اقتصادصحيفة البعث

أزمة المحروقات تكشف ضعف فعالية إجراءات استمرارية أعمال قطاع الاتصالات

دمشق – رامي سلوم:
كشفت أزمة المحروقات الحالية ضعف نجاعة إجراءات الجهات المعنية باستمرارية عمل قطاع الاتصالات، حيث خرجت نسبة كبيرة من المقاسم عن الخدمة، وتوقفت خدمات الاتصالات الخلوية عبر المشغلين في العديد من المناطق، ما ألحق أضراراً كبيرةً بالمشتركين، وتوقفاً للأعمال.
وخلافاً للتصريحات المعلنة، علمت “البعث” أن بعض المقاسم متوقّفة منذ نحو 15 يوماً وذلك حتى تاريخ يوم الخميس الماضي، على الرغم من إعلان الهيئة الناظمة للاتصالات عن تعزيز العديد من تجهيزات شركات الاتصالات بالأدوات الضرورية منذ نهاية شهر تشرين الأول الماضي، والتي لم يتم إفادتنا بإجاباتٍ حول ما تشكله التجهيزات الجديدة التي تم الإعلان عنها من نسب فعلية من حجم التجهيزات الإجمالي، ومدى فاعليتها في استمرارية الخدمات.
إنّ ضعف جودة خدمات الاتصالات أبرز العديد من التساؤلات خاصةً بعد رفع أسعار خدمات الاتصالات بنحو 50% شهر حزيران الماضي، لتحسين واقع الاتصالات وفقاً لبيانٍ صادر عن الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد وقتها،
واللافت أيضا هو انقطاع الخدمات عن بعض المناطق بمجرّد بدء عملية التقنين، وعملها في وقت وصل التيار الكهربائي، ما يشير إلى عدم فاعلية البطاريات أو الأدوات الأخرى التي يفترض توافرها لتجاوز معوقات الطاقة، والتي تحرم المشتركين من الخدمة مع استمرار تحصيل رسومها بشكل طبيعي، بالتزامن مع زيادة ساعات التقنين الكهربائي.
وأكد مصدر في “الاتصالات” صعوبة الواقع الحالي، مشيراً إلى فواتير ضخمة للغاية تترتب على الشركة والمشغلين لتأمين مصادر الطاقة، غير أن واقع الخدمة لا يزال في المستوى الأدنى.

ولفت، إلى أن جهوداً جبارة تبذل في هذا المجال، غير أن واقع ما يسمى باستمرارية الأعمال يحتل أهمية استراتيجية في قطاع الاتصالات، وبشكل خاص استمرارية التواصل للمستخدمين وتمكينهم من طلب الخدمات الأساسية مثل الإسعاف والشرطة والإطفاء أو الاتصال بطبيب وطلب المساعدة في حال الضرورة، الأمر الذي لم يتحقق مع تزامن انقطاع الاتصالات الأرضية في العديد من المناطق إضافةً للاتصالات الخليوية أيضاً.
واعترفت الهيئة في بيان سابق خلال إعلانها عن زيادة أسعار الخدمات، أن خدمات الاتصالات والإنترنت في سورية تعاني من تراجع في جودتها، مشيرةً إلى أن بعض المناطق تشهد غياباً شبه كلّي لهذه الخدمات، لا سيما في الأرياف والمناطق الحدودية والبعيدة نسبياً عن مراكز المدن… الأمر الذي لم يختلف كثيراً بعد تطبيق الزيادة منذ نحو ستة أشهر!

وقد وسعت شركة “سيريتيل” من استثمارها للطاقة البديلة ليصبح لديها 144 محطة جديدة مزودة بالطاقة الشمسية، و 305 محطات جديدة مزودة ببطاريات ليثيوم، فيما ستعمل شركة “MTN ” على رفد 400 محطة بالطاقة الشمسية مع نهاية عام 2022 و استقدام بطاريات ليثيوم مطلع 2023.

يُشار إلى أن ساعات تشغيل محركات الديزل قد وصلت في عدد كبير من المراكز لحوالي 18 ساعة يومياً، إضافةً إلى تأمين مستلزمات الطاقة الشمسية من ألواح ومدخرات لضمان توفر الطاقة البديلة.