ثقافة كرة القدم غابت عن مباريات الدوري.. والشغب عاد من جديد
ناصر النجار
أربع مباريات من أصل خمس انتهت إلى التعادل في مباريات الأسبوع السابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز، وألغيت المباراة السادسة بسبب تخلف فريق الجزيرة عن لقاء أهلي حلب في حادثة تتكرّر للمرة الثانية من فريق الجزيرة.
قد يكون التعادل أمراً عادياً في مباريات كرة القدم، لكن أن تجد أن المرشحين لنيل اللقب لا يملكون ثقافة البطولة وعزيمة الفوز فيقعون في مطب التعادل فهذا أمر غريب؟!.
من جهة أخرى فإن الأداء الخجول الذي قدّمه جبلة أمام ضيفه الفتوة يرشدنا إلى ضعف هذه الثقافة وهو أحد المنافسين على اللقب، وقد يكون جبلة تأثر بأزمة التحكيم التي افتعلها الفتوة بموضوع اختيار حكام من خارج سورية فكان خارج السرب في المباراة تماماً، وجبلة لم يفلح بالفوز على أحد من الطامعين باللقب، فتعادل مع أهلي حلب ومع الوثبة وخسر مع الفتوة وهذه النتائج لا تصبّ بمصلحة جبلة بكل تأكيد.
والكلام نفسه ينسحب على فريق الجيش الذي تعادل مع الوحدة، والمستغرب بالمباراة تصريح مدرب الجيش الذي عزا التعادل لنقص بصفوف فريقه، مع العلم أن جاره لعب بتشكيلة فيها من اللاعبين الجدد الشباب الكثير، وقد أثبتوا وجودهم أمام نجوم فريق الجيش، فأين ينصرف كلام العفش؟.
لكن المؤسف حقاً الشغب الذي افتعله فريق الوثبة بعد تعادله مع تشرين ولم يكن هذا الشغب مبرراً، وسيجرّ العقوبات على الفريق التي قد تقصم الظهر.
الأحداث تشعرنا أن فرقنا لا تملك ثقافة كرة القدم، ولا تعرف ما الطريق إلى البطولة وحمل اللقب، الوثبة متصدّر الدوري في الوقت الحالي وهو يسير بخطوات واثقة ويحقق نتائج جيدة، لذلك لم يكن مبرراً ما حدث من شغب افتعله اللاعبون والجمهور من الاعتداء على الحكم وقذف أرض الملعب بالحجارة والزجاجات الفارغة، فضلاً عن تحطيم زجاج حافلة فريق تشرين، ونعتقد أنه بمثل هذه التصرفات لن يصل الوثبة إلى النهاية التي يتمناها عشاقه ومحبوه.
الدوري في خطر، انسحاب هنا وشتم هناك ورمي مفرقعات في ملعب آخر واعتداء على الحكام في حمص، بهذه الصورة لن تكون نهاية الدوري سعيدة إن لم تعالج هذه السلبيات بحزم، فالعقوبات الرادعة اليوم مطلوبة ولو كانت قاسية، لأن سلامة الدوري ونظافة المباريات أهم بكثير من أي اعتبار آخر.