
أمنيات مكررة
الشاعر والصحفي سامر الشغري، قال: أمنياتنا مع رأس السنة أصبحت تتكرر كل عام منذ عقد من الزمن، وصرنا نتأمل أن يحمل العام القادم خلاصنا ولكن دون جدوى، لذلك سأقدم أمنياتي لسنة 2023 أن تتحقق تلك الأماني السابقة والتي ظلت عالقة في أعتاب نهاية كل عام. ولكن سأزيد عليها بأن يغيب المتنبئون والمنجمون وترهاتهم التي يطلقونها قبيل نهاية كل عام من شاشاتنا ومن عقولنا أيضاً، وأتمنى أيضاً كصحفي أن يعود إعلامنا هو المفضل عند مواطننا، حيث كنا نتسمّر على شاشة التلفزيون مع نهاية كل عام، وأن تعود الدراما بنت الشارع السوري ومعبرة عن حقيقتنا.
أتمنى أن تتوقف موجات الغلاء المتتالية وأن تثبت الأسعار حتى نستطيع على الأقل أن نبرمج حياتنا وبرامجنا عليها، وحتى نستطيع أن نعود للكتاب وللثقافة التي صارت ترفاً، ويعود مثلاً معرض الكتاب الأكثر مبيعاً في المنطقة كما كان قبل الحرب.
أتمنى محاسبة ومحاكمة كل من تورّط وتسبب في سفك الدماء والنهب في بلدي، وأن تعود سورية كما كانت بحق أجمل وأروع بلد بحق، وأن يعود للسوريين وعيهم وتراثهم الأخلاقي.
أتمنى لو أحقق بعض أحلامي في طباعة الكتب التي عندي، والتي أحرقت مخطوطاتها عصابات الإرهاب.
أتمنى أخيراً أن يعود الحب إلى وطني وإلى قلبي، فإذا لم يعد لربوع هذه الأرض ببحرها وجبلها وسهلها وواديها فلن يعود أبداً ليعرش في قلبي فينبض بالحياة.
إبداع ثقافي وفني
وقالت الإعلامية والكاتبة ميس العاني: أتمنى في نهاية العام أن ينتهي الحصار الاقتصادي على سورية وتخرج منه منتصرة كما انتصرت في حربها على الأرض، وأن يعمّ الأمن والسلام والازدهار وتعود لأرض الحضارة أمجادها ورونقها. وأتمنى أن يشهد العام القادم انفراجات نشعر بها جميعاً وتؤدي لتغيير إيجابي في حياتنا ينعكس على حالة الإبداع الثقافي والفني.
وأتمنى على المستوى الشخصي أن تصدر روايتي الثانية في العام القادم والمجموعة القصصية الجديدة الموجهة للأطفال الخاصة بتعليم اللغة العربية، وأن أحقق الشهرة التي أطمح إليها في مجال الأدب والكتابة، وأن أشاهد أطفالي بصحة جيدة وتفوق دائم.
أمنية العام القادم
إن أهم ما يصبو إليه الأديب محمد خالد الخضر ويتمناه هو أن يعود إلى بيته في محافظة إدلب، وتابع: وأعيد ترتيب مكتبتي التي أحرقها الإرهابيون بعد حضوري إلى دمشق إثر تحريري من الخطف وعودة كافة الأراضي السورية إلى الوطن.
أما على الصعيد الثقافي فأتمنى أن تعود الثقافة كما كانت عليه قبل الحرب وعدم تسرب أشباه الكتّاب والمواهب إلى المنابر والمؤسسات الثقافية ومنحهم ما لا يستحقون وعدم حصولهم على استحقاق إعلامي أيضاً، لأن هناك قدرات ثقافية هائلة أهملت بسبب تمكن هؤلاء من العوم على سطح المشهد الثقافي ودعمهم ممن لا يعرفون قيمة الثقافة ودورها في الحفاظ على شخصية الوطن وقوتها.
وأتمنى عدم السماح للتجمعات الخاصة غير المرخصة من أخذ دور غيرها وتسليط الضوء على ما ترغب بها، علماً أنها تسعى لفوائد مادية وغير ذلك مما لا يجدي ثقافياً ولا وطنياً، ولاسيما أنها تلمّع أسماء هزيلة تحت طائلة تسميات وتجمعات وروابط دون أن تلمّ أي ترخيص ولا ينتبه القائمون على المسؤوليات الثقافية إلى مبتغاهم.
كما أتمنى أن ينتبه شبابنا إلى خطورة المنظومات الإلكترونية ما لم تستخدم بشكل صحيح رغم امتلاكهم القدرة على التطور والتقدم، وأتمنى أن أنهي في مطلع العام القادم الجزء الثاني من روايتي “ربيع الذئاب” وكتابي النقدي عن نزار قباني وديواني الشعري “أصابع الموت”. وأكثر ما أتمنى أن ينتهي الفساد من الوسط الثقافي ونقل الكلام والكيد والمصالح الفارغة ونمو المحبة والوفاء والتماسك وهذا قوة وطنية.
تطلعات جديدة
وعن أمنياتها، قالت الصحفية لمى بدران: ونحن في طريقنا نحو العام الجديد لا بدّ أن تولد لدينا تطلعات جديدة، وأن تكبر أحلامنا الصغيرة التي ذاقت مرارة الوجود وتحمّلت وستتحمل الضغوط.
وبصفتي قبل كل شيء إنسانة تعيش على بقعة جغرافية تآمر الكون نحوها وعليها عقوبات كبيرة تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الطاقات الشابة أقول إني أقاوم لأبقى على قيد الأمل والعمل، آملة أن تهنأ أوطاننا بالسلام وأن يحمل العام القادم إلينا كل الخير والأمان.
أما بصفتي صحفية وكاتبة وعلى صعيد شخصي فأتطلع في العام القادم للاستمرار في كل ما أقدّم، وسأسعى هذا العام إلى التركيز على صحافة الأطفال، وأقول أطفال سورية هم المستقبل الذي يجب أن نعتني به قبل أي شيء آخر. كما أن هناك أحلاماً كبيرة قيد الكتمان والانتظار لا أدري إن كانت ستحقق العام القادم أو بعده، ولكن دائماً وفي كل عام أنتظر الأفضل.