أخبارصحيفة البعث

واشنطن تستغبي المتلقّي الأمريكي

تقرير إخباري:

تجهيل سياسي ممنهج تمارسه السلطات الأمريكية تجاه المتلقي الأمريكي فيما يخصّ حقيقة الوضع الميداني في الحرب القائمة حالياً بين أوكرانيا بالوكالة عن الغرب الجماعي وفي مقدّمته الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، حيث تصرّ هذه السلطات على بثّ الدعاية الكاذبة عبر مجموعة كبيرة من وسائل إعلامها الموجّهة، الأمر الذي يؤكد ممارسة نوع من الاستغباء للمواطن الأمريكي في هذا الجانب، وذلك حتى تستطيع الاستمرار في استقطاب دعم شعبي لها فيما يخص المساعدات المالية والعسكرية المقدّمة إلى النظام في كييف التي تأتي أصلاً من دافع الضرائب الأمريكي.

هذا الحديث كشفه المذيع الأمريكي الشهير تاكر كارلسون في برنامجه اليومي على قناة “فوكس نيوز”، حيث اتهم السلطات الأمريكية بحجب الحقيقة عن الجمهور، مؤكداً أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية، بضغط مباشر من الحكومة، تحجب كثيراً من الأحداث التي تدور حول العالم، ولاسيما القصص المهمّة التي تؤثر في حياة الشعب الأمريكي.

وأشار كارلسون إلى أن المقصود هو “ترك سكان الولايات المتحدة يجهلون القضايا التي تؤثر في حياتهم”، حيث تطرّق المذيع الأمريكي إلى أنه إذا ما سألت جارك عمّن ينتصر في “الحرب الأوكرانية” فسيجيبك على الفور بأن “أوكرانيا تنتصر”، لأن ذلك، وفقاً لكارلسون، “ما يراه الجميع كل صباح على مدار الأحد عشر شهراً الماضية، وليس فقط في برنامج Today Show، وإنما في كل منفذ إعلامي تقريباً في الولايات المتحدة، باستثناء الكولونيل دوغلاس ماكغريغور، الذي استضفناه هنا، ولا داعي للقول إنه اتُّهم بأنه عميل لبوتين”.

وأكد كارلسون أن تلك الرواية يتم تسويقها عبر العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين أوكلت إليهم هذه المهمّة في سبيل نشر البروباغندا على صعيد واسع، حيث يصرّح بها السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية لدى روسيا مايكل ماكفول، وهيلاري كلينتون، والمقاول لدى وزارة الدفاع، باري ماكافري، وغيرهم.

ولكنه شدّد في المقابل على أن الصدمة وقعت عندما علم هذا القارئ الأمريكي أن حكومته تستغبيه وتزوّده بمعلومات كاذبة حول الحرب، ولاسيما بعد أن نشرت كوندوليزا رايس وروبرت غيتس في مقال افتتاحي في “واشنطن بوست” الأسبوع الماضي، مقالاً يقرّان فيه بأن أوكرانيا تخسر خسارة فادحة، حيث يكتب الثنائي، وفقاً لكارلسون، أن أوكرانيا سوف تنهار إذا لم تستمرّ الولايات المتحدة الأمريكية في تمويل الجيش والاقتصاد الأوكرانيين إلى الأبد ومحاربة روسيا مباشرة.

وأكد المسؤولان أن اقتصاد أوكرانيا في حالة من الفوضى، وأن القدرة العسكرية والاقتصاد الأوكرانيين يعتمدان الآن بشكل كامل على شرايين الحياة القادمة من الغرب، ومن الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول.

ومن هنا، فإن الإدارة الأمريكية لا تنشر البروباغندا فقط في الفضاء الخارج عن حدودها، وإنما تعتمد هذه البروباغندا أسلوباً لتوجيه المواطن الأمريكي واستغبائه وتجهيله ومنعه من الاطلاع على حقيقة الأمور التي تهمّه خارج الحدود، وخاصة فيما يخص الحرب في أوكرانيا التي تساهم فيها الإدارة بشكل مباشر وتعدّها واحدة من حروبها بالوكالة حول العالم، ولكنها تدرك جيداً أن هذه الحرب ستقرّر كثيراً من الأمور في العالم، ولاسيما طبيعة النظام العالمي الجديد.

طلال ياسر الزعبي