المسابقة الثقافية الفنية تختتم فعاليات تحرير حلب
حلب – غالية خوجة
اختتمت فعاليات تحرير حلب بإعلان نتائج المسابقة الثقافية الفنية بذكرى تحرير حلب، والتي تركزت المسابقة حول أفضل عمل فني وأدبي يوثق الحرب على الإرهاب والتحرير والانتصار، وتوزعت إلى الشعر والرسالة والقصة والرسم والتصوير والفيديو، وبلغ عدد المشاركين فيها 455 من كافة الشرائح والفئات العمرية بين أطفال ويافعين وشباب ومحترفين.
الحياة تتبرعم بالتضحيات
وألقيت عدة كلمات بهذه المناسبة، منها لمدير الثقافة جابر الساجور الذي أكد على منهجية القائد الخالد حافظ الأسد القائل: “سأجعل من الجولان والقدس في قلب سورية”، ومنهجية القائد السيد الرئيس بشار الأسد: “سنحرر كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية”.
بدوره، أكد نواب نوري، القنصل الإيراني بحلب، على تضحيات الشهداء وجرحى الوطن المزهرة انتصاراً نحيا في ظلاله بفضل دمائهم، إضافة لدماء شهداء القوات الصديقة والرديفة ومنهم الشهيد قاسم سليماني، لنصل إلى هذه المرحلة الحياتية والثقافية المضادة لما يريده الأعداء من تخريب للتأريخ والحضارة.
أفلام وثائقية
واستهلّت الاحتفالية بفيلم وثائقي يحكي بمشهديات بانورامية عن تضحيات بواسلنا ومنجزاتهم، وما حدث على أرض الواقع بين حرب الشوارع والتدمير الإرهابي والوصول إلى الانتصار. كما توسط الاحتفالية فيلم وثائقي آخر بعنوان “فجر النصر” الذي سرد ما مرت به حلب من حرب تدميرية إرهابية عشرية صمد أبطال قلعتها سنة كاملة، وكانت إرادة كل منهم تعادل أكثر من 20 مقاتلاً، لأنهم مصرون على التحرير والانتصار، كما مرت صور وثائقية للشهيد قاسم سليماني وهو في حلب، وإن كنا نتمنى لو أن الأفلام ركزت بعمق أكبر على شهداء حلب – الكندي، الأحد عشر كوكباً، وصور شهداء حلب وسورية وأهلهم والجرحى، كما تمنينا لو أن الفائز الأول في كل من الشعر والقصة والرسالة قد قرأ نصه، ولو كان هناك معرض مرافق للرسوم والصور الفائزة والمشاركة، إضافة إلى إمكانية عرض الفيديو الفائز بالمركز الأول.
أمّا معيارية لجنة التحكيم المؤلفة من كل من الأدباء والفنانين محمد سميه، أحمد حفار، إبراهيم داود، عدنان الدربي، فأجابتنا أحلام استانبولي عضو لجنة التحكيم في القصة والرسالة والشعر: اعتمدنا عدة معايير منها اللغة العربية، التراكيب، الصياغة، المعنى، والهدف.
كيف نكمل الانتصار؟
وعن مفهوم متابعة النصر بالنسبة للأجيال المشاركة في هذه المسابقة، استطلعت “البعث” بعض الآراء، ومنها ما قالته الطالبة لمى زراع (الصف الثامن): أجبتُ من خلال قصتي “نداء الوطن” التي تحكي عن 4 أشخاص في ساحة الكلية، وكل منهم يدافع عن الوطن وينتصر في مجاله وحسب موقعه، لأن الطالب يدافع بالعلم، والمعلم ببناء الأجيال، والطبيب بمعالجة المرضى.
أمّا الطالبة فاطمة سلو (الصف السادس) فقالت: أوجّه رسالة لكل شخص بأننا نريد الإعمار والحياة الأجمل كما أننا أبناء هذا التراث بأهميته الكبيرة وجماله ومعانيه وحلب متفردة، لذلك، شاركت بلوحتين، الأولى للجامع الأموي الكبير كما كان سابقاً، والثانية لوحة لجندي يحمل بارودة هي وردة بعدما تحررت حلب، وعلينا أن نكمل الانتصار بالعلم والعمل وتطوير مهاراتنا.
وأجابتني أختها سيلين سلو: نتابع التضحيات، ونستمر في البناء، وأنا أكتب الشعر، وشاركت بقصيدة عنوانها “هذه حلب”:”اخلعْنعليك تشريفاً وتنزيهاً، واخفض جناحك لا فخراً ولا تيهاً، وادخل إليها، فما أدراك ما فيها”.
أمّا كيف عرفتا بالمسابقة، فأجابت أمهما إيمان حريري: من خلال منشور على الفيسبوك، لأن حدودي ليست المدرسة فقط، بل الثقافة بمصادرها المختلفة.
وأخبرتنا أمينة حنان، ولها تجربة مع المسرح: كتبت قصيدة “أبواب النور”، وضميرها أمّ أحد الشهداء وهي تحكي عن ابنها: “قال لي: باركي صيامي وصلاتي، فالأرض صلاة، والعرض صلاة، ويداك منبع صلواتي، فباركي خلودي”.
وأجابت لين عنداني خطيب (الصف الرابع): نستمر مع الحياة، ونكمل بالعمل والثقافة والفن، ولقد شاركت في مجالين بهذه المسابقة بالرسم ولوحتي “قلعة حلب”، وبالقصة واسمها “حياة رغد”.
وبدورها، قالت تسنيم حومد سلطان مقدمة الاحتفالية: الأصدقاء دائماً يتعاضدون واليوم نرى ذلك من خلال هذه المسابقة، ولا بد من مواصلة النصر بالوعي في كافة المجالات الحياتية.