السيد الخامنئي: محاولات الأعداء نشر الفوضى فشلت لاستنادها إلى حساباتٍ خاطئة
طهران – موسكو – تقارير:
أكّد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن مخططات أعداء البلاد مصيرها الفشل، مشيراً إلى أن محاولاتهم نشر الفوضى خلال الأحداث الأخيرة استندت إلى حسابات خاطئة.
وقال الخامنئي في كلمة له اليوم: إن خطة العدو الشاملة تجاه الأحداث الأخيرة في البلاد فشلت لأن حساباته كانت خاطئة، وكانت إرادة الجمهورية الإسلامية أقوى، مشيراً إلى أن العنصر الاقتصادي كان أحد العناصر التي استغلها أعداء إيران لتعطيل البلاد، لافتاً أيضاً إلى اتباعهم سياسة التهديدات الأمنية وتسلل فرق التجسس ونشر سياسة التخويف من إيران ضمن الأساليب الدعائية، إلى جانب الاستعانة ببعض العناصر الداخلية لإثارة الفوضى في البلاد.
وتابع الخامنئي: إن الأعداء لم يتركوا شيئاً إلا واستخدموه ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى 40 عاماً، لكنهم فشلوا حتى الآن وسيفشلون في المستقبل لأن حساباتهم كانت خاطئة.
وفي سياق متصّل أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن إرادة الشعب الإيراني الصلبة أفشلت سياسة العدو في ممارسة الضغوط على بلاده، مشدّداً على أنّ إيران لن تستسلم في حرب الإرادات.
وقال رئيسي في كلمة له اليوم خلال افتتاح مشاريع مائية وكهربائية في محافظة يزد وسط البلاد: لن نتوقف عن مواصلة مسار التقدم في البلاد”، مضيفاً: إن “تدشين 16 مشروعاً مائياً وكهربائياً في ظل العقوبات المفروضة علينا يجسّد إرادتنا الصلبة في عدم إيقاف مسار التقدّم وضمان الرفاهية لأبناء الشعب الإيراني”.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيبحث مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو الأسبوع المقبل، خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني، وقضايا ثنائية ودولية بينها الوضع في سورية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن المتحدّثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قولها اليوم: من المقرّر عقد محادثات بين لافروف وعبد اللهيان في الـ 17 من كانون الثاني الحالي في موسكو، ستتم خلالها مناقشة عملية استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة، والقضايا المطروحة على جدول الأعمال الثنائي والدولي.
وأضافت زاخاروفا: من المتوقع أن يستمر تبادل الآراء بشأن عدد من الموضوعات الدولية والإقليمية، بما في ذلك التعاون والتنسيق في منظمة الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون، والوضع في سورية وأفغانستان ومنطقة القوقاز وقضية بحر قزوين، إضافة إلى التعاون التجاري والاقتصادي، وذلك في سياق تنفيذ المشاريع المشتركة الرئيسية في مجال الطاقة والنقل والصناعات الأخرى.
وفي سياق متصل، أكد سفير إيران لدى موسكو كاظم جلالي أن التعاون بين بلاده وروسيا في المجال العسكري متواصل بصورة سلمية ومستدامة وبناءة، وذلك في إطار المصالح المشتركة.
وفي حديث لصحيفة إزفستيا الروسية أشار جلالي إلى “أن التفاعل بين البلدين جار في إطار المصالح المشتركة في جميع المجالات، بما في ذلك التعاون العسكري الذي نشأ منذ فترة طويلة، ويستمر بطريقة بناءة ومستدامة وبالطبع سلمية”، لافتاً إلى أن الطرفين مهتمان بتوسيع العلاقات في إطار القواعد الدولية.
إلى ذلك أكدت وزارة الداخلية في إيران الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم خلال أعمال الشغب الأخيرة بأنّهم سينالون جزاء أعمالهم.
وقال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي: إنّ بعض الأشخاص وبسبب الضلال ارتكبوا جرائم كثيرة خلال أعمال الشغب الأخيرة، وسينالون جزاء أعمالهم.
وأضاف: إنّ الأشخاص المخدوعين في أعمال الشغب الأخيرة سيعودون إلى أحضان الوطن.
بدورها، استدعت الخارجية الإيرانية السفير السويدي لدى طهران لإبلاغه احتجاجها على تدخل المسؤولين الأوروبيين في شؤون إيران الداخلية.
وذكرت الخارجية الإيرانية، في بيان أنها استدعت سفير السويد في طهران ماتیاس لنتز، الذي تمثل بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي في هذه الفترة احتجاجاً على استمرار التصريحات التي تعتبرها تدخّلاً في شؤون الجمهورية الإسلامية من قبل بعض المسؤولين الأوروبيين.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني والمدير العام لشؤون غرب أوروبا، مجید نیلي أحمد آبادي للسفير السويدي: ينبغي على أوروبا بدلاً من توجيه التهم واستخدام سلوك مزدوج، أن تنظر بجدّية في مسؤوليتها عن احترام قيم حقوق الإنسان في البلدان الأخرى.
وأضاف: يستغل الغربيون حقوق الإنسان كأداة دبلوماسية لتمرير أهدافهم، في حين أن حقوق الإنسان لها أصالة وهدفها الأسمى هو الحفاظ على كرامة الإنسان والقيم الأخلاقية، مشدداً على أن تبرير إهانة القيم الدينية والوطنية للدول الأخرى بحجة الحرية هو خيانة للمفهوم المقدس للحرية واضطهاد الإنسان وحقوق الإنسان.
وفي إشارة إلى دور بعض الدول الأوروبية في نشر العنف والكراهية في دول أخرى، أكد مسؤول وزارة الخارجية الإيرانية أنّ “التدخل في الشؤون الداخلية للدول مخالف لكل القواعد والأنظمة الدولية، والجمهورية الإسلامية لا تتسامح مع ذلك”.
كذلك أكّد المسؤول الإيراني اعتراض بلاده على التدخّل غير المقبول للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في الشؤون الداخلية لإيران وطالب بإنهاء هذه الممارسة المدمّرة للعلاقات.
من جانبه، أكد سفير السويد في طهران أنه سينقل احتجاج طهران للمسؤولين في وزارة الخارجية في بلاده والاتحاد الأوروبي بهذا الصدد.
وقبل أيام، أعلنت عدة دول أوروبية، من بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، استدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية الإيرانية لديها، على خلفية أحكام الإعدام الأخيرة الصادرة في إيران
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية استدعت الشهر الماضي السفير الألماني لدى طهران هانس أودو موتسل، وسلّمته مذكرة احتجاج “شديدة اللهجة”، على خلفية تصريحات مسؤولين ألمان بشأن حقوق الإنسان في إيران.