مجلة البعث الأسبوعية

المحافظ  “الإنسان”؟!

بشير فرزان

تكشف المقارنة بين أداء المحافظين عن فجوة كبيرة في التعرف على معنى المسؤولية الحقيقية فهناك من يمارس مهامها ضمن منظومة التكليف البعيد كل البعد عن مفهوم التشريف الذي ينخرط به أداء البعض الأخر الغارق في أشكال الاستعراض والبرستيج والنظر إلى المهام من خلال أبراج عاجيه وطبعاً هؤلاء ليسوا بريئين من إشكاليات المناصب ومايدور حولها من اتهامات أو ما يمكن القول عنها شكوك في هدر المال العام  هذا عدا عن عدم الفاعلية في العمل أو مايسمى بالعامية “تخبيص”.

ولاشك أن قيام البعض المحافظين بالعديد من الخطوات المجتمعية التي ساعدتهم على كسب محبة الناس ضمن منظومة عمل (المحافظ الإنسان )التي تعبرعن ارتباط وثيق وعلاقة صحيحة ومثالية بين  المسؤول والمواطن وتتعدى ذلك لتأخذ بعداً اجتماعياً أكثر تقارباً وحضوراً في الأوساط الشعبية المختلفة على  مستوى المحافظة .

ولاشك أن تسليط الضوء على نشاط المحافظين المجتمعي يندرج في خانة التأكيد على الحالة الايجابية من أجل تعميمهاعلى باقي المحافظات التي قد لايعرف المواطن فيها اسم المحافظ وذلك نتيجة انكفاء البعض في مكاتبهم والاكتفاء بإطلالات تلفزيونية أوفيسبوكية استعراضية تدارعبر كنترول المكتب الصحفي وفي إطار ترويجي ضيق يتلائم مع الغايات المصلحية ويواكب إستراتيجية المسؤول الخجولة والتي لاتخدم الواقع بأي شيء بل  يتم تسجيل النقاط في سجلات السراب.

والحقيقة المرة التي يمكن استخلاصها من عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب تتمثل  بغياب الثقة بين المواطن والمؤسسات الخدمية وخاصة الوحدات الإدارية التي غاصت في أوحال المخالفات والتجاوزات المتنوعة وضاع عملها في خانة الشبهات والتجريم بالفساد والتلاعب بالقوانين والإجراءات لتحقيق المنفعة الذاتية وتمرير الصفقات أو لإرضاء أصحاب القرار والمتنفذين الذين لهم سطوتهم وحضورهم في كافة المواقع والمفاصل!.

بالمحصلة تمتين العلاقة بين أي مسؤول والمجتمع المحلي يشكل أساس العمل الناجح والسير بخطوات واثقة لمعالجة الكثير من المشكلات التي تختبئ حلولها خلف الأبواب المسؤولة ومن هنا تبدأ أولى خطوات الإصلاح الإداري وترسيخ الشافية في يوميات العمل التي تكون دائما خلف ستار الخصوصية الوظيفية وبذلك تتلاشى العوائق في مسارات الأبواب المفتوحة واللقاءات المباشرة والعفوية مع الناس .

إن مايقوم به بعض المسؤولين “المحافظين ” في مسار توطيد العلاقة مع المجتمع المحلي يشكل علامة فارقة في العمل الوظيفي المسؤول الذي يحظى باحترام المجتمع المحلي وخاصة في هذه الظروف التي نحن أحوج فيها إلى تعاضد وتكاتف أهلي ورسمي ولذلك نوجه دعوة لجميع المسؤولين لمغادرة كهوف مسؤولياتهم والانخراط في مشروع المسؤول الإنسان لتحقيق المصلحة الوطنية التي نعتقد أنها بوصلة الإصلاح بكل مجالاته ومساراته ؟.