صحيفة البعثمحليات

لا تفشي وبائي للكوليرا.. والصحة تطلق بروتوكول علاجي؟!

دمشق _ حياه عيسى

أكد عضو الفريق الاستشاري للتصدي للأوبئة في وزارة الصحة الدكتور عصام انجق أن الوضع الوبائي في سورية بالنسبة للكوليرا مازال تحت السيطرة التامة ولا يوجد هناك تفشي وبائي، مشيراً إلى ظهور بعض حالات الكوليرا في مناطق شرق الفرات خلال نهاية شهر آب، ليبدأ الانتشار في مدن دير الزور والحسكة والرقة وتلاها محافظة حلب وغيرها من المحافظات الأخرى، وتبين أن العدد الإجمالي للحالات المثبتة بالاختيار السريع /٢٥٣/ حالة حتى ٢٠ أيلول الحالي وكان توزع الحالات في محافظة حلب ١٨٠ حالة وهو العدد الأكبر من الاصابة، دير الزور ٢٩ حالة، الحسكة ٢٥ حالة، اللاذقية ١٣ حالة، حمص ٤ حالات، دمشق ٢ حالة لأشخاص قادمين من حلب، وهناك وفيات وأكثرها في محافظة حلب نتيجة التأخر بالبدء بالعلاج اللازم كون معظم الحالات كانت تعالج بالمنزل على أنها اسهالات صيفية عادية.

وبالرغم من عدم وجود أي خطر من الكوليرا حسب أنجق إلا أن وزارة الصحة عملت بخطوات سريعة لتفادي الانتشار لاسيما في المحافظات التي ظهر فيها الوباء كمحافظة حلب، حيث تم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لإجراء محاضرات توعوية وتأمين كافة المستلزمات لزوم العلاج خاصة محاليل الأملاح بالنسبة السوائل الوريدية، كما تم تخصيص أماكن خاصة للعلاج  في مشافي مدينة حلب، كما تم تأمين اختبارات سريعة لتشخيص الحالات وتأكيد الاصابة، واعتماد بروتوكول علاجي موحد وتزويد المشافي بمخزون إضافي من الأدوية الخاصة بالبروتوكول، مع تأكيد الوزارة على ضرورة اتباع إجراءات الوقاية والتي تتمثل بغسل اليدين بالماء والصابون، وشرب الماء من مصدر آمن، وغسل الفواكه والخضار لاسيما التي تؤكل نيئة والتي تكون بجانب مصبات الأنهار، مع ضرورة طهي الطعام بشكل جيد وطلب المشورة الطبية المبكرة في حال الشك بالإصابة.

وتابع أنجق أن الكوليرا مرض حاد يبدأ بإسهال مائي حاد ومن الممكن أن يكون دون أي أعراض عند ٨٠% من المرضى لكن ٢٠% منهم تظهر عليهم الأعراض سواء كانت الإصابة خفيفة أو شديدة، علماً أن العامل الممرض هو جرثوم ضمات الكوليرا وله أيضا العديد من الأنماط وهناك بعضها فقط يشكل وباء وليس الكل، ومعدل الوفيات من ٢٠_ ٥٠% في حال لم يتم أخذ العلاج المناسب، علماً أنه يتواجد في الخضار النيئة، اللبن المثلج، مع إمكانية تواجده في الماء لمدة أسبوعين.

يشار إلى أن الجرثوم ضعيف المقاومة لحموضة المعدة التي من شأنها القضاء عليه، وكذلك درجات الحرارة التي تتجاوز ال٧٠ درجة مئوية، والمطهرات كمركبات الكلور و الليزور وحمض الفينيك، كما أنه من الممكن أن تتواجد الجرثومة في الماء المالحة ومصبات الأنهار وكذلك موجودة عند بعض الأشخاص التي لا تظهر عليهم أعراض المرض وقد ينقلونه عبر الفضلات.

وتكمن المعالجة بتعويض السوائل وخاصة الماء بالإضافة إلى تعويض أملاح وشوارد البوتاسيوم والبيكربونات بالتزامن مع الصادات الحيوية، بالإضافة إلى وجود لقاحات للجرثوم تكون فائدتها من ٥٠_٨٠% تقريباً.