دراساتصحيفة البعث

عندما تفضح الدعاية نفسها

عائدة أسعد 

نشر موقع “ذا انترسبت”، ومقرّه الولايات المتحدة، تقريراً تحت عنوان: “تويتر ساعد البنتاغون في حملته الدعائية السرية على الإنترنت”، حيث كتب هذا العنوان الصارخ بأحرف كبيرة جريئة بهدف فضح مفارقة ادّعاء الغرب الفارغ بأن الصحافة، الركيزة الرابعة للمجتمع، يجب أن تكون مستقلة!.

ما تجدرُ الإشارة إليه أنه على الرغم من أن موقع “تويتر” نفسه يزعم أنه يكبح الدعاية المدعومة من الحكومة، لكن مع ذلك أفاد تقرير “ذا انترسبت” بالتفصيل كيف تدخّلت وكالة المخابرات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، في تعديل محتوى “تويتر”، وكيف تواطأ الموقع مع البنتاغون لتشغيل شبكات حسابات مزيفة حول العالم، وكيف قام بإدراج حسابات معيّنة في القائمة السوداء أو القائمة البيضاء بناءً على طلب من حكومة الولايات المتحدة.

ويروي التقرير كيف يتواطأ موقع “تويتر” مع حكومة الولايات المتحدة لمعارضة “الدعاية المدعومة من الحكومات” بشكل انتقائي، وهو ما يتماشى مع خطة السياسيين الأمريكيين في الداخل والخارج على حدّ سواء، لتصوير أي أمة لا يحبونها على أنها شريرة، ولهذا السبب لعب السياسيون الغربيون دور بعض الشباب في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ضد بلدهم في عام 2019، وأطلقوا أكاذيب “معسكر عمل” ملفقة حول منطقة “شينغيانغ” الصينية ذاتية الحكم في عام 2020، وسكبوا المياه القذرة ضد العالم غير الغربي بالطريقة التي يحبونها.

إن العلاقة بين “تويتر” والحكومة الأمريكية تجعل المرء يرى تحيّزاً سياسياً في نسبة عالية جداً من الأخبار المنشورة على المنصّة، لكن في الواقع تلك هي الطريقة التي يفقد بها “تويتر” مصداقيته.

قد يجادل البعض بأن “تويتر” ليس هيئة إخبارية مثل “نيويورك تايمز” أو “سي إن بي سي”، ومع ذلك وعلى عكس مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، يتميّز “تويتر” بحسابات جميع وسائل الإعلام الرئيسية تقريباً، والعديد منها يقتبس حسابات “تويتر” كمصادر إخبارية جادة، ولكن منذ عام 2021، صنّف موقع “تويتر” وكالة الأنباء الصينية والحسابات الشخصية على أنها “وسائل الإعلام التابعة للدولة الصينية”، ووفقاً لتوجيهات من الحكومة الأمريكية حذّر كذلك من الروابط بوسائل الإعلام الصينية منذ آذار 2022.

لذلك، ها هي الدعاية نفسها تبكي وتنادي وتفضح نفسها بالقول: “أوقفوا الدعاية”، فما الذي يمكن أن يكون أكثر سخرية؟!.