الجزيرة ينسحب مرة أخرى من الدوري.. فهل من حلول؟
ناصر النجار
مرة أخرى ينسحبُ فريق الجزيرة من إحدى مباريات الدوري الكروي الممتاز، في حادثة تكرّر مشهدها للمرة الثانية، وسيتكرّر للمرة الثالثة والرابعة إن لم يتمّ وضع حدٍّ لهذه المهزلة!!.
من وجهة نظر النادي فإنه مظلوم من كلّ الاتجاهات، لذلك لا بدّ من اللعب بالحسكة كشرط عملت عليه إدارة النادي، ولا بدّ من ضخ المال لتصبح المشاركة أمراً واقعاً.
ومثل هذين الطلبين غير مقبولين، لأن أمر الموافقة باللعب في الحسكة صعب، وكما نرى فإن فرقاً مشابهة كفرق دير الزور (الفتوة واليقظة وصبيخان) وفرق الحسكة (الجهاد وعامودا والهلال) تلعب هذا الموسم خارج أرضها على أمل العودة في الموسم القريب إلى ملاعبها، وهو أمر يتمنّى الجميع حصوله.
ومشكلة الفقر يجب أن نتغاضى عنها، لأن كلّ أنديتنا تعاني من الضائقة المالية، وإذا نظرنا إلى الأندية المماثلة في الحسكة ودير الزور لوجدنا أن من حقها أن تعامل بالمثل، فكما تبرع الاتحاد الرياضي برعاية نادي الجزيرة عليه أن يتبنى رعاية باقي الأندية لأن وضعها المالي مشابه تماماً، وإذا استطاعت إدارة نادي الفتوة تأمين رعاة من محبيها ومشجعيها، فمن باب أولى أن يبحث الجزيرة عن ممولين وداعمين بدلاً من تحميل الاتحاد الرياضي مسؤولية الانسحاب من الدوري أو مسؤولية الإنفاق على الفريق.
كلّ فرقنا نعتزّ ونفتخر بها، وهي تمثلنا وتابعة لمنظمة الاتحاد الرياضي العام، سواء أكانت في الدرجة الممتازة أم الأولى أو الثانية، ووجود فريق الجزيرة في الدرجة الأولى لا ينقص من قيمته وحضارته وعراقته، خاصة وأنه أمضى نصف حياته يتنقل من الأولى إلى الممتازة، وهناك أندية أكثر عراقة موجودة في الدرجة الأولى الآن ولم تشتكِ أو تئنّ، كالشرطة والحرية، ولديها من الإنجازات والبطولات والألقاب الكثير.
بالأصل لم ينظر فريق الجزيرة منذ تأهله إلى الدرجة الممتازة نظرة جدية، ولو كانت إدارة النادي واعية لهذا التأهل، وما يتطلّب من نفقات وتجهيز واستعداد، لما وصل الفريق إلى ما وصل إليه.
إدارة نادي الجزيرة تتحمّل مسؤولية ما حدث بالكامل، وسبق لعدة فرق أن واجهت المصير نفسه، فتابعت الدوري على قدم واحدة أو انسحبت آخر مبارياته، وهذا ما حدث مسبقاً قبل موسمين مع الجزيرة نفسه.
لذلك المطلوب من اتحاد كرة القدم أن يواجه هذه المشكلة بحزم، والمطلوب من الأندية غير القادرة على المشاركة بالدوري الممتاز أن تتجنّب التأهل حتى لا تقع بالمشكلة ذاتها، ونتمنّى من اتحاد كرة القدم أن يضع شروطاً للمشاركة بالدوري الممتاز حتى ننتهي من هذه المهزلة مستقبلاً.